فن

الجيل الجديد في الراب المغربي يتبع الموجة الموسيقية ويتخلى عن ثقافة “الكلاش”

الجيل الجديد في الراب المغربي يتبع الموجة الموسيقية ويتخلى عن ثقافة “الكلاش”

بدأ الراب يتجه نحو العصرنة والانفتاح على المواضيع العاطفية، واستعمال تقنيات موسيقية جديدة، بعدما كان دوره يقتصر على صياغة كلمات مترابطة تعبر عن انشغالات وهموم المواطنين، ويختار صناعها مواضيع اجتماعية وسياسية للانتفاضة ضد الأوضاع المزرية في المجتمع.

وكانت موسيقى الراب على مدار سنوات سلاحا لمهاجمة السياسيين والمسؤولين ومسائلتهم بشأن الأزمات التي يعاني منها المجتمع، لنتشر بشكل كبير في الأوساط الشعبية التي تجدها تعبيرا عن همومها، من بطالة وفقر، وتهميش، وانتشار المخدرات بأحيائها وغيرها من القضايا التي تعكس واقعا مظلما.

وعرضت الكثير من الأغاني أصحابها للمساءلة القانونية بسبب مواضيعها “الحساسة” والتي كانت تصل إلى حد فتح جبهات مع مسؤولين سياسيين.

“مسلم” و”سبعتون” و”البنج” و”الحر” و”أش كاين” وغيرها من المجموعات والمغنيين، الذين اختاروا طرح أغان عاطفية، بإدخال نغمات عصرية وشعبية على بعضها.

لم يكن هذا التغيير الوحيد الذي طرأ على مجال الراب، بل تخلى صناع موسيقته عن “الكلاش” الذي كان جزءا من الراب، ويخلق جوا من الحماس بين جمهور هؤلاء الفنانين.

ولم يحافظ الجيل الجديد من مغني الراب على ثقافة “الكلاش” في أغانيهم، كما الجيل الجديد الذي بدوره لم يعد يُقبل عليها في السنوات الأخيرة.

مغني الراب مسلم، الذي بدأت مسيرته مع بداية الراب في المغرب، أكد أنه لا يستطيع التقليل من قيمته الفنية للدخول في حرب “الكلاش” مع باقي مغنيي الراب، مردفا: “لا يمكنني أن أنزل إلى مستوى الكلاش، وذكر اسمي في أغنية قد يكون لجذب الانتباه وخلق البوز”.

وأشار مسلم خلال حلوله ضيفا بالدورة التاسعة عشر من مهرجان موازين التي نظمت قبل أسبوعين، إلى أنه على الرغم من كون “الكلاش” يعد جزءا من ثقافة الراب، غير أنه لا يرقى استحسان الجميع.

وأضاف أن “فئة عريضة من الجمهور، تفضل الاستماع إلى موضوع مهم يعبر عنها وتستفيد منها، بخلاف الكلاش، الذي لا يفيد في أي شيء”.

ويرى البنج أنه من الجيد التخلي عن حرب “الكلاش” بين الفنانين في الراب المغربي، سيما أنه في نظره كان يخلق أزمات كبيرة، إذ ينتقل من الجانب الفني إلى ما هو شخصي.

وأشار البنج في تصريح سابق لجريدة “مدار21” إلى أنه “لا أجد أن الكلاش كان مفيدا، ولا نريده في مجالنا، إنما نريد تطوير الموسيقى المغربية دون أزمات”.

وأضاف في السياق ذاته أن “الكل أصبح يبحث عن تحقيق قوته اليومي (الجانب المادي)، ولا أحد يريد افتعال المشاكل، وإلا الكل سيجد نفسه بقلب السجن”، يضيف ساخرا في رده عن نهاية عصر الكلاش في الراب”.

وبخلافهما، دافع مغني الراب التونسي “بلطي” خلاله حلوله ضيفا على مهرجان موازين إيقاعات العالم، عن الكلاش في الراب المغاربي، معتبرا إياه ثقافة ومن ضمن “كتالوغ” هذا الصنف من الفن.

وأضاف: “الكلاش في فن الراب شبيه بحلبة الملاكمة”، بينما يرفض توظيف الراب سياسيا، لكون هذا الصنف من الموسيقى وجدت لتحقيق القرب من الشعب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News