العراقي: من الصعب نقل الأحداث الراهنة سينمائيا في غياب الفكرة والتمويل

كشف المخرج عبد الحي العراقي عن انتهائه من تحضير فيلم تلفزي جديد يتناول قصة اجتماعية تدور حول رجل يتزوج من امرأتين.
وأوضح العراقي، في تصريح لجريدة “مدار21″، أنه لا يؤيد فكرة الزواج من امرأتين، وأنه سيتناول هذا الموضوع من هذا المنظور، في سياق درامي سيكون الجمهور على موعد معه عبر الشاشة الصغيرة.
وبخصوص رأيه في تناول المخرجين للأحداث الراهنة في أعمالهم، خاصة أنه سبق له معالجة مرحلة المقاومة في فيلمه السينمائي الذي لا يزال يشارك به في عدد من المهرجانات، أشار العراقي إلى أن نقل الأحداث الجارية إلى الشاشة ليس أمرا سهلا، في ظل غياب الفكرة المناسبة التي يصعب إيجادها، إضافة إلى صعوبة الحصول على التمويل الكافي لتنفيذ المشروع.
وشدد العراقي على ضرورة أن يتطرق المخرجون إلى الأحداث الكبرى والمهمة في أعمالهم السينمائية، مؤكدا أن “السينما حضارة”، وتبقى في الأرشيف.
وفي تعليقه على الاحتجاجات التي يعرفها الشارع حاليا من قبل جيل “Z”، اعتبر العراقي أنه من المهم أن يعبر الشعب عن حقوقه دون أن يُقمع، مضيفا أن الأولوية اليوم يجب أن تُمنح لإصلاح التعليم، خاصة في ظل هيمنة المدارس الخاصة وارتفاع تكاليفها.
وبالحديث عن فيلمه التاريخي “55”، الذي استمر عرضه في القاعات السينمائية رغم ما تعرفه الأفلام غير التجارية عادة من خروج سريع، كشف العراقي أنه فكر في هذا العمل لأزيد من 40 سنة قبل أن يستقر على الفكرة التي قادته لإخراجه إلى النور.
وفي هذا السياق، أوضح أن الفيلم يعود إلى أحداث واقعية خلال فترة الخمسينات، وتحديدا يوم عيد الأضحى، الذي أُلغي حينها بسبب ظروف المقاومة وانتظار عودة الملك محمد الخامس، وهي المرحلة التي بدأ خلالها في استيعاب ما كان يحدث.
وتحدث المخرج عن أهمية نقل هذه المرحلة التاريخية إلى المغاربة الذين لم يعيشوها، ليشاهدوا كيف عانى ذلك الجيل في تلك الفترة إلى غاية عودة الملك الراحل محمد الخامس، وكيف كافح الشعب من أجل الاستقلال، ما أدى إلى رحيل الاستعمار، بعد أن وجد أمامه شعبا موحدا، له أفكاره وتاريخه، مبرزا أن المغاربة لم يأتوا من فراغ، بل من حضارة عريقة ومواطنين واعين.
ويحكي فيلم “55” عن مرحلة مهمة من تاريخ المغرب، من خلال تسليط الضوء على مستويات عدة؛ من بينها الوضع الاجتماعي الذي يتجلى في العادات والتقاليد، واللباس والعلاقات الاجتماعية بالإضافة إلى التلاحم الأسري، وعلاقة الزوج بالزوجة، وكذا إلى الوضع الاقتصادي.
ويحتفي هذا العمل بسنوات الخمسينات، وبالضبط الفترة التي تم فيها نفي الملك الراحل محمد الخامس إلى مدغشقر، حيث تنقل مجيدة بنكيران في قلبه وضع المرأة في تلك الفترة، من خلال شخصية “لالة فاطمة”، زوجة “مولاي جعفر”، وهي أسرة تنتمي إلى أعيان المدينة، وتترجم الحس الوطني للأسر المغربية، وعلاقتها بالمغرب وملكه وقوة التلاحم بينهما.
ويترجم هذا الفيلم الظروف القاسية التي عاشها المغاربة في فترة نفي الملك الراحل محمد الخامس ورجوعه، وفي الوقت نفسه يركز على أحاسيس المواطنين وتطلعاتهم في التحرر من المستعمر، تأكيدا على إيمان المغاربة بعلاقتهم بملك البلاد، وتشبثهم باستقلالهم.