دراما بإبرة مكسورة.. مسلسل “عين الإبرة” يسقط خارج رمضان

لم يلقَ مسلسل “عين الإبرة” للمخرج أيوب الهنود الذي تقرر استمرار عرضه خارج السباق الرمضاني، بعد تأجيلات عديدة، إذ لم يتمكن من شد انتباه الجمهور وإثارته النقاش بين المهتمين بالشأن الفني، رغم تطرقه إلى قضية الدفاع عن التراث المغربي.
وهذا المسلسل الذي يحمل “عين الإبرة” يتكون من 15 حلقة، وما يزال يُعرض حاليا على شاشة القناة الثانية، إذ رغم بث الحلقة الأولى منه داخل شهر رمضان، لم يتمكن من خطف الأنظار، بخلاف باقي الأعمال التي بثت خلال الفترة السابقة على القناة ذاتها.
وشهدت نسب مشاهدة العمل تراجعا أيضا في الحلقات الأخيرة، في الوقت الذي لم يدخل فيه المسلسل إلى قائمة التقييم من قبل النقاد كغيره من الأعمال التي يتم وضعها على ميزان النقد وتنال الإشادة أو الانتقاد.
وكان يتوقع عرض المسلسل في خضم الجدل الذي كان قد أثير حول محاولة سطو الجزائر على القفطان المغربي، من خلال تزييف الحقائق في ملفات قٌدمت لليونسكو، وتعريض مصممات للهجوم من قبل الذباب الإلكتروني، خاصة وأن العمل صُور في تلك الفترة وفي إطار هذا السياق.
ويحاول صناع هذا المسلسل إبراز جوانب حياكة القفطان المغربي، إلى جانب رصده “االاستفزازات” التي تطال بعض المبدعين في مواقع التواصل الاجتماعي وتؤثر في مسارهم، إذ جرى تصوير مشاهده في مدينة مراكش.
وتجسد للواز في هذا المسلسل شخصية عايدة، فتاة من عائلة ميسورة، ورثت حرفة “الخياطة” عن أجدادها، والتي ستعيش مجموعة من المواقف التي تعرقل مسيرتها وتزعزع ثقتها في نفسها، بعدما كانت الأفضل في مجالها، وفق ما صرحت به لجريدة “مدار21”.
ويحكي مسلسل عين “الإبرة” عن عالمي الموضة والأزياء، وتتخلله الكثير من القصص التي تعيش تفاصيلها شخصيات متعددة، إذ لكل شخصية قصة مغايرة تجتمعها حرفة الخياطة والإبداع، ليكون بمثابة إحياء لهذا التراث للتأكيد على رمزيته لدى المغاربة، وإبراز جوانب صناعته بطريقة تقليدية.
ويثير هذا المسلسل أيضا موضوع تأثير مواقع التواصل الاجتماعي في حياة مشاهير هذا المجال، حيث يسلط الضوء على مسألة “الاستفزاز” و”التشهير” اللذين طالا بعض المبدعين في “السوشل ميديا” مؤخرا، ويفتح نافذة تأثير هذه المواقع في حلقة الإبداع والإضرار بالفنانين والمشاهير.
ويشارك في هذا المسلسل كل من الممثلة ماريا للواز، وسعيد باي، وزينب عبيد، وسعد موفق، وحاتم عبد الغفور، وعبد العزيز بوزاوي.
ويسعى صناع الأعمال إلى إبراز التراث المغربي وجماليته في مسلسلاتهم، في ظل حملات التشويش التي تطاله في مواقع التواصل الاجتماعي، ووسائل إعلام عربية.
وسبق للمخرجة لميس خيرات التطرق إلى الموضوع ذاته في مسلسلها “قفطان خديجة” الذي لم يرَ النور بعد، رغم تصويره قبل فترة.
وكان مسلسل “حرير الصابرة” و”الرحاليات” وغيرهما من الأعمال، التي تستعرض جمالية المعمار المغربي، والأزياء التقليدية التي تنزين بها بطلاتها.
ويوظف المخرجون فضاءات تعكس غنى الثقافة والتراث المغربيين، من خلال تسليط الضوء على جوانب تاريخية للمملكة في المدن العتيقة.