السغروشني والاختراق.. سكتت دهرا ونطقت “جهلا”

أكثر ما يدعو للقلق في ما يروج خلال الأسابيع من اختراقات متواترة وتسريب بيانات عدد من المؤسسات هو أن وزيرة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، أمل الفلاح السغروشني، غير قلقة مما يجري، وتعتبر أنها هذه التسريبات، التي “نجحت” في نشر الغسيل الداخلي لآلاف الشركات واستهدفت مؤسسات، (تعتبر) أنها لم تصل بعد إلى مرحلة الخطر.
ولا أحد يعلم بأي معيار تقيس وزيرة الانتقال الرقمي خطورة الاختراقات، خاصة وأن “العادي والبادي” بات قادرا على تصفح معطيات آلاف المقاولات الخاصة، وأصبح قادرا على تزجية وقت فراغه في تقليب عشرات الأوراق المنسوبة إلى المحافظة العقارية، بعدما أرهقه تصفح معدلات الأجور العالية منها والضعيفة خلال تسريب بيانات صندوق الضمان الاجتماعي.
وبينما لا جهة رسمية تخرج لتوضيح ما يحدث للمغاربة، تفضل الوزيرة التي يفترض أنها المعني الأول بالأمن السيبراني بالبلاد، لتبث عبارات “جاهلة” أكثر مما هي مطمئة للرأي العام الوطني، هذا الأخير الذي ينتظر من المسؤولين أن يخاطبوه بطريقة تحترم وعيه.
ملايير الدراهم تصرفها وزارة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، بينما الإدارة المغربية غارقة في الأوراق ورائحة مداد الأقلام تفوج بين دهاليزها، فيما ما يزال المواطن مضطرا للتنقل آلاف الكيلومترات وجمع عشرات الوثائق لقضاء أغراضه الإدارية، قبل أن تأتي هذه الاختراقات الأخيرة لتدق المسمار الأخير في نعش الانتقال الرقمي.
أخيرا يفترض في الوزيرة أن تتحمل مسؤوليتها السياسية فيما يقع، وتعترف بالاختلالات وأوجه القصور التي تؤدي إلى هذه الاختراقات التي تمس أمن المغاربة، وتتجه نحو حلها، بدل تكرار ذرائع الوزراء العاجزين وتعليق التقصير على مشجب رئاسة الحكومة، ذلك أنها المعنية الأولى بما يقع وأول من يجب أن يتحرك لإيقاف الهجمات وتنوير الرأي العام.