فن

نهايات عبثية وحبكة ضائعة.. مسلسلات رمضان تسقط في فخ التمطيط

نهايات عبثية وحبكة ضائعة.. مسلسلات رمضان تسقط في فخ التمطيط

لم ترق نهايات الأعمال الدرامية المغربية في موسم رمضان 2025 الجمهور الذي انتقد غياب الحبكة وضغفها، وعدها مخيبة لانتظاراته بعد شهر من المتابعة.

وترك معظم صناع هذه المسلسلات الدرامية النهاية المفتوحة، باعتماد التمطيط في الحلقات الأخيرة وغياب فك العقدة في الـ30 منها، بينما سرع بعضهم الأحداث في الحلقة الأخيرة لإسدال الستار على القصة، مما جعل بعض المشاهد لم تأخذ حقها.

وفي رأي الناقد الفني مصطفى الطالب حول منطقية انتقاد نهاية المسلسلات واتهام صناعها بالفشل في حبكتها، يقول إن “هذا الخلل يتجدد في كل مرة، فأعمالنا لازالت تعاني من عدم إتقان نهايتها، لأنه يتم التركيز على الأحداث وتسلسلها ويتم نسيان النهاية، علما أنه عند كتابة أي عمل تخييلي يتم وضع هيكله ببدايته ونهايته، بمعنى أن النهاية يتم التفكير فيها جيدا قبل إنهاء الكتابة كليا”.

ويضيف في تصريح لجريدة “مدار21” أنه “من جهة أخرى الكتابة تحتاج إلى تقليد أدبي وهو الاهتمام بالرواية التي تعرف حبكة درامية من البداية إلى النهاية، والانكباب على الرواية؛ مغربية كانت أو أجنبية، تنمي خيال كاتب السيناريو وتساعده في الوصول إلى نهايات جيدة، ولذلك لابد من كتابة القصة قبل السيناريو حتى نضمن الجودة والحبكة”.

وبخصوص انطباعه حول السيناريوهات، وعما إذا كان هناك تطور أم ما نزال نعاني أزمة الكتابة بالمغرب، يقول إنه “من المؤكد أن هناك تطور في الكتابة بحكم المنافسة العربية والأجنبية، وبحكم تزايد الإنتاج الوطني، لكن السيناريوهات التي شاهدناها خلال هذا الموسم لم تكن محبوكة، وعرفت تمطيطا في العديد من المشاهد، كما أن هناك مشكلا في لغة الحوار، إذ أحيانا الحوار لا يكون موفقا أو يكون سطحيا”.

ويرى أن “المشكل هو أن قناواتنا تختار نفس السيناريوهات ولا تسعى إلى التجديد وإلى الانفتاح على كتاب سيناريو معروفين بجديتهم وبمهنيتهم، وبالتالي لابد من الارتقاء بالسيناريو إلى مستوى أكثر عمقا وهذا لن يتأتى إلى بخوض غمار الدراما التاريخية والأدبية”.

وترك صناع مسلسل “رحمة” نهايته مفتوحة على جزء آخر، لكنه واجه انتقادات بالتمطيط في المشاهد في الحلقات الأخيرة، كما مسلسل “الدم المشروك”، الذي عد البعض أن نهايته غير مقنعة وغير مفهومة، مما رشح البعض وجود جزء ثان للعمل.

واختار صناع مسلسل “جرح قديم” الاعتماد على نهاية سعيدة بتغليب الخير على الشر، لكن اتهامات بعدم الإقناع في بعض المشاهد التي لم تأخذ حقها في المعالجة، إلى جانب الوقوع في أخطاء عديدة قانونية وأخرى تتعلق بالحبكة.

وانتبه الجمهور في مسلسل “جرح قديم” لغياب المنطق في الموت السريع لشخصيات بفعل “السم” مقابل الموت البطيء لشخصيات أخرى بسبب المادة ذاتها، كما انتقد أيضا غياب تفاعل بعضها مع الحالات والمواقف التي تواجهها، وبرودها في التعاطي من قبيل والد “طام” الذي عثر عليه محتجزا منذ سنوات، إذ ظهر مؤثثا للنهاية فقط، إلى جانب أخطاء قانونية عديدة.

واعتمد صناع “يوم ملقاك” أيضا على نهاية سعيدة بزواج إيلي من حبيبها بعد عراقيل واجهتهما ورفض والدته، بسبب الفوارق الاجتماعية.

ولم تسلم هذه الإنتاجات الرمضانية خلال موسم رمضان المنصرم من الانتقادات على مدار شهر من العرض، والتي ارتبطت بالأخطاء التقنية والسيناريوهات إلى جانب المواضيع المتناولة.

وانتقد نشطاء مسلسل “الدم المشروك” الذي في نظرهم لم يستند على سيناريو قوي وتضمن تكرار العديد من الحوارات على مدار حلقات، إلى جانب اعتماده قضية سرقة الأبقار بشكل سطحي دور أن تتطور أحداثه، كما وصف بـ”البعيد عن المجتمع المغربي”، لكونه يعكس مجتمع الصعيد المصري.

وواجه المسلسل انتقادات بسبب مشاهد دخيلة على المجتمع المغربي، من قبيل ذبح امرأة لكبش، إضافة إلى مشاهد العنف دون الإشارة إلى منع المشاهدة عن الأطفال.

ولم يسلم مسلسل “جرح قديم” من الانتقادات التي طالت بعض الأخطاء التقنية، والأحداث غير المنطقية من قبيل منح عائلة أوراق ابنتها المتوفية القانونية لطفلة عثر عليها في قاع البحر.

مسلسل “الشرقي والغربي” لم يحصل على المتابعة القوية، لاعتماده على قضية استهلكت في رمضان الحالي كما مواسم أخرى، والتي تتعلق بصراع العائلات، ورفض ارتباط ابنها من فتاة رغم قصة الحب التي تجمعها.

أيضا، مسلسل “رحمة” الذي عرض على قناة غير عمومية بدوره واجه انتقادات كثيرة لجرأة مشاهده التي لا تتناسب مع العرض على العائلات في شهر رمضان، بحسب المنتقدين.

أما الأعمال الكوميدية، فقد تعرضت للرفض مجددا، لغياب الفعالية الإضحاكية، والاعتماد على الكوميديا المهلهلة غير المقنعة.

انتقادات أخرى طالت المواضيع المعتمدة في رمضان الحالي، التي تعمدت بحسب نقاد ونشطاء إظهار المرأة بـ”القوية” تارة و”المظلومة” تارة أخرى، في مقابل رجل غير مسؤول أو خاضع للمرأة.

تعليقات الزوار ( 1 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News