سامي الحاج: دول عربية خذلت فلسطين ومساعدات الملك لغزة تثبت أننا جسم واحد

سجل الصحافي السوداني، ومدير مركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسان، سامي الحاج، أن القضية الفلسطينية ما بعد هجوم حركة المقاومة الإسلامية “حماس” على جنوبي إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، استطاعت أن تعود لصدارة المشهد الإعلامي العربي والدولي، إذ أضحت أولوية بعدما ذهب بريقها بسبب فرض أحداث أخرى لنفسها.
وسجل سامي الحاج في تصريح لجريدة “مدار21” الإلكترونية، أن هذه الأحداث الأخيرة “ضرة نافعة”، إذ ساهمت في صحوة عالمية وانتشار للمعرفة والاهتمام بالقضية، وخاصة لدى أهل الغرب، “حتى أن بعض اليهود أصبحوا يطالبون بالعدالة للفلسطينين”.
واعتبر مدير مركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسان، أن حكومات دول عربية خذلت فلسطين في محنتها الأخيرة، قائلا : كان ينبغي أن لا تجوع غزة وجوارها دول عربية، ما كنت أعتقد أن جمهورية مصر العربية تسد الباب أو تمنع المساعدات احتراما للقوانين الإسرائيلية”.
وقال المتحدث إنه وخلافا للحكومات، جميع الشعوب تقف مع القضية الفلسطينية وتناصرها، لافتا إلى أن المغرب وقطر واليمن وبعض الدول القليلة الأخرى أثبتت أنها تقف وبشكل دائم في صف فلسطين، مبرزا أن “من يواجهون هذا العدوان إخواتنا، وقضيتهم هي قضية كل مسلم”.
ويرى أن مساعدات الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، لفائدة السكان الفلسطينيين في غزة ومدينة القدس الشريف، والتي تكفل بجزء كبير منها من ماله الخاص، وكان آخرها أربعون طنا من المواد الطبية أواخر يونيو، تؤكد “أننا جسم واحد، اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى”.
وبخصوص “سر” حبه للمغرب وزياراته المتكررة، أوضح الحاج في حديثه للجريدة، أنه كان من المقرر أن يتابع بالمملكة دراسته الجامعية في القانون الدولي بعد حصوله على قبول من طرف الحكومة السودانية، لكن ولعه بالأفلام الهندية وتدخل أحد أصدقائه وإقناعه له، قاداه نحو جامعة بونا، حيث درس العلوم السياسية.
واسترسل موضحا :منذ ذاك الوقت، أحصل باستمرار على معلومات إيجابية عن المغرب وكونه بلد مضياف، وذلك على لسان العديد من الطلاب السودانيين الذين درسوا هنا والذين أخبروني على أن شعب هذا البلد لا يشعرك بالغربة، وبعدها تعرفت أكثر عليه من خلال زملائي في شبكة الجزيرة”.
وكشف الصحافي السوداني، والمعتقل السابق ب”غوانتنامو”، أن أول زيارة له للرباط، كانت بعد إطلاق سراحه قبل سنوات، وكانت بهدف لقاء زملائه بالسجن سيء السمعة، وكذلك لعقد اجتماع مع باحث أمريكي لتوثيق الانتهاكات التي تعرض لها.
وبحسب مدير مركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسان، فإن علاقته بالمغرب، توطدت بشكل أكبر بعد التعاون مع مركز الشروق، والذي مكن من تنظيم عدد من الفعاليات بالبلاد، أبرزها دورات تكوينية للصحفيين وندوات عن المخاطر التي يتعرضون لها.
وقال إنه ممتن لعلاقته مع وزير العدل الأسبق، محمد أوجار، والذي تربطه به علاقة خاصة، مؤكدا أنه “شخصية جامعة، و جدت فيه شخصا متواضعا يحب العمل، وله حضور وازن بالمجال الإعلامي والحقوقي”، معتبر أن العلاقات التي نسجها مع المغاربة، ومنهم زملائه في المعتقل المذكور، والذي كان بعضهم حاملا لكتاب الله, أفادته، وجعلت سفره للمغرب كأنه سفر نحو الخرطوم مسقط رأسه.