لطيفة أحرار تواصل النبش في حياة “نساء العسكر” بالمسرح الوثائقي

كشفت الممثلة والمخرجة لطيفة أحرار عن اشتغالها على مسرحية وثائقية جديدة، تواصل من خلالها الغوص في قصص نساء العسكريين المغاربة.
وأوضحت أحرار، في تصريح خصت به جريدة “مدار21″، أن هذا العمل يأتي امتدادا لاهتمامها البحثي والأكاديمي، بصفتها باحثة ودكتورة في مجال المسرح الوثائقي وسينما الواقع، معتمدة على كتابة واقعية بأسلوب فني لمعالجة نفس التيمة التي أطلقت عليها اسم “نساء العسكر”.
وعن تكريمها الأخير خلال الدورة الثالثة من المهرجان الدولي لسينما الجبل، وصفته بـ”اللحظة الإنسانية المتميزة”، وفرصة للتواصل مع جمهور منطقة جبل أوزود، إذ تقاسمت معه لحظات من مسارها الشخصي، خاصة أنها تنحدر من منطقة مشابهة، إلى جانب استعراضها محطات من مسيرتها الفنية ممثلةً ومخرجة.
وبخصوص إسهام هذه المهرجانات في المشهد الثقافي، اعتبرت أحرار أنها تشكل فضاء للقاء وتبادل الأفكار والمشاريع الثقافية، وتنظيم ورشات لتكوين الشباب وتطوير مهاراتهم لولوج سوق الشغل داخل مناطقهم.
وترى أحرار أن المهرجانات تشكل لحظة لقاء بين الجمهور والفنانين الذين يتابعون أعمالهم، إلى جانب إضافتها بعدا سياحيا واقتصاديا من خلال تنشيط حركة الفنادق، والنقل، والمتاجر، معتبرة إياها “فرصة اقتصادية، فنية، ثقافية، واجتماعية”.
ويُكرم خلال هذه الدورة، إلى جانب الممثلة والمخرجة لطيفة أحرار، الإعلامي الراحل علي حسن، والممثل والمخرج المسرحي عبد اللطيف شوقي.
وتحتضن منطقة أوزود، بإقليم أزيلال، خلال الفترة الممتدة من 26 إلى 30 شتنبر 2025، الدورة الثالثة من المهرجان الدولي لسينما الجبل، الذي يتخذ من الجبل موضوعا وتيمة.
ويتبارى في المسابقة الرسمية ثمانية أفلام روائية ووثائقية جديدة من إفريقيا وأوروبا وآسيا، عُرضت في مهرجانات دولية ونال بعضها جوائز، تتمحور كلها حول تيمة الجبل، فيما يتولى رئاسة لجنة التحكيم الكاتب ووزير الثقافة السابق محمد الأشعري.
واختارت لطيفة أحرار أن تركز في أعمالها المسرحية والسينمائية التي تتولى إخراجها على تناول تفاصيل حياة نساء رجال العسكر، تكريما لهن، ونقلا لجوانب تعكس ما عشنه من تضحيات ومعاناة خلال مسيرة أزواجهن المهنية.
وكانت أحرار أصدرت شريطا وثائقيا بعنوان “الصحراء حبيبتي”، قبل أن تواصل الرحلة في شريط آخر بعنوان “عيالات العسكر”.
ونقل الجزء الأول من الشريط تفاصيل عاشتها مع والدها الراحل الذي كان يعمل جنديا في الصحراء المغربية، والذي يوثق تضحيات والدها في سبيل خدمة الوطن، إذ عرضت من خلاله شهادات واقعية لجنديين، سردا ما عاشاه خلال سنوات عملهما في حراسة الصحراء على الحدود المغربية، وما أسفر عنها من هجومات بالرصاص وحروب شنها المرتزقة، والتي أودت بحياة مئات الجنود الذين كانوا يصطفون إلى جانبهما للدفاع عن الوطن.
وتبرز أحرار تضحية الجنود ومعاناتهم أيضا من زاوية زوجة جندي، أبعده الواجب الوطني عن دفء العائلة وحضن أطفاله، إذ سردت هذه السيدة أهم المعاناة والصعوبات التي تكبدتها طيلة سنوات، حيث اضطرت لتربية أبنائها بمفردها.
وتبوح أحرار في الفيلم الذي خصصته للجنود في علاقتهم بالصحراء، بتفاصيل خاصة حول حياتها رفقة والدها الذي كان بدوره جنديا في الصحراء المغربية، ودفعها لصناعة أفلام تعكس معاناة وبطولة كل الجنود المغاربة.
ويوثق الفيلم أيضا أساليب تواصل الجنود وعائلاتهم عبر الرسائل المكتوبة وشرائط مسجلة، لإبراز تضحية الجنود بوقتهم وحياتهم وحتى قلة اللقاء بأطفالهم وزوجاتهم.
يذكر أن الممثلة والمخرجة لطيفة أحرار تشغل منصب مديرة المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، وذلك منذ تعيينها من قبل الحكومة في نهاية سنة 2022.