فن

نقاد يرفضون تكريم “سعاد خيي” بمهرجان سينمائي لفراغ “خزانتها”

نقاد يرفضون تكريم “سعاد خيي” بمهرجان سينمائي لفراغ “خزانتها”

أثار تكريم الممثلة سعاد خيي في الدورة الـ40 من مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط، عن مجمل أعمالها الفنية، جدلا بين نقاد السينما بالمغرب، معيدا نقاش “العشوائية” في تكريم الفنانين وتتويج الأفلام إلى الواجهة، باعتبارها ممثلة تلفزيون ولا تتوفر على خزانية فنية بالسينما.

وأثار هذا النقاش في بدايته الناقد السينمائي عبد الكريم واكريم، الذي أشار إليها بالقول: “تكريم ممثلة مغربية تلفزيونية وليس لها شيء يذكر في السينما بمهرجان سينمائي مصري”، ليتم مشاركة منشوره من قبل نقاد آخرين كأحمد سيجلماسي.

والناقد السينمائي فؤاد زويريق انتقد فقرة التكريمات بشكل عام، عادّا أنها “أصبحت فقرة مبتذلة بلا وزن ولا قيمة، وهذا معروف من زمان، الجديد هو أن بعض المهرجانات خلقت لنفسها عُرفا فأصبحت تُصدر وتستورد المكرمين، فمن تكرمه في هذه الدورة قد تصدره ليكرم في مهرجان آخر تجمعها به علاقة شخصية، وكما صدرت مكرما ليكرم تستورد مكرما آخر كُرِّم في مهرجان آخر ليكرّم عندها، وكل هذه التكريمات المتبادلة تكون من ورائها مصلحة معينة”.

ويضيف زويريق في تدوينته أن هذه المهرجانات “تحولت إلى سوق مفتوحة لتصدير الحوامض، واستيراد الدواجن السينمائية، تكريمات هجينة، وتكريمات شللية، لا تضيف شيئا للمكرم ولا للمهرجان ولا للسينما، فتكريم شخصية ما في مهرجان ما يحترم نفسه يعتمد على معايير وشروط معقدة وليس كما اتفق، وهذا يرجع إلى التاريخ الفني والسينمائي لهذه الشخصية ومدى تأثيرها وفعاليتها في هذا المجال، وتُقام لمثل هذه الاختيارات لجان من مختصين يختارون المكرّم حسب معايير معينة، وليس رئيس أو رب المهرجان هو الذي يختار حسب ميولاته وأهوائه وعلاقاته”.

وأشار إلى أن “اختيار شخصية معينة لتكريمها هو بمثابة شكر وعرفان وتقدير لمسيرتها وتاريخها ولكل ما قدمته في مجالها، لكن ما نراه نحن في الكثير من التكريمات عكس ذلك تماما”، مبرزا أن “هناك وجوه لا حضور لها في السينما أو حضورها يبقى محتشما ومع ذلك يحتفى بها سينمائيا فقط لمصلحة ما معينة”.

سعاد خيي لم تبالِ لهذه الانتقادات التي طالت تكريمها في المهرجان المصري، بل أعربت في وقت سابق عن سعادتها واعتزازها بتكريمها في مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط، الذي يعد من المهرجات السينمائية العريقة.

واعتبرت في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن تكريمها في هذه التظاهرة السينمائية الدولية يعد تكريما وتتويجا لجميع الفنانات والممثلات المغربيات.

وتجدد النقاش بشأن “العشوائية” التي تعرفها مهرجانات وطنية وأخرى عربية، تتجار في الجوائز والتكريمات، وتعمل بمبدأ “التبادل”، بحسب نقاد، واضعين أيضا مهرجان “سلا” في خانة “الانتقاد” لضعف تقييم وتحكيم الأفلام المعروضة به، إلى جانب “تكريمات” على مقاس “القرابة” مع المنظمين لهذا الحدث.

ويعيد هذا النقاش مساءلة أصحاب هذه التظاهرات ولجنها بشأن “المعايير” في انتقاء المكرمين في دوراتها، خاصة ممن لا يحملون تاريخا كبيرا في مجال السينما.

وتوجه اتهامات لعدد من مدراء المهرجانات بالاعتماد على “المحسوبية” و”الزمالة” في منح الجوائز، وتكريم الرواد، ضمنها مهرجان سلا، ومهرجان مكناس للدراما التلفزيونية الذي توج عملا شارك فيه بأحد الأدوار.

ويُنتقد أيضا اعتماد “تقسيم الكعكة” بين المشاركين في المسابقة الرسمية لبعض المهرجانات، بتتويج جميع الأفلام بأصناف جوائز عديدة تصل إلى عدد هائل منها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News