“مهندسو الغد” يرفضون “إقصاء” ميراوي لممثلي الطلبة في إخراج دفتر الضوابط البيداغوجية

بعدما أخمد تفاعل وزارة التعليم العالي غضب الطلبة المهندسين بقبول مطلب فصل مباريات الولوج لكل من المدارس الوطنية العليا للفنون والمهن وشبكة المدارس الوطنية للعلوم التطبيقية، رفضت التنسيقية الوطنية للطلبة المهندسين الصيغة التي مررت بها الوزارة دفتر الضوابط البيداغوجية لسلك الهندسة الجديد بـ”إقصاء” ممثلي الطلبة من مناقشة مضامينه، منبهةً ميراوي إلى تجنب إدخال مدارس الهندسة في توتر غير مرغوب فيه بداية الموسم الجامعي المقبل.
واستنكرت التنسيقية في مراسلة إلى وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عبد اللطيف ميراوي، “استبعاد وإقصاء ممثلي الطلبة بمجالس المؤسسات التي ناقشت دفتر ضوابط البيداغوجية”، منتقدةً “حرمانهم من حقهم التمثيلي المشروع الذي يضمنه لهم القانون المنظم للتعليم العالي في تقديم وجهة نظر الطلبة في الموضوع”.
والتمست تنسيقية الطلبة المهندسين من وزير التعليم العالي “مراجعة دفتر الضوابط البيداغوجية لسلك الهندسة الجديد مع إشراك الطلبة وتمثيليتهم وتوسيع رقعة الحوار خاصة أن هذا النظام يخص الطلبة بصفة أولية”.
وواصلت التنسيقية أنها ترفض “بعض البنود والفصول التي تم تضمينها في هذا الدفتر والتي قد لا تتناسب تماما مع الواقع العملي والتطبيقي عبر تفريغه من محتواه التقني”، مبرزة أنه “سيؤثر سلبا على جودة التكوين الذي يتلقونه وسيفرغ دبلوم مهندس دولة من قيمته المعنوية على المدى البعيد”.
أديب بلعادل، المنسق الوطني لتنسيقية الطلبة المهندسين، قال إنه “لا ننكر أن الوزارة أشركت بعض ممثلي الطلبة وأخدت بملاحظاتهم”، مستدركا أنه “تم إقصاء ممثلين آخرين بعدم إخبارهم بموعد عقد الاجتماعات التي تم خلالها مناقشة دفتر الضوابط البيداغوجية الجديد بمضامينه الجديدة”.
وانتقد المتحدث ذاته “إسراع وتعجيل الوزارة في إخراج دفتر الضوابط البيداغوجية دون إعطاء الفرصة حتى للطلبة الذين حضروا إلى مجالس المؤسسات للرجوع إلى القاعدة الجماهيرية للطلبة لاستشارتهم في الموضوع ونقل ردودهم إلى الوزارة”.
وأبعد أديب صفة “التدبير الأحادي” من طرف الوزارة لهذا الملف، مستدركا أنه “في المقابل نسجل تعاطي الوزارة معه بسرعة قياسية وخيالية بشكل لم يترك الفرصة للطلبة من أجل دراسة عرض الوزارة وتقديم الملاحظات عليه”.
وضمن ما يرفضه الطلبة المهندسون في دفتر الضوابط البيداغوجية الجديد، أشار المنسق الوطني لتنسيقية “مهندسي الغد” إلى “مسألة الحركة الداخلية للطلبة والتي بموجبها يتنقل الطلبة من مدرسة إلى مدرسة أخرى في إحدى تخصصات التكوين الهندسي”.
وأبرز المتحدث ذاته أن “هذا الأمر إيجابي من حيث قضية التعاون بين مدارس الهندسة لتبادل التجارب لكنه في نفس الوقت يحدث قطيعة لدى الطالب المهندس بخصوص برامج ومقررات الدراسة بحكم اختلافها من مدرسة إلى أخرى”.
ولم يبد المنسق الوطني قبول الطلبة لـ”حل توحيد تكوينات المدارس الهندسية من أجل تجاوز مشكلة القطيعة التي يمكن أن يواجهها الطلبة المنتقلون من مدرسة إلى أخرى”، مشددا على أن “تنوع التكوينات بالمدارس الهندسية هو الذي يعطي جودة التكوين والخريجين ويضفي تنافسية بينها للارتقاء بعرضها التكويني”.
وتابع المصدر نفسه أن الطلبة “يرفضون اشتراط استيفاء وحدة اللغات للاستفادة من المعاوضة في الامتحانات وفي حالة عدم استيفاء وحدة اللغات لا يستوفي الطالب الدورة بأكملها”، مبرزا أنه “مثل هذه المقتضيات الجديدة تعطي السلطة لبعض الأساتذة خارج التخصص للتحكم في مسار الطالب”.
وانتقد المنسق الوطني لتنسيقية الطلبة المهندسين “تخصيص ساعات أكبر لمسألة المهارات واللغات على حساب الساعات المخصصة للجانب التقني والتطبيقي من التكوين داخل مدارس الهندسة”.
وشدد المتحدث نفسه على “أننا منفتحون على خيار الحوار وتجنب جميع المشاكل التي من شأنها عرقلة السنة الجامعية المقبلة”، مسجلا أن “اعتراض الطلبة على بعض مقتضيات دفتر الضوابط البيداغوجية الجديد ما هو إلا غيرة الطلبة على مستقبل التكوين في المهن الهندسية بالمغرب”.
وذكرت التنسيقية الوطنية للطلبة المهندسين بأن مراجعة دفتر الضوابط البيداغوجية “ستساهم في تحسين البرامج الدراسية وضمان توافقها مع احتياجات سوق العمل والتحديات الحالية التي يواجهها المهندسون في مختلف المجالات”، داعيةً وزير التعليم العالي إلى “تجنب التوتر الذي ستشهده الساحة الطلابية خلال الموسم الجامعي القادم”.