صحة

القلق المناخي.. اضطرابات نتيجة المتغيرات الجوية تتخذ شكل قلق واكتئاب

القلق المناخي.. اضطرابات نتيجة المتغيرات الجوية تتخذ شكل قلق واكتئاب

نظر الإنسان إلى الطبيعة منذ القديم نظرة خوف ورعب نتيجة الأنواء الطبيعية التي لم يجد لها حلا في مخيلته البدائية الأولى، عندما كان يعيش الطبيعة سرا مبهما، وسرعان ما تطور وانتقل من الطبيعة إلى الثقافة فراح يتساءل وينظر علّه يكتشف سر هذا النوء “الطقس”. ولكنه ظل حائرا وخائفا في بعض الأحيان مما جعل عالمه الداخلي النفسي مضطربا أو خائفا مما انعكس على وجدانه أو حياته قلقا واضطرابا وعدم استقرار، ولذا كان يفسر هذه الحالات بالأساطير التي أحاطت حياته بشيء من الألغاز والأسرار.

وقد كانت هذه الأساطير المستوحاة من الطبيعة سببا من أسباب القلق النفسي والفكري والوجداني المُفضي إلى عدم التوازن والرهاب النفسي.

وعن تعريف القلق المناخي صرحت طبيبة أخصائية في الأمراض النفسية والعقلية ندى عزوزي لـ”مدار21″ بأنه مجموعة اضطرابات تظهر مع متغيرات المناخ، وقد تكون على شكل قلق، اكتئاب، فالاضطرابات الكلاسيكية تتضح معالمها مع بداية الخريف، وتستمر حتى فصل الشتاء، وهناك بعض الدراسات التي أظهرت أيضا استمرار هذه الاضطرابات إبان فترات الصيف مع ارتفاع درجات الحرارة، والتي تولد بعض التصرفات العنيفة للبعض.

وحول إمكانية التعايش مع القلق المناخي أردفت الطبيبة نفسها بالقول “أنا لا أستطيع أن أقول لشخص يعاني من قلق ما أن يتعايش معه، وبدلا من أن نرضخ للأمر الواقع نحاول التفكير في حلول ومن ثم تلقي العلاج، وأظن في الوقت الراهن لن نعدم الوسيلة في إيجاد حلول فكل العلاجات تقريبا مؤمّنة ومتوفرة، والشخص يجب أن يبحث عن المساعدة، لا أن يتعايش ويستسلم لواقعه.”

وفيما كانت الاضطرابات الناجمة عن التغيرات المناخية قد تشكل سببا من أسباب الانتحار، خاصة في المجتمعات الغربية التي تكثر فيها هذه الأمراض، أوردت الأخصائية نفسها قائلة “بصفة عامة الاكتئاب قد يؤدي إلى الانتحار، على حد علمي أن العوامل المناخية لا يمكن أن تشكل سببا في ذلك، ولكن قد تكون من العوامل المؤدية للاكتئاب، لكن بصفة عامة الاكتئابات المناخية نادرا جدا وصول حدتها إلى هذا الحد”، مبرزة أنه بالمقارنة مع العوامل الأخرى تعتبر أقل ضررا فهي “لا تكون سببا مباشرا في الانتحار وهناك بعض الدراسات التي أبانت على أن نسبة الانتحار مرتبطة بارتفاع درجة الحرارة” ولكنها ليست كافية على حد تعبيرها، وإنما لا بد من أن تستكمل هذه الدراسات وتطور حتى يُعتد بنتائجها.

وبالنسبة للعلاجات المناسبة لتحقيق التوازن بين النفس والمناخ، اعتبرت المتحدثة نفسها أن هناك العديد من الطرق التي تمكّن الشخص من اتباعها لحماية نفسه خاصة من له اضطرابات في أوقات الشتاء بأن يتعرض للأشعة الشمسية بشكل كافٍ، ويتناول فيتامين “د” بالإضافة إلى “الأوميغا 3″، وهذا الأخير يعد مجموعة من المواد الطبيعية التي تعتبر من المكملات الغذائية المساعدة في الحماية من هذه الاضطرابات، عدا على الالتزام بممارسة بعض القواعد الصحية للإنسان التي يتبعها قبل وأثناء فترة الإصابة باضطرابات من هذا النوع وهي تشمل الرياضة واتباع نظام غذائي متوازن.

هناك حالات نصادفها من هذا النوع، هكذا علقت عزوزي على وجود أشخاص يعانون من اضطرابات موسمية بسبب التغيرات المناخية، إذ قالت “نمدهم بمجموعة من النصائح، لكن في البداية نتأكد من أن هذا الاضطراب موسمي، والتي لا تنبئ بوجود أعراض حادة، إذ تستوجب خضوعهم إلى أخذ علاج للاكتئاب، ففي هذه الحالة حتى وإن كان اصضرابا موسميا نتبع علاج الاكتئاب لأنه قد يكون حادا، ويستوجب العلاج بالدواء.”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News