مجتمع

الديش: بناء السدود لم يراع العدالة المجالية والتحلية لن تطفئ عطش الهامش

الديش: بناء السدود لم يراع العدالة المجالية والتحلية لن تطفئ عطش الهامش

تفاعلا مع استمرار معاناة ساكنة الهامش، وخاصة القاطنة بالجبال، من أزمة العطش، التي تتفاقم أكثر مع فصل الصيف، وذلك على الرغم من توفرها على عدد مهم من السدود باعتبارها منبعا للمياه، أثار محمد الديش، المنسق الوطني للائتلاف المدني من أجل الجبل، سؤال العدالة المجالية الذي غاب عن سياسة بناء السدود بالمغرب ويتكرر مع خيار تحلية مياه البحر التي لن تستفيد منها مناطق الهامش.

ولفت المنسق الوطني للائتلاف المدني من أجل الجبل، في تصريح لجريدة “مدار21″، إلى أن الجفاف الذي يعيشه المغرب “تعاني منه المناطق الجبلية والهامشية على الخصوص، ذلك أنها مناطق هشة ومعرضة للتغيرات المناخية بشكل أكبر من المناطق السهلية”، مفيدا أن تعاقب سنوات قلة التساقطات المطرية أثر بشكل كبير على ساكنة الجبال التي تخوض احتجاجات بسبب العطش بعدد من المناطق التي لم تستفد من إنشاء السدود والمنشآت المائية وخاصة الصغيرة.

وأضاف الديش أن الملاحظ هو أن مختلف السدود التي تم بناؤها بالمناطق الجبلية، أو تلك التي في طور التشييد، جاءت في “إطار سياسة للحفاظ على المناطق السهلية من الفيضانات ولتوفير مياه السقي خاصة في السهول الغربية للمغرب”.

ورصد الديش أن هذه السدود “لم يتم إنشاؤها بغرض حماية الجبال أو توفير الماء لسكانها أو بغرض توفير متطلبات العيش الكريم للمناطق التي تعتبر مصدر ومنبع المياه”، مفيدا أن المطلوب كان إنشاء بحيرات ومنشآت مائية صغيرة في أعالي الجبال لتوفير منظومة إيكولوجية بهذه المناطق، مع تسهيل نقل المياه إلى المناطق السهلية في حالة الخصاص أو الفائض.

وأوضح منسق الائتلاف المدني من أجل الجبل أن العدالة المائية التي يتم من خلالها نقل مياه حوض سبو إلى حوض أبي رقراق “كان ينبغي تطبيقها أيضا على هؤلاء الذي يقطنون بجانب السدود والأحواض المائية”، لافتا إلى أن حوض ورغة مثلا بجانبه كثير من التجمعات السكانية المحرومة من المياه رغم أنه يتوفر على عدد من السدود، والأمر نفسه بالنسبة لعدد من المناطق الأخرى مثل أزيلال أو تنغير أو غيرها التي تعاني من العطش.

وشدد محمد الديش من جهة أخرى على “ضرورة حماية مياه مجموعة من المناطق الرطبة والتي كانت بها بحيرات قبل أن يتم استنزافها من خلال الأنشطة الفلاحية المستهلكة للماء ما أسفر عن جفاف مجموعة من البحيرات خاصة في الأطلس”.

وبالمقابل، أوضح المتحدث أن خيار تحلية مياه البحر المعتمد من طرف المغرب حتى وإن نجح في إيصال الماء للمناطق الساحلة القريبة من البحر، فإنه من سابع المستحيلات توفير هذه المياه المحلاة للمناطق البعيدة والجبلية والشرقية والحدودية وغيرها، مما سيجعل الخصاص المائي مستمرا بها في الوقت الذي لم يتم الحفاظ على المياه بالمناطق التي تعد منبعا ومصدرا للمياه.

وتابع أن هذا الخيار يكرس نفس منطق عدم الاهتمام بالمناطق الجبلية والهامشية التي ستزداد معاناتها لتنضاف أكثر، مفيدا أن معاناة هذه المناطق مع الولوج إلى الخدمات وغيرها ستتفاقم أكثر مع التغيرات المناخية، مما سيرفع معدلات الهجرة القروية.

وأضاف المنسق الوطني لائتلاف الجبل أنه إلى جانب الاهتمام ببناء السدود ينبغي أيضا الاهتمام بالحفاظ على المياه في عالية السدود عبر التنمية المستدامة، وأيضا اعتماد التشجير بالمناطق المصدرة للمياه، والذي أثر غيابه على خلق مشاكل التوحل، والتي تعمق غياب بعد النظر في سياسة بناء السدود وعدم احترامها العدالة المجالية، داعيا لضرورة الاستفادة من الدروس السابقة لعدم تكرار نفس المآسي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News