ساكنة الحوز أمام “المجهول” لقرب انتهاء فترة الدعم الاستثنائي

على بعد أيام معدودة على موعد انتهاء الفترة التي حددتها الحكومة لتمديد الدعم الاستعجالي الاستثنائي الخاص بالأسر التي تضررت من زلزال الحوز (2500 درهم شهريا)، يترقب منكوبو المناطق التي تضررت من هزة الثامن من شتنبر مصير حصص الدعم التي ظلوا يتلقونها طيلة 18 شهرا متواصلة، مطالبين بتجديد قرار التمديد إلى أن تستعيد أنشطتهم الاقتصادية المحلية عافيتها.
وفي أكتوبر الماضي، قررت اللجنة بين-الوزارية المكلفة ببرنامج إعادة البناء والتأهيل العام للمناطق المتضررة من زلزال الحوز تمديد مدة صرف المساعدات الاستعجالية المحددة في 2500 درهم للأسر، التي انهارت منازلها جزئيا أو كليا لمدة 5 أشهر، أي أن شهر فبراير الجاري هو آخر شهر ستتوصل فيه هذه الأسر بهذا الدعم إن لم يتم تمديد لأشهر إضافية.
أحمد الديش، المنسق الوطني للائتلاف المدني من أجل الجبل، قال إن “الدعم الذي تتلقاه الأسر المتضررة من زلزال الحوز هو دعم مؤقت واستثنائي إلى حين تجديد نشاطهم وعودتهم إلى حياتهم الطبيعية”، مشيرا إلى أن “اعتبار الحكومة أن الدعم يجب أن يتوقف في حدود 12 أو 18 شهراً هو اعتبار خاطئ وفيه سوء لتقدير حجم الأزمة التي حلت بساكنة الحوز”.
وتساءل الديش، في تصريح لجريدة “مدار21” الإلكترونية، “هل سنة أو 18 شهراً أو حتى سنتان هي مدة كافية لتجاوز تضرر أنشطة الفلاحين وباقي ساكنة الحوز جراء هزة الثامن شتنبر؟”، مؤكدا أن “هذه المدد لم ولن تكون كافية في ظل تضرر الأنشطة الاقتصادية لمعظم الدواوير والتي كانت أصلا هشة”.
ولفت المتحدث ذاته إلى أن “تمديد الدعم الاستثنائي كان مطلباً ملحاً للفعاليات المدنية بمنطقة الحوز”، مبرزا أن “هذا التمديد لا يجب أن يتوقف حتى إذا أعيد إعمار الحوز بحكم أن الساكنة، بالإضافة إلى حاجتها إلى السكن، فإنها في حاجة إلى أنشطة مدرة للدخل تعينها على تحمل مصاريف الحياة اليومية وتعزز قدرتهم الشرائية”.
وجدد الديش تأكيد “ضرورة التسريع بعملية البناء وإعادة تأهيل المناطق التي لحقها تأثير الهزة العنيفة بالحوز”، مبرزا أن “آلية الدعم الاستثنائي ليست وحدها كافية لإعانة السكان على إحياء أنشطتهم الاقتصادية بل لا بد من إيجاد حلول إضافية وبديلة”.
واعتبر الفاعل المدني أن “الصمت على بعد أيام من انتهاء مدة تمديد الدعم المخصص للأسر المتضررة من زلزال الحوز يخلق جوا من الارتباك في صفوف الأسر بخصوص كيفية تعاملها مع المرحلة المقبلة حول إذا ما كان الدعم سيتوقف بشكل نهائي أو جزئي”، مبيناً أنه “على الحكومة أن تعي أهمية إنهاض دواوير الحوز من الشلل الذي أصابها منذ قرابة سنة ونصف بحلول عملية لا ترقيعية”.
وتعليقاً على وتيرة إعادة إعمار الدواوير والجماعات المتضررة من زلزال الحوز، اعتبر المتحدث ذاته أنها “تسير ببطء كبير”، مبرزا أن “هذا التأخر يضاعف معاناة منكوبي الزلزال في الصيف كما في الشتاء”.
وتابع الديش أن “تمديد الدعم الاستثنائي يبقى حلاً ترقيعياً وثانوياً ومؤقتاً لتدبير هذه الأزمة”، مستدركا بأنه “لا بديل عن تأهيل الأنشطة الاقتصادية المحلية للحوزيين وإنهاضه من الأزمة التي يعيشها منذ أزيد من 18 شهراً”.