المنصوري: الاحتجاج السلمي نضج للديمقراطية ولن أكذب على المغاربة

أكدت فاطمة الزهراء المنصوري، وزيرة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، والمنسقة الوطنية للقيادة الجماعية للأمانة العامة لحزب الأصالة والمعاصرة، أن المغرب، رغم ما تحقق من إنجازات، ما يزال يواجه تحديات حقيقية تتعلق بقطاعات حيوية كالصحة والتعليم، مشيرة إلى أن هذه القضايا هي ما ينعكس في احتجاجات الشباب الأخيرة المعروفة باسم “جيل Z”.
وقالت المنصوري في كلمة لها، أمس الثلاثاء، في اجتماع مع المكتب الوطني الجديد لشبيبة الحزب، إن المغرب حقق نجاحات في محطات عدة، لكن ذلك لا يعني تجاوز المشاكل أو إنكارها، معتبرة أن الاعتراف بالتحديات جزء من إدارة الشأن العام، مشيرة أنها “لا تقبل الكذب على المغاربة، حتى لو كلفها الخروج من الحكومة”.
وأشارت فاطمة الزهراء المنصوري، إلى أنها، كرئيسة جماعة، تتعامل يوميًا مع مطالب المواطنين، لا سيما في قطاع الصحة، معتبرة أن هذه المشاكل ليست وليدة الحكومة الحالية، بل هي تراكمات تاريخية تعود إلى عقود مضت.
وتطرقت المنصوري إلى النقص الحاد في الموارد البشرية الطبية، مشيرة إلى الحاجة الملحة إلى إنتاج نحو 30 ألف طبيب لتغطية احتياجات البلاد، وهو هدف لا يمكن تحقيقه في فترة قصيرة، سواء بالنسبة للحكومة الحالية أو السابقة.
وأضافت في كلمتها أن هذا الوضع يعكس تحديات العدالة الاجتماعية ويحتاج إلى سياسات طويلة الأمد وعمل دؤوب، وهو ما بدأ بالفعل من خلال مجموعة من المراسيم والقوانين التي تهدف إلى تحسين القطاع الصحي.
وعن الاحتجاجات الأخيرة، أوضحت المنصوري أن حزبها حاول إقناع الشباب بالمشاركة في العمل المؤسساتي والمشروع السياسي، مؤكدة أن الديمقراطية والتعاقد الاجتماعي، الذي ينص عليه الدستور والقانون، يتيح لكل مواطن حرية التعبير والمشاركة.
لكنها أشارت في نفس الوقت إلى أن بعض الشباب يرفضون المؤسسات السياسية ويرغبون في بدائل، معتبرة أن الحوار والتربية السياسية هما الطريق الأمثل لبناء وعي جيل جديد قادر على التغيير الإيجابي.
وأوضحت المنصوري أن حزبها، رغم الانتقادات والملاحظات، عمل على دمج الشباب في المسؤوليات العامة، وقدموا نتائج ملموسة كرؤساء جماعات ومنتخبين محليين، محذرة من وجود محاولات لتشويه الصورة العامة أو المساس بالمصداقية، ومؤكدة أن القوة الحقيقية تكمن في التضامن والتعاون.
وأضافت أن شباب المغرب يمتلك كفاءات وقدرات عالية، وأن الهدف هو أن يشاركوا ضمن إطار منظم، يسمح لهم بالتعبير عن رأيهم والمساهمة في الإصلاح دون الانزلاق نحو الفوضى، معتبرة أن الاحتجاجات، إذا تمت ضمن احترام القوانين، تعكس حيوية المجتمع ونضجه الديمقراطي، لكنها شددت على ضرورة الحوار البناء وعدم الخوف من المشاركة داخل المؤسسات.
وأكدت المنصوري أن المغرب لم يحل كل مشاكله بعد، وأن كل دولة تواجه تحديات مستمرة، لكنها أشارت إلى استعداد الحكومة والحزب لمواصلة العمل من أجل الإصلاح والتنمية، مع التأكيد على أن المشاركة السياسية والحوار هما الوسيلتان الرئيسيتان لمواكبة التحولات الاجتماعية.
وختمت القيادية الحزبية حديثها بالتأكيد على أن الأخطاء واردة، لكن المهم هو تصحيحها والبناء على التجارب السابقة، داعية الشباب إلى العمل ضمن المؤسسات وتحمل المسؤولية للمساهمة في مستقبل أفضل للوطن.