بشرى أهريش: مطالب جيل “Z” مشروعة والاحتجاجات موجة عابرة

ترى الممثلة بشرى أهريش أن مطالب جيل “Z” مشروعة، ويجب فتح باب النقاش والحوار معهم بشأنها، دون إنكار الإصلاحات الكبرى التي تقودها المملكة في مجالات أخرى، والتي تظل ضرورية بدورها.
وأكدت أهريش، في تصريح لجريدة “مدار21″، أن هذا الجيل الجديد، الذي يحتج اليوم، ينتمي إلى عصر الرقمنة، ويعبر عن مطالبه بطريقة مختلفة، معتبرة أن ما يطرحه ليس مجرد مطالب بل حقوق، لكن في المقابل لا ينبغي تجاهل ما تحقق من منجزات في البلاد.
وأضافت: “المغرب ينمو ويتقدم بخطى ثابتة، ونشهد تطور البنية التحتية من طرق سيارة وقطارات فائقة السرعة وملاعب، إلى جانب احتضان مشاريع كبرى”.
وتابعت في السياق ذاته: “نحن مجندون وراء الملك لبناء مغرب المستقبل، ورأسمالنا الحقيقي هو العنصر البشري، وجيلنا الحالي هو عماد هذا البناء”، مشددة على أن الحكومات تتغير، لكن الملك والشعب باقيان، وتتوقع أن تكون هذه الاحتجاجات مجرد موجة عابرة.
وفي سياق حديثها عن الخدمات الاجتماعية، أكدت أن المستشفيات العمومية شهدت بدورها تطورا، قائلة: “أنا من جيل السبعينات والثمانينات، وتلقيت العلاج في المستشفيات العمومية التي لم تكن بالسوء المطلق، لكن من الضروري اليوم إعادة النظر في أوضاعها”.
وتشير إلى أن ما دفع هؤلاء الشباب للاحتجاج هو غيرتهم على وطنهم، ما جعلهم يعبرون بشكل سلمي عن رغبتهم في إصلاحات بمختلف المجالات، كما الرياضة، مشيدة بما وصفته بـ “انتفاضة فوزي لقجع” في هذا المجال، وتتطلع لرؤية نماذج مماثلة في مجالات أخرى.
وشددت أهريش على أن رجال القوات المساعدة والشرطة هم أبناء هذا الوطن أيضا، مشيرة إلى أن الأمر يتطلب فقط فتح باب الحوار والنقاش، وضرورة تواصل المسؤولين في قطاعي الصحة والتعليم مع المواطنين.
واعتبرت أن رجال الشرطة أدوا مهامهم المهنية، إذ إن الشباب لم يكونوا يتوفرون على ترخيص للتظاهر، لكن في الوقت نفسه، من حق هؤلاء الشباب التعبير عن آرائهم ومطالبهم، ويجب الاستماع إليهم.
وتأتي التظاهرات المنظمة من قبل جيل “Z” في سياق نقاش واسع تشهده الساحة الوطنية حول إصلاح المنظومة الصحية، بعد تكرار الشكاوى من ضعف الموارد البشرية وغياب التجهيزات الأساسية، خصوصا في المستشفيات الجهوية والإقليمية، بعد الاحتجاجات التي شهدتها مدينة أكادير فيما أصبح يعرف إعلاميا بـ”مستشفى الموت”.
شرارة الغضب والاحتجاجات اندلعت في 14 شتنبر الجاري، عندما تظاهر مئات المواطنين أمام مستشفى الحسن الثاني بأكادير، احتجاجا على تردي الخدمات الصحية الأساسية، وحالة التسيب التي يعيشها المستشفى.
ولم تقف هذه المطالب عند “الصحة”، بل طالب هؤلاء الشباب بإصلاح منظومة التعليم أيضا، وتحقيق العدالة الاجتماعية، إلى جانب استقلالية القضاء ومطالب أخرى.