فن

مخدرات وإساءة للمغرب وأَنينُ غزة.. مهرجان موازين في قلب الزوبعة

مخدرات وإساءة للمغرب وأَنينُ غزة.. مهرجان موازين في قلب الزوبعة

يستمر مهرجان موازين إيقاعات العالم في إثارة الجدل، إثر تصاعد مطالب مقاطعته بسبب الأحداث الدامية في غزة، ودعوات أخرى لعدم استقبال بعض الفنانين الذين أساؤوا في وقت سابق للمملكة أو لدواع أخلاقية.

مخدرات وإساءة للمغرب

وبعدما دعا نشطاء لعدم استقبالها في موازين، لتحريض أغانيها على “الفساد” وتضمنها عبارات مسيئة و”لا أخلاقية”، تجددت دعوات إلغاء حفل المغنية “نيكي ميناج” بموازين، إثر توقيفها مؤخرا بهولاندا لحيازتها المخدرات، وإلغاء بعض السهرات التي كانت ستحل نجمة بها في دول أخرى.

وإلى جانب “نيكي ميناج”، خلقت بعض الأسماء المدعوة لإحياء سهرات في المغرب جدلا كبيرا، بسبب الإساءة إلى المملكة المغربية، كما الفنان المصري محمد رمضان، الذي ظهر في إحدى المناسبات وخريطة المغرب خلفه غير كاملة، والمغني التونسي المعروف باسم “بالتي” الذي وضع في إحدى تدويناته سابقا علم “البوليساريو” إلى جانب علم المغرب، وهيفاء وهبي التي سخر البعض من دعوتها إلى حدث موسيقي مهم نظرا لشهرتها بالاستعراض فقط دون امتلاكها لصوت غنائي يخولها الوقوف على مسرح كبير.

احتفالات وفلسطين تئن

ويطالب العديد من المغاربة بإلغاء النسخة الحالية من فعاليات مهرجان موازين، تضامنا مع الفلسطنيين الذين يعانون جراء الحرب التي تستمر منذ السابع من شهر أكتوبر الماضي.

وانتشر مقطع فيديو لفلسطنيين يطالبون المغاربة بعدم الحضور إلى هذه السهرات، ومقاطعتها احتراما للأرواح التي خطفتها إسرائيل.

وضم الداعية ياسين العمري صوته إلى صوتي الداعين إلى إلغاء مهرجان موازين احتراما لما يجري في غزة، قائلا: “ليس من النخوة أن نأتي بالشواذ وأهل السفور والفجور وأهل العري ودعاة الانحلال ودعوتهم لأخذ الملايير والرقص على جراح إخواننا في فلسطين، فالمغربي الحر حينما يتوفى جاره يحترم وفاته ولا يرفع صوت الموسيقى، مات ما لا يقل عن 40 ألف فلسطيني ولا ندري أعداد الأشخاص الذين هم تحت الأنقاض، ممن تربطنا معهم الدم والجغرافيا والتاريخ والدين وعلى الأقل الإنسانية”.

وانتقد العمري في تصريح لجريدة “مدار21” استقبال المغنية نيكي ميناج في المغرب بقوله: “نأتي بنيكي ميناج التي رفضت الرقص في مهرجان بالسعودية حتى تعترف هذه الأخيرة بحقوق الشواذ، أي أنها فاجرة وتدافع عن قضيتها، فكيف بأهل الشهامة استقبالها”.

“البيجيدي” يطالب بإلغاء موازين

بدورها، الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية استنكرت عودة تنظيم المهرجان بعدما تم توقيفه عدة سنوات، معتبرة “تنظيمه في هذه السنة بمثابة استفزاز للشعور الوطني والعربي والإسلامي والعالمي المكلوم بجرائم العدوان والإبادة الجماعية المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني، واستهتارا بمشاعر ومطالب العديد من المواطنين داخل المغرب وخارجه، والأصوات المعبرة عنها التي طالبت بإلغاء مهرجان موازين تضامنا مع الشعب الفلسطيني الجريح، فضلا عما يمثله هذا المهرجان من تبذير للمال العام وتبديده في مهرجانات لا طائل من ورائها سوى تكريس سياسة الإلهاء وخلق جيل من الشباب مقطوع عن آلام أمته وآمالها”.

وعدّت الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية السياسة الثقافية للحكومة لا علاقة لها بالنهوض الثقافي والأدبي والفكري، ولا صلة لها بخدمة الثقافة المغربية الأصيلة التي يجسدها النبوغ المغربي في كثير من المجالات الإبداعية، ولا تساهم في الرقي بالذوق الجماعي لفئات الشعب المغربي ولا سيما الشباب، بقدر ما تدفع إلى إبراز التفاهة وتكريسها وفرضها على أذواق المغاربة، وهو ما تم تكريسه في العديد من المحطات، ليس آخرها الاحتفاء من طرف وزير “الثقافة” ببعض رموز التفاهة والابتذال في المعرض الدولي للكتاب في نسخته الأخيرة.

“إقصاء” الفنانين المغاربة

وعلى صعيد آخر، شرعت إدارة مهرجان موازين إيقاعات العالم، في الإفصاح عن لائحة الفنانين المشاركين في الدورة الحالية، أبرزهم عربيا، نجوى كرم، وكارول سماحة، وأنغام ورامي عياش، وبلقيس ومحمد رمضان، إلى جانب أدم وهيفاء وهبي،  وأحمد سعد، ونوال الزغبي.

