فن

الجدل يضع مسلسل “الدم المشروك” في صدارة الأعمال الرمضانية

الجدل يضع مسلسل “الدم المشروك” في صدارة الأعمال الرمضانية

استطاع مسلسل “الدم المشروك” أن يحتكر النقاش بمواقع التواصل الاجتماعي خلال موسم رمضان الحالي، ويخطف الصدارة من باقي الأعمال الدرامية المعروضة على مختلف القنوات المغربية.

ورغم الجدل الذي أثير حول استنساخ المجتمع الصعيدي المصري في العمل، واتهام صناعه بتناول مواضيع لا تمثل المغاربة، تحتل حلقات مسلسل “الدم المشروك” الصدارة بقائمة الفيديوهات الأكثر مشاهدة على منصة “يوتيوب”.

ومنح “الجدل” بطاقة التأهل لمسلسل “الدم المشروك”، إذ رغم الرفض للمواضيع المتطرق إليها وطبيعة اللباس والعادات، التي وجد المتابعين لحلقاته لا تعكس الواقع المغربي، يحقق المسلسل أعلى نسب مشاهدة مقارنة بباقي الأعمال الدرامية.

مسلسل بنكهة مصرية

انتقد العديد من المتابعين للمسلسل، اعتماده على ثقافة قريبة من المجتمع الصعيدي، من حيث اللباس الذي تظهر به بطلته دنيا بوطازوت، ومريم الزعيمي، وسلوى زرهان، وغيرهن، وبعض المواقف التي لا تمثل أعراف المغرب، منها إقدام بوطازوت على ذبح الكبش في مشهد اعتبر “غريبا” و”دخيلا”.

لكن فئة من الجمهور لا تعرف السر وراء هذا الطابع الصعيدي في العمل، إذ إن كاتبته هاجر علي إسماعيل، هي سيناريست مصرية، وهي من تولت صياغة السيناريو الخاص بالعمل، ورغم محاولة منتجيه مغربته من خلال الاعتماد على خلية كتابة مغربية، لإضفاء اللمسة المغربية في المواضيع على حواراته، بقي المسلسل محافظا على الحس المصري.

هذا الرفض والانتقاد لم يمنع الجمهور من المتابعة، رغم وجود مسلسلات درامية أخرى تعرض في الموعد ذاته على قنوات أخرى.

بوطازوت بين النمطية وقوة التشخيص

الجمهور يعتبر أن المثلة دنيا بوطازوت ورقة رابحة للعمل، ومنقذة لمعظم المسلسلات التي تشارك فيها، واصفين إياها بالمشخصة رقم “1” في المغرب، ومشيدين بقدراتها في ارتداء عباءة الشخصيات التي تقدمها، وفق ما عاينته الجريدة في عدد من التعليقات على منشورات حول أعمالها.

هذه الإشادة لم تنلها بوطازوت من قبل نقاد للفن، الذين اعتبروا أنها تكرر نفسها في التجسيد والتشخيص لمختلف الأدوار التي تُسند إليها، إلى جانب احتكارها للتلفزيون، الذي من شأنه أن يضيع المشاهد بين أدوارها.

الناقد الفني فؤاد زويرق يقول في وصفه إنه لا يلمس شخصيا أي اختلاف في أداء الممثلة دنيا بوطازوت رغم اختلاف الشخصيات والأعمال، مضيفا: “نفس النبرة البدوية، نفس اللكنة، نفس التعابير المستخدمة، نفس الأداء، نفس الإيقاع، نفس الانفعالات، فحتى الصراخ هو نفسه”، غير أنه لم يعترض على كون الممثلة دنيا بوطازوت تعد من أفضل الممثلات.

وانتقد الناقد ذاته احتكار بوطازوت لأربعة أعمال في الموسم الرمضاني الواحد، مشيرا أيضا في تدوينة على حائط حسابه الرسمي بموقع “فيسبوك” إلى كون مسلسل “الدم المشروك”، يعد مسلسلا مصريا بلهجة مغربية في تحليله للعمل.

الناقد واكريم، بدوره انتقد تشخيص بوطازوت للأدوار التي تقدمها، عادا أنها تمثل جميعها بالطريقة ذاتها مما يدخلها في النمطية.

تماسك الأحداث يرفع تقييم المسلسل

ويرى الناقد واكريم أنه إلى حدود الحلقات المعروضة على القنوات المغربية، يبقى مسلسل “الدم المشروك” متفوقا إلى الآن في المسابقة الدرامية الرمضانية، من ناحية تماسك الأحداث وتطورها، ووضوح ملامح الشخصيات وانسجام أفعالها وتصرفاتها مع تركيبتها الاجتماعية ودوافعها النفسية.

يذكر أن مسلسل “الدم المشروك”، يعكس عنوان المسلسل قصته، التي تدور حول ثلاث بنات، تجمعهن قرابة “الأخوة” غير أن واحدة منهن من أب مختلف، إذ سيجدن أنفسهن في حلبة صراع من أجل إدارة مشروع لوالدتهن المتوفاة.

ويحمل هذا المسلسل الجديد طابعا دراميا اجتماعيا، من إخراج أيوب الهنود، وإنتاج كونكسيون ميديا، ويتكون من ثلاثين حلقة لصالح القناة الثانية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News