عيد الأضحى يغري المهاجرين غير النظاميين ومرصد يحذر من خطورة الهجرة سباحةً

بعدما رصد غرق 14 مرشح للهجرة غير النظامية في محاولة للوصول إلى مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين خلال شهري مارس وأبريل، لم يستبع رئيس مرصد الشمال لحقوق الإنسان، محمد بن عيسى، أن تشكل مناسبة عيد الأضحى وبعدها فترة الصيف فرصة لمهاجرين آخرين لمحاولة الوصول إلى الضفة الأخرى من الحوض المتوسط، منبها إلى خطورة التحول من الهجرة الجماعية إلى الهجرة الفردية عبر السباحة التي تعرض حياة المهاجرين إلى خطر أكبر.
وسجل المرصد نجاح حوالي 1000 مهاجر غير نظامي جلهم مغاربة من الوصول إلى مدينة سبتة ومليلية المحتلتين، في حين رصد غرق حوالي 14 مهاجر غير نظامي 12 منهم مغربي ومهاجرين من دول جنوب الصحراء، منبها إلى “استمرار تفضيل أغلب المهاجرين غير النظاميين، من ضمنهم قاصرات، الوصول إلى مدينة سبتة سباحة”.
وضمن الأرقام التي قدمها المرصد حول الفترة ما بين مارس وأبريل، أشار إلى أن 18 مهاجر لا زالوا في عداد المفقودين بالبحر الأبيض المتوسط، مشددا على أنه سجل “محاولات يومية تصل إلى 120 محاولة بزيادة 20 محاولة عن شهري يناير وفبراير”.
وسجل المرصد، حسب الأرقام التي اطلعت عليها “مدار21″، نجاح أزيد من 70 قاصر مغربي من الوصول إلى مدينة سبتة أغلبهم عن طريق السباحة بين شاطئي الفنيدق – سبتة.
ونبه المرصد إلى ارتفاع محاولات هجرة القاصرين غير المصحوبين نحو شواطئ سبتة المحتلة انطلاقا من شواطئ الفنيدق بمعدل سباحة تصل إلى أزيد من 10 كلمترات تستغرق ما بين 10 إلى 15 ساعات بين المقطع البحري الفنيدق – سبتة أو بليونش ـ سبتة الذي يستغرق ساعتين كمعدل ويعرف تيارات بحرية باردة وقوية، محذرا من “خطورة الهجرة عبر هذا المقطع البحري بسبب الصخور الذي توجد على شواطئه”.
وعن إمكانية تزايد عمليات الهجرة خلل أيام عيد الأضحى، أوضح رئيس المرصد، محمد بن عيسى، أنه “أيام الأعياد عموما، سواء المغربية أو الاسبانية، هي فرصة بالنسبة للمهاجرين غير النظاميين للوصول إلى الضفة الاخرى”، مسترسلا أنه “مقابل هذه المحاولات المرتقبة فإن المراقبة الأمنية تكون مشددة خلال هذه الفترة سواء من الجانب المغربي أو الاسباني”.
وأضاف بن عيسى، في تصريح لجريدة “مدار21″، أنه “بالنظر إلى هذه المعطيات الجديدة نسنتنج بأن الهجرة تحولت من شكلها الجماعي إلى الشكل الفردي”، مبرزا أن “الهجرة سواء في صفوف المغاربة أو المهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء تحولت من استعمال القوارب المطاطية أو الخشبية أو الاقتحامات الجماعية للسياجات الحدودية إلى هجرة فردية عن طريق السباحة”.
وعزا المتحدث ذاته هذا التحول إلى كون هذا النوع من الهجرة الفردية “غير مكلف”، مستدركا أنها “في المقابل تعرض حياة وسلامة المهاجر غير النظامي إلى مخاطر كثيرة”.
وعن الظواهر الجديدة التي انتهى إليها المرصد في هذه الدراسة الجديدة، أشار بن عيسى إلى أن “هذا النوع من الهجرة لم يعد يقتصر على الذكور فقط وإنما امتد ليشمل الإناث القاصرات اللاتي أصبحن يخضن مغامرة الهجرة إلى سبتة عن طريق السباحة”.
وأورد رئيس المرصد المهتم بشؤون الهجرة وحقوق الإنسان أنه ابتداء من شهر يناير الماضي “أصبحت الهجرة عبر السباحة تعرف تزايد كبيرا”، موضحا أن “ذلك راجع إلى تحسن الظروف الجوية وانخفاض درجة هيجان البحر”.
وخلال فترة الصيف، يضيف المصدر ذاته أن “المراقبة سواء بالنسبة للسلطات المغربية أو الاسبانية تصعب بسبب الإقبال الكبير على زيارة السواحل من طرف السياح والمصطافين”، مشيرا إلى أن “المهاجرين يستغلون هذه الظروف لتكثيف محاولات الهجرة غير النظامية”.