وفي المغرب اختير كل من سميرة سعيد، وجنات، ومسلم، وإبتسام تسكت، والستاتي، وزينة الداودية، وإكرام العبدية، وسعيد مسكر، وسعيدة شرف، لإحياء عدد من السهرات في كل من منصتي سلا والنهضة، إضافة إلى مسرح محمد الخامس.

وعبر نشطاء عن استيائهم من اختيار أسماء عربية مهمة، في حين لم يتم التعاقد مع أهم النجوم المغاربة، الذين لم يحضروا في برمجة الدورة الحالية.

وأقحم اسم الفنان سعد لمجرد في حملات المقاطعة التي همت المهرجان، إذ دعا البعض إلى مقاطعة حفله، علما أنه لم يكن ضمن قائمة الفنانين المدعوين خلال هذه النسخة.

يذكر أن الدورة الـ19 لمهرجان موازين إيقاعات العالم، تنظم بعد انقطاع لسنوات بسبب ظروف جائحة كورونا، إذ بالرغم من عودة الحياة إلى الساحة الفنية المغربية، واستئناف مجموعة من المهرجانات السينمائية والموسيقية نشاطها، بدعم من وزارة الثقافة، وكذا المركز السينمائي، بغرض إعادة تحريك عجلة الفن بالمغرب بعد الركود الذي شهده جراء التوقف الاضطراري بسبب أزمة كوفيد19، التي أرخت بظلالها على مختلف القطاعات، فالدورة الـ19 من “موازين” تأجل تنظيمها إلى 2024.

وكان من المقرر عقد الدورة الـ19 لمهرجان موازين في شهر يونيو من سنة 2020، وفق ما أعلنت عنه جمعية مغرب الثقافات، شهر أكتوبر سنة 2019، إلا أن جائحة كورونا حالت دون تنفيذ ذلك.

صيت عالمي!

ونظمت الدورة الـ18 لمهرجان موازين في يونيو سنة 2019، والتي حضرها نحو مليوني و700 ألف متفرج طيلة أيام فعالياته بمختلف منصات الرباط وسلا، بمشاركة أزيد من 200 فنان.

وعرفت النسخة السابقة للمهرجان، حضور ثلة من الفنانين العرب والأجانب؛ من بينهم كارول سماحة، ومحمد رضا، عاصي الحلاني، يسرا سعوف، ميريام فارس، محمد عساف، إليسا، حميد حضري، وليد توفيق وديانا كرزون، ورامي عياش، وحسناء زلاغ، نجوى كرم، بالإضافة إلى حسين الجسمي، وبلاك إيد بيس، ومالوما.

وحقق الفنان الكولومبي مالوما، خلال هذه الدورة من المهرجان، رقما قياسيا متفوقا على باقي الفنانين المشاركين ضمن فعالياتها على مستوى عدد الجماهير، إذ حضر حفله أكثر من 200 ألف متفرج تفاعلوا مع أغانيه المشهورة بمنصة السويسي.

ويذكر أن موازين يصنف في خانة المهرجانات الموسيقية العالمية، ويعد من بين أشهر الاحتفالات الفنية، حيث تأسس سنة 2001، ويجري تنظيم فعالياته بالعاصمة المغربية الرباط وجارتها مدينة سلا بمختلف المنصات، ما بين شهري ماي ويونيو تحت رعاية الملك محمد السادس، وإشراف شركة مغرب الثقافات.

ويستقطب المهرجان سنويا أبرز الأسماء في الموسيقى العربية والعالمية وأشهرها، إلى جانب أفضل الفنانين المغاربة، ويمثل أيضا فرصة سانحة للموسيقيين والمغنيين المغاربة، لاسيما منهم الشباب، لإبراز مواهبهم، باعتبار أن المهرجان حدث ثقافي مهم يدعم قيم المملكة المتمثلة في التسامح والانفتاح والاحترام والحوار، ناهيك عن مساهمته في تعزيز النسيج الاقتصادي المحلي عبر تشجيع نشاط المهنيين في قطاع السياحة وتطوير المهن المرتبطة بالموسيقى ونشاط المهرجانات.

وتمكن مهرجان موازين من تحقيق نجاحات كبيرة في دورات عدة، ففي سنة 2019 حقق المهرجان رقما قياسيا عالميا، من حيث عدد الجماهير، والذي وصل بحسب الإحصائيات الرسمية إلى ما يقارب مليوني و700 ألف متفرج، ليصبح المهرجان الموسيقي الأكثر جماهيرية بحسب الإحصائيات أيضا متفوقا على donauinselfest بفيينا بمليوني و400 ألف متفرج.

أما في سنة 2016، فقد استقطب المهرجان أزيد من مليوني و800 ألف متفرج، فيما حقق 500 مليون مشاهدة في القنوات العالمية التي نقلته مباشرة في أوروبا وأمريكا وإفريقيا والعالم العربي.

وفي سنة 2013 جذب المهرجان أزيد من مليوني و400 ألف متفرج، وحصد 30 مليون مشاهدة على القنوات العالمية في مختلف أنحاء العالم، وصنفته شبكة “إم تي في” الأمريكية العالمية عبر موقعها الإلكتروني ثاني أكبر المهرجانات وأضخمها في العالم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News