المناظرة الثانية للصناعات الثقافية والإبداعية تربط بين “التمويل” و”السياحة” من أجل “التألق”

اجتمع عدد من الخبراء في مختلف المجالات المتعلقة بالجانبين المقولاتي والثقافي، اليوم الثلاثاء، لإعطاء نظرة شاملة عن الصناعة الثقافية والإبداعية بالمغرب، في علاقتها بالاستثمار بهذا القطاع الحيوي الذي يبحث عن شركاء جدد للنهوض به وانتشاله من الركود الذي يعرفه منذ سنوات دون إحراز تقدم ملموس يُطور منه ويجعله صناعة قائمة بذاتها.
ولكون هذه الصناعة الثقافية التي هي موضوع “المناظرة الثانية للصناعات الثقافية والإبداعية” المنظمة من قبل وزارة الثقافة، ومؤسسة للاتحاد الأوروبي، وفيديرالية الصناعات الثقافية والإبداعية، ومقاولات المغرب، تحتاج إلى إسهامات عديدة، خصصت جلسة لمناقشة الشراكة بين القطاعين العام والخاص، بينما كان “التمويل المبتكر والتمويل الجماعي” محور جلسة ثانية.
ولأهمية السياحة الثقافية والتراث في إطار “تجربة المكان” في الترويج للصناعة الثقافية المغربية، انطلاقا من التنوع الذي يعرفه المغرب من حيث المناطق، واختلاف الوجهات، تم رصد جلسة ثالثة للتطرق إلى علاقتها وتداخلها في سبيل تحقيق الأهداف التي تُسطر منذ سنوات، لتفعيل ما ينتظره أهل الميدان.
وفي هذا الصدد، يقول وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد المهدي بنسعيد في رده على سؤال جريدة “مدار21” حول أسباب تأخر تنفيذ هذا المشروع، إن “المغرب مر من مجموعة من المراحل على مستوى السياسة الثقافية، إذ منذ أزيد من 20 سنة المملكة المغربية والحكومات المتعاقبة خلقت دينامية ثقافية بداية من الدعم الذي يرمي إلى تنشيط الساحة الثقافية، باعتبار أن التجارب في العالم أظهرت ضرورة الانطلاق من مسألة الدعم قبل المرور إلى الصناعة”.
ويضيف بنسعيد أن “الدعم يساهم في تحقيق تجاوب مع الأعمال الفنية التي تدخل إلى الساحة الاقتصادية في جميع المجالات منها دعم الكتاب والمسرح والسينما”، مشيرا إلى أن “المغرب سجل حضورا محترما في مجموعة من المجالات”.
وللرفع من النتائج، كان يجب تقوية الدعم في ظل منافسة دولية قوية خاصة في المجالين الموسيقي و السينمائي، مما يجعل الدعم لوحده غير كافِِ لتحقيق الأهداف، مما يتطلب الانتقال إلى تحويله لصناعة، بإشراك الخواص المغاربة أو الأجانب لإظهار أن الثقافة تراثا ماديا ولا ماديا وأخلاقا وفي الوقت ذاته تعد اقتصادا، يقول بنسعيد في تصريحه أيضا.
وأكد أن الاستثمار في المجال الثقافي لا يحتاج إلى تمويل ضخم من المستثمرين، إضافة إلى أنه يعد مجالا مربحا وله دور أساسي في منح صورة إيجابية عن المملكة المغربية.
وتحدث بنسعيد أيضا عن “صناعة الألعاب الإلكترونية التي أصبحت تُعد من أقوى الصناعات في العالم، بأكثر من 300 مليون دولار”، مبرزا أنها لم “تكن موجودة في المغرب قبل مجيئ هذه الحكومة الجديدة، مما من شأنه خلق فرص شغل، وجلب المستثمرين”.
وتقول نائلة التازي بصفتها رئيسة فيديرالية الصناعات الثقافية والإبداعية في تصريح لجريدة “مدار21″، إنه ومنذ انطلاق فيديرالية الصناعة الثقافية والإبداعية في سنة 2017 برزت الإرادة القوية لها في النهوض بهذا القطاع وتشجيع المقاولين والمستثمرين، في هذا القطاع الحيوي”، عادّة أنه يحق لكل مواطن الاستفادة من الثقافة والولوج إلى الثقافة.
وتضيف: “هناك إمكانيات كبرى للمغرب لخلق فرص الشغل، لكن يجب الخروج من صورة القطاع الجمعوي، لأن هذا قطاع اقتصادي، والعديد من الأشخاص مستعدين للاستثمار به، إذ نريد عقد شراكة مع القطاع الخاص لمنح هذا المجال دفعة جديدة”.
وأبرزت أنه “على الصعيد الدولي يُعد هذا القطاع مهما جدا لأنه يخلق فرص شغل وللأشخاص بدءا من سن 16، مسجلة أن “للمغرب التزامات وتحديات لخلق فرص الشغل”.
وتطرقت التازيي إلى أهمية الانخراط بين الثقافة والسياحة، خاصة وأنه اليوم، هناك 60 في المئة من السياح الذين يأتون إلى المغرب للتعرف على ثقافته”.