السغروشني: رؤية الملك ترسم معالم الانتقال الرقمي للمغرب وإفريقيا

قالت وزير الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، أمل الفلاح السغروشني، أن المغرب ينخرط بشكل فعال في تشكيل أسس مستقبل تعود فيه الرقمنة، ومن خلالها الذكاء الاصطناعي، بالنفع على الجميع، تناغما مع ما أكده الملك محمد السادس في خطابه الموجه إلى القمة الاستثنائية للاتحاد الإفريقي بكيغالي في مارس 2018، الذي أكد فيه أن إفريقيا ماضية اليوم في طريقها لتصبح مختبراً للتكنولوجيا الرقمية، مشيرة إلى أنها الرؤية المتبصرة للملك التي “توجه مبادرات بلادنا وقارتنا”.
وأوضحت وزيرة الانتقال الرقمي، صباح اليوم الإثنين، في كلمة خلال افتتاح الدورة الثالثة لمعرض “جيتكس إفريقيا 2025″، أن المعرض تأكيد للأهمية المتزايدة للاقتصاد الرقمي والذي يمثل اليوم 15 بالمئة من الناتج المحلي العالمي، أي ما يقارب 6500 مليار دولار.
وأشارت الفلاح إلى أن جيتكس إفريقيا بالمغرب “فرصة للتفكير في المستقبل الذي نحن بصدد بنائه معا، فمهمتنا الفهم كل الأمور المطروحة والتي تقوم بتصنيف مؤسساتنا ومجتمعاتنا، فنحن في زمن الذكاء الاصطناعي، ونحن نعيش هذا العهد حاليا، وفي جيتكس إفريقيا 94 بالمئة من القطاعات تمثل الذكاء الاصطناعي في مجال الخدمات”، مؤكدة أن الذكاء الاصطناعي “ليس ظاهرة ولكن هي بمثابة تغيير في طريقة الابتكار وطريقة التفكير”.
وأكدت بالصدد ذاته أن “هناك بعض المؤشرات الجيدة، إذ نلاحظ أن الأسواق العالمية بصدد التطور، وفي سنة 2030 قرابة 70 بالمئة من الشركات ستود استعمال الذكاء الاصطناعي في خدماتها، وهناك بعض المختبرات كـ “أوبن إي آي” و”ميتا” التي تريد تجويد خدمات الذكاء الاصطناعي”.
وشددت على أننا “اليوم، ندخل عهد الذكاء الاصطناعي، ولكن السؤال الذي يجب علينا طرحه على أنفسنا هو ليس متى ولكن متى يمكننا الدخول إلى هذا الميدان كأشخاص، وكيف يمكن لإفريقيا أن تعيد تصنيف هذا الذكاء؟”، مشيرة إلى أن “إفريقيا تتوفر على بعض الاستراتيجيات الجيدة والتي يمكنها العمل عليها، فمثلا لدينا مزايا ديموغرافية جيدة، وتزخر قارتنا بالطاقات الشابة، ونلاحظ أن هنالك تغييرات على المستوى الإيجابي مثلا في مصر وكينيا والمغرب، ولدينا أكثر من 410 شركات في القاره الإفريقية التي تعمل في مجال الذكاء الاصطناعي”.
وأشارت أمل الفلاح إلى أنه “يجب علينا سد الفجوات وتجسير العلاقات مع بعضنا البعض، إذ لا يجب أن يكون هنالك فجوات بين الأشخاص الذين يستعملون الحواسب أو الهواتف النقالة، وأيضا الفجوات الموجودة على مستوى القدرات”.
وأبرز الوزيرة أن في هذا السياق أن المغرب اتخذ جملة من القرارات ليصبح بلدا تكنولوجيا، مؤكدة أنه “بفضل المجهودات المبذولة من طرف الملك محمد السادس، فإن الاستراتيجية الوطنية للمغرب الرقمي 2030 واضحة ومهيكلة وتروم إحداث تحول عميق في المنظومة الرقمية للمملكة”.
وأكدت أن رقمنة الخدمات شيء إيجابي وجيد ويجب علينا العمل عليه بإعطاء دينامية للاقتصاد الرقمي وخلق خدمات وفرص شغل، مردفة أنه “يجب علينا اتخاذ القرارات من أجل التنزيل إلى أرض الواقع هاته الخدمات، وهذه الاستراتيجية التي تم إطلاقها في شتنبر 2024 تحتوي على بعض المبادرات مثل خلق بعض المختبرات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي على المستوى الجهوي، وتجسير العلاقات، والاستثمار أيضا في الخدمات، وذكرت في هذا السياق “معهد الجزري الذي سوف يعمل على تجويد الخدمات في المغرب، والمرتبطة باستراتيجيات الذكاء الاصطناعي الوطنية”.