فن

سعد موفق يجسد شخصية رسام مضطرب في عمل فلسفي جديد

سعد موفق يجسد شخصية رسام مضطرب في عمل فلسفي جديد

يخوض الممثل سعد موفق تحديا فنيا مميزا، في عمل سينمائي جديد يحمل طابعا فلسفيا عميقا، من خلال تجسيده لشخصية “إسحاق”، رسام يعاني من اضطرابات نفسية واكتئاب، ضمن رؤية إخراجية للمخرجة جيهان الجوهري تسافر بالمشاهد في رحلة داخلية للبحث عن الذات والسلام الداخلي.

وفي هذا السياق، كشف الممثل سعد موفق عن تجسيده لشخصية “إسحاق” في الفيلم الجديد الذي تتولى إخراجه جيهان الجوهري، مشيرا إلى أن الشخصية تمثل رساما يدخل في حالة من الاكتئاب، ويعيش حالة من التشتت الذهني وانعدام التوازن.

وأوضح موفق، في تصريح لجريدة “مدار21″، أن شخصية إسحاق تعيش ضياعا وجوديا، إذ ترافق المشاهدين في رحلة بحثه عن السلام الداخلي.

وأشار إلى أن الفيلم يندرج ضمن فئة الأعمال الفلسفية والعميقة، معربا عن أمله في أن يلقى صدى إيجابيا لدى جمهور السينما.

وأكد سعد موفق أن هذا العمل يشكل له تحديا حقيقيا، من حيث دقة تجسيد الشخصية ونقل رؤية المخرجة بشكل واضح، معبرا عن أمله في النجاح بهذا التحدي.

وأضاف أن “مثل هذه الشخصيات تتطلب دراسة دقيقة من حيث العمق والتفاصيل، خاصة في حالة شخصية غير متزنة وتفتقر إلى رؤية واضحة، كما هو حال إسحاق”.

وعبر موفق عن سعادته بأجواء التصوير التي وصفها بالجيدة والسلسة، وبالعمل إلى جانب الفنان يونس ميكري، وسط طاقم احترافي ساهم في خلق تجربة مميزة.

وسبق للممثل سعد موفق أن قدم شخصية فلسفية عميقة في فيلم سينمائي يحمل عنوان “العبد”، شاب يُدعى “إبراهيم” يدفعه الشعور بـ”عدم الرضا” إلى البحث عن العبودية في قالب فلسفي يعكس “سلب الحرية” و”القمع” و”الخضوع للغير”.

ويرصد فيلم “العبد”، تخبط إبراهيم بين الحرية والعبودية في آن واحد، بحثا عن الخلاص من الشعور بعدم الرضا والطمأنينة، في إشارة إلى أن الإنسان المعاصر ليس حرا كما يعتقد، إنما تحكمه مجموعة من الضوابط والقواعد والقوانين التي تسلبه حريته أمام مجموعة من الالتزامات المفروضة عليه بشكل يومي سواء في العمل أو الشارع أو في علاقته مع لآخر.

الشعور بـ”القيود” وعدم التمتع بـ”الحرية” سيدفع إبراهيم إلى عرض نفسه للبيع، والمطالبة باشتغاله عبدا لدى الغير في سوق شعبي، وسط استغراب المارة.

ويعيش إبراهيم بين الحاضر الذي تغيب فيه الطمأنينة والاستقرار، والماضي الذي ظل عالقا في ذاكرته، ويسحبه إلى مشاهد “القمع” و”كبح حريته” في طفولته من قبل والدته.

ويظهر الفيلم أن إبراهيم يلجأ إلى رجل أعمال من الطبقة الغنية، ليصبح عبدا لديه، ظنا منه أن خضوعه له سيشعره بالطمأنينة، بعدما قطع علاقته مع الله وفقد إيمانه، وفق تصور الفيلم.

ويصُور الفيلم مشاهد “العبودية” في عصرنا الحالي، عبر مجموعة من العمال الخاضعين لرب العمل الذي يتحكم في مصيرهم، بسبب التزاماتهم وقروضهم البنكية.

ويحمل الفيلم رسالة في نهايته تشير إلى أن الحب والخير هما مصدرا السلام والحرية والطمأنينة، من خلال مشهد يوثق “وقوع إبراهيم في حب ابنة رجل الأعمال (بنعمر) واقتناعه بأن حبه لها أعاده إلى الحياة من جديد ومنحه الحرية التي ظل يبحث عنها لسنوات”.

وشارك الممثل سعد موفق في شهر رمضان المنصرم، بمسلسل “مسك الليل”، الذي تكون من أربع حلقات، وينتمي إلى صنف الأعمال التاريخية، التي تسافر بالمتفرج إلى الأزمنة الماضية، وتغوص في عوالم القصور التي تعيش تحت جدرانها نساء ضعيفات وأخريات متجبرات، وبعضهن ضحايا مكائد، لينتصر فيها الحب على الشر.

و”مسك الليل”، هو عمل تاريخي تراثي تخيلي، تجري أحداثه في القرن الـ17 في مدينة سلا، خلال فترة وجود ظاهرة القراصنة في المغرب، الذين كانوا يستقرون في مدينة سلا وكان يسيرها ما يسمى بأهل سلا، وتدور حول مولاي حمان الذي يمتلك الدار الكبيرة، وهو أب لابنين؛ يازيد من زوجته المتوفية، وعمران من الخادمة التي كان قد تزوجها والذي من المفروض ألا ينوب عنه في الحكم بعد وفاته.

وبعد علاقة حب تجمع بين الشقيقين، يصطدمان ببعضهما البعض إثر وقوعهما في حب الفتاة نفسها (الغالية)، وأحدهما سيتنازل عنها للآخر، لكن مؤامرة ستُغيبها عن الأنظار قبل أن تعود بشخصية مسك الليل.

والعمل من تشخيص كل من حنان الخضر، التي تجسد دورين هما الغالية ومسك الليل، وسعد موفق، والمهدي فولان، وأيوب أبو النصر، وفاتي جمالي، وفريال اليازيدي، وغيثة بنحيون، ومحمد المتوكل، ومحمد باجيو، ونجاة الواعر، إلى جانب فاطمة بوجو.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News