بنكيران يدعو جيل “Z” لوقف الاحتجاجات: رسالتكم وصلت والانفلات الأمني يجرنا للمجهول

وجه عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، نداءً مطولًا إلى محركي ما بات يعرف باحتجاجات “جيل Z”، محذرًا من الانزلاقات الخطيرة التي رافقت هذه التحركات والتي بدأت، حسب قوله، تتحول من احتجاجات سلمية إلى أعمال عنف وانفلات أمني يهدد استقرار البلاد.
بنكيران قال في كلمة مصورة له، نشرها على صفحته في منصة “فيسبوك”، أن الاحتجاج في بداياته كان مفهومًا ومشروعًا، غير أن التطورات التي عرفتها هذه الاحتجاجات بعد أربعة أيام، قلبت الصورة رأسًا على عقب، بعدما بدأت الأخبار تتواتر عن مواجهات بالحجارة ضد رجال الأمن، وإحراق سيارات وممتلكات عامة وخاصة، إلى جانب وقوع إصابات في صفوف مواطنين.
ووصف رئيس الحكومة الأسبق ذلك بـ”انفلات أمني يجر البلاد إلى المجهول”، معتبرا أن هذا الوضع لم يعد مجرد خلاف أو غضب مع الحكومة، بل تحول إلى تهديد مباشر للأمن والاستقرار الوطنيين.
الأمين العام لحزب العدالة والتنمية شدد على أن المحتجين أنفسهم كانوا يعلنون أنهم يتحركون تحت سقف المصلحة الوطنية والدستور، لكن ما جرى على الأرض يناقض هذه الشعارات، موجها خطابه مباشرة إلى القائمين على هذه المجموعة: “أنا أقترح عليكم شيئا واحدًا وهو أن تصدروا توجيهاتكم بوقف هذه الاحتجاجات نهائيًا، لأن أي استمرار سيقود إلى مسلسل عنف مضاد ستكون عواقبه سلبية على الجميع”.
وأشار بنكيران إلى أن المطالب التي رفعها المحتجون بخصوص التعليم والصحة والشغل ومحاربة الفساد هي مطالب مشروعة ويتقاسمها معهم عموم المغاربة، غير أن انزلاق الاحتجاجات نحو العنف سيجعل هذه المطالب مهددة بالفقدان والتشويه، محذرًا من أن نتائج الاستمرار في هذا المسار ستكون سياسية وخيمة.
كما ناشد المحتجين أن يتحلوا بالتعقل وأن يجنّبوا الشباب، وغالبيتهم في سن المراهقة، التورط في أعمال قد تضر بمستقبلهم ومستقبل وطنهم، مضيفًا: “رجعوا للبيوت ديالكم وخليو الوليدات يمشيو يقراو، الرسالة وصلت وأي استمرار الآن ستكون له أسوأ العواقب”.
وختم بنكيران كلمته بالتذكير بقيمة الأمن والاستقرار في المغرب تحت قيادة الملك محمد السادس، معتبرًا أن المغرب ينعم بقدر من الحرية يجب الحفاظ عليه، مسجلا أن الإصلاح الحقيقي لا يكون عبر العنف والانفلات، بل عبر العمل السلمي والبنّاء، مضيفًا أن أي مسار آخر لن يقود إلا إلى الفساد وتراجع الأوضاع.