سياسة

“الكتاب” يدعو لتفادي العنف والتخريب حفاظا على مشروعية مطالب الشباب

“الكتاب” يدعو لتفادي العنف والتخريب حفاظا على مشروعية مطالب الشباب

عبر حزب التقدم والاشتراكية عن تضامنه مع المطالب المشروعة التي عبّر عنها الشباب خلال احتجاجات ما بات يُعرف بـ”الجيل Z”، معتبراً أن أفضل أسلوب للتعامل مع التعبيرات الاحتجاجية الشبابية السلمية هو الحوار والإنصات والاحتضان، والتعامل بتفهُّم وإيجابية وأريحية.

ودعا الحزب إلى ضرورة تغيير السياسات العمومية في اتجاه الارتقاء الفعلي بالأوضاع الاجتماعية، ومعالجة الفوارق المجالية بشكل جاد، وتحمل الحكومة مسؤوليتها في مواجهة الأسباب العميقة للأوضاع المقلقة، سواء فيما يرتبط باختلالات النظام الصحي، إذ بدل الارتقاء بجودة خدمات المستشفى العمومي، يُسجَّل تطور غير مسبوق للقطاع الصحي الخصوصي، كما تدل على ذلك النفقات العمومية الصحية والوجهة التي تتخذها.

وأشار الحزب إلى أن الأمر نفسه يطرح بالنسبة للتعليم، حيث يُسجل تدهور المدرسة العمومية مقابل تطور ملحوظ لمؤسسات التعليم الخصوصي. وإذا كان حزب التقدم والاشتراكية لا يرفض وجود قطاع خصوصي مسؤول ومكمل في التعليم والصحة، فإنه يؤكد على أن العمود الفقري في هذين المجالين الحيويين يجب أن يظل هو المستشفى العمومي والمدرسة العمومية والجامعة العمومية. كما شدد الحزب على ضرورة اتخاذ إجراءات لمعالجة ما عبّرت عنه الأوساط الشبابية من رفض لمظاهر الفساد على مستوى الحكامة في تدبير الشأن العام.

واعتبر الحزب، في بلاغ توصلت به جريدة “مدار21″، أن هذه التعبيرات الشبابية لا يمكن أن تصل إلى مبتغاها وتحقق مطالبها المشروعة، ولا أن يكون لها الصدى المطلوب، إلا بالحفاظ على طابعها السلمي والحضاري والمسؤول، والابتعاد عن أي انزلاق نحو أساليب العنف ضد القوى الأمنية أو التخريب ضد الممتلكات العامة والخاصة. وأكد أن هذا الأسلوب المنفلت مرفوض تماماً، ولا يمكن لحزب التقدم والاشتراكية أن يقبله تحت أي مبرر، كما لا يقبل في المقابل أي تعامل عنيف أو حاط من كرامة المحتجين والمتظاهرين.

وعلى هذا الأساس، وجّه حزب التقدم والاشتراكية نداءً حارًّا إلى الشباب من أجل الالتزام بالطابع السلمي والمسؤول للاحتجاج، وعدم السقوط في أي استفزاز، والابتعاد تماماً عن سلوك العنف والتخريب، لما له من أضرار عميقة على المطالب المشروعة المعبَّر عنها، ولأنه يحرف المسار العام للتعبيرات الاحتجاجية نحو اتجاهات غير محسوبة العواقب.

وبالنظر إلى الممارسات العنيفة والمرفوضة التي استعملها بعض المتظاهرين في بعض المدن، وتحسباً لاحتمال انتشار هذه الممارسات وتفاقمها بما يضر بسلمية الاحتجاج ومشروعية المطالب، ويحرف مقاصدها في اتجاه لا يخدم لا مصلحة البلاد، ولا مصلحة المواطنين، ولا مصلحة الحياة المؤسساتية والديمقراطية السليمة، ناشد حزب التقدم والاشتراكية الفئات الشابة المتظاهرة اعتبار أن رسالتها وصلت، وأن مساندة مطالبها واسعة وعميقة، وأن المصلحة العامة، في ظل هذه الظروف، تقتضي تفادي مواصلة الاحتجاج بأشكاله العنيفة، حتى تبقى الحركة الاحتجاجية السلمية الأولى مصدر دعمٍ لكل مناصري التغيير وقوةً دافعة وضاغطة من أجل إجراء إصلاحات عميقة.

وشدد الحزب على ضرورة أن تعي كافة الفعاليات والقوى والوسائط المجتمعية، والأوساط المسؤولة عن تدبير الشأن العام، وجوب الارتقاء بالممارسة الديمقراطية، وتقوية آليات التأطير والوساطة المجتمعية من أحزاب ونقابات وجمعيات ومؤسسات وتنظيمات مختلفة، في إطار السعي الحثيث نحو إعادة الاعتبار للعمل السياسي النبيل، ومصالحة المواطنات والمواطنين، وخاصة الشباب، مع الفضاء السياسي والمؤسساتي.

واعتبر الحزب أن هذه المهمة تكتسي اليوم طابع الإلحاح والاستعجال، مما يستلزم توفير فضاءات عاجلة تحتضن نقاشاً عمومياً واسعاً ومفتوحاً مع الشباب، مؤكدا ضرورة أن تجتهد هذه الفضاءات في تعميق التحليل، من أجل فهم أعمق للتحولات التي يعرفها المجتمع المغربي وما يحمله شباب اليوم من تطلعات وانتظارات.

وقال إن هذه الاحتجاجات الشبابية، التي شهدتها عدد من مدن البلاد، هدفها المطالبة بإصلاح عميق للتعليم والصحة، وتوفير فرص الشغل، ومحاربة الفساد “وهي مطالب مشروعة تتطلب اتخاذ إجراءات قوية لمعالجتها، وكان حزب التقدم والاشتراكية، على غرار عدد من القوى والفعاليات المجتمعية، قد نبّه الحكومة إليها وإلى ما تثيره من أوضاع مقلقة، مؤكداً، على مدى أربع سنوات، وجود اختلالات عميقة على مستويات مختلفة، ولا سيما في الخدمات العمومية، وفي مقدمتها الصحة والتعليم والتشغيل”.

ولفت الحزب إلى أن الحكومة بدل التجاوب مع هذه النداءات والتنبيهات، والسعي الفعلي للاستجابة لانتظارات الشباب وتطلعات فئات واسعة من المغاربة، أصرت على إنكار وجود فجوة شاسعة بين التزاماتها وبين فشلها المتعدد على أرض الواقع. كما أنها تعاملت، للأسف، باستخفاف وإنكار وتجاهل للأوضاع الصعبة والمقلقة، وبآذان صماء، وبرضى مفرط عن الذات، وتعالٍ مستفز للرأي العام، حيث ما فتئت تؤكد أن “كل شيء على ما يرام، وأن ما أنجزته غير مسبوق”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News