التنوع الثقافي المغربي في ندوة بمعرض بنما

شهد اليوم الخامس من فعاليات المشاركة المغربية في معرض بنما الدولي للكتاب، الذي يستضيف المملكة المغربية كـضيف شرف، تنظيم ندوة فكرية بعنوان “عبقرية التعدد والتنوع في الثقافة المغربية”.
وافتتحت الندوة بتسيير من غزلان دروس، مديرة الكتاب والخزانات والمحفوظات بوزارة الشباب والثقافة والتواصل، إذ قدمت في مستهل مداخلتها قراءة شاملة في مفهوم التعدد والتنوع الثقافي في المغرب، معتبرة أنه نتاج تراكمي لعوامل تاريخية وجغرافية جعلت من المملكة ملتقى للثقافات ومنجما غنيا لعنصر التلاقي الحضاري، أسهم في تشكيل الخصوصية الثقافية المغربية.
وشارك في الندوة ثلة من الأكاديميين والباحثين المغاربة، ضمنهم أحمد بوكوس، الذي تناول مسألة التنوع اللغوي بالمغرب، متوقفا عند دسترة اللغة الأمازيغية، والسياسات المتبعة في سبيل تفعيل مكانتها، خصوصا في المجال التربوي والتعليمي، مشددا على أهمية تثمين التراث المادي واللامادي، بوصفه حاملا للرصيد اللغوي ومصدرا من مصادر الهوية الثقافية.
من جهتها، تناولت ماء العينين المكون الحساني في الثقافة المغربية، باعتباره رافدا أصيلا يعكس تجذر الهوية الوطنية في الأقاليم الصحراوية، مركزة على بنية اللسان الحساني، باعتباره نتاج تفاعل لغوي بين العربية الحسانية والأمازيغية الصنهاجية واللمتونية، إضافة إلى استعراضها للبنى الاجتماعية في المجتمع الحساني، مستندة إلى متن الأمثال الشعبية كمرآة حاملة للقيم المشتركة وناقلة لها.
وافتتح محمد المدلاوي، مداخلته بمقارنة بين التجربة المغربية والبنمية في مجال التنوع الثقافي واللغوي، مبرزا كيف أصبح هذا التنوع عامل قوة وتعزيز للنسيج الاجتماعي والتاريخي في كلا البلدين.
وأشار إلى التنصيص الدستوري في المغرب على التعدد والتنوع الثقافي، مسلطا الضوء على الرافد العبري بوصفه مكونا مهما من مكونات الهوية المغربية، مقدما في هذا السياق أمثلة وشواهد من الإنتاج الفقهي، والتأصيل اللغوي، والأداء الموسيقي الدال على حضور الثقافة العبرية في النسيج المغربي.