تمرين “جبل الصحراء”.. 36 سنة من تبادل الخبرات العملياتية والتكتيكية بين المغرب وبريطانيا

أعلنت القوات المسلحة الملكية عن انطلاق تمرين “جبل الصحراء 2025” في منطقة “رمرم” للتدريبات العسكرية بضواحي مراكش، تنفيذاً للتعليمات السامية للملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية. ويُنظّم التمرين هذه السنة بشراكة مع القوات المسلحة البريطانية، في محطة جديدة تعكس عمق التعاون العسكري وروح الشراكة الاستراتيجية الراسخة بين المملكتين.
ويمتد التمرين إلى غاية 17 أكتوبر 2025، ليؤكد مكانته كأحد أعرق التمارين الثنائية، التي يعود تنظيمها المنتظم إلى سنة 1989. ويُعتبر موعداً سنوياً ثابتاً لتبادل الخبرات العملياتية والتكتيكية، وصقل مهارات التنسيق والتخطيط والجاهزية القتالية في بيئات تدريبية تحاكي مختلف التحديات المناخية والعملياتية التي قد تواجه الوحدات العسكرية على أرض الواقع.

وتحمل نسخة هذه السنة رمزية خاصة، إذ تصادف الذكرى الخامسة والعشرين لانطلاق هذا التمرين الثنائي، فيما يمثل العام 2025 علامة مرور 36 سنة على التعاون العسكري بين المغرب والمملكة المتحدة في هذا المجال.
وتخللت فعالياته مراسم احتفالية بحضور سفير المملكة المتحدة بالرباط وعدد من كبار الضباط والمسؤولين العسكريين من الجانبين، في تجسيد حيّ للروابط التاريخية ومتانة التعاون الدفاعي بين البلدين الصديقين.
ويشارك في تمرين “جبل الصحراء 2025″، وبحسب المعطيات التي أعلنت عنها القوات المسلحة الملكية، عدد من التشكيلات العسكرية المغربية والبريطانية، من بينها وحدات من الدرك الملكي، واللواء الأول والثاني للمشاة المظليين بالقوات المسلحة الملكية، إلى جانب الفوج الملكي لجبل طارق من القوات المسلحة البريطانية.

وتشمل مراحل التمرين مناورات تكتيكية متقدمة، وتدريبات دقيقة على التدخل السريع، القتال في المناطق الحضرية، والمناورة المشتركة متعددة الأسلحة، بما يعزز الانسجام العملياتي بين مختلف الوحدات المشاركة، ويضمن مستوى عالياً من التنسيق بين مختلف التشكيلات العسكرية.
ويُبرز تنظيم تمرين “جبل الصحراء” مرة أخرى المكانة المتميزة للقوات المسلحة الملكية تحت القيادة المتبصّرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، باعتبارها نموذجاً في الاحترافية والانضباط والجاهزية العالية، وشريكاً موثوقاً ضمن الجهود الدولية الرامية إلى إرساء الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.

كما يعكس التمرين حرص المغرب على تعزيز قدراته الدفاعية ومواكبة التطورات العسكرية العالمية، من خلال تبادل الخبرات وممارسة أساليب جديدة في التكتيك والقيادة الميدانية.
وتظل النسخ المتتابعة لهذا التمرين، التي امتدت لعقود، دليلاً على التزام المغرب والمملكة المتحدة بتعزيز التعاون العسكري وتبادل الخبرات، وبناء جيل من الوحدات المسلحة المؤهلة لمواجهة التحديات العملياتية في مختلف البيئات، بما في ذلك التدخلات السريعة في المناطق الحضرية والصحراوية والجبلية.
ويؤكد هذا التعاون أيضاً على ثقل العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، ويعزز الثقة المتبادلة في مجال الدفاع والأمن، بما يسهم في ترسيخ الشراكة العسكرية على المستويين الإقليمي والدولي.