فن

كلونجا: جميع النجوم تأفل وبرامج الأطفال الأقل تقديرا في المغرب

كلونجا: جميع النجوم تأفل وبرامج الأطفال الأقل تقديرا في المغرب

يؤمن الممثل المسرحي وصانع بسمة الأطفال جناح التامي، الذي اشتهر بشخصية “كلونجا” في برامج الأطفال على مدى سنوات، أن النجوم تأفل مهما سطعت وتألقت في سماء الفن، وأن التلفزيون هو فن النسيان.

وعن غيابه عن برامج الأطفال، يقول التامي خلال حلوله ضيفا على برنامج “نجوم في الظل” الذي يُبث على قناة “مدار21″، إن لكل مرحلة بداية ونهاية وكل زمن له شكله الخاص، ونوعية البرامج التي تُواكب التطورات الفنية والتقنية والإبداعية.

وأضاف قائلا: “جميع النجوم تأفل، والفنان أصله الغياب وهذه مرحلة محتمة علينا جميعا، الإشكال يكمن في من يعتبر نفسه خالدا”، عادّا أن حتى النجاح يكون بـ”الصدفة وبقوة الفريق والظروف المساعدة”.

ويرى “كلونجا” أنه في الثمنينات والتسعينات كانت هناك آليات توفر سر النجاح، وكانت تُصنع برنامج تلتقي مع ثقافة “تمغرابيت”، لكون المغاربة يحبون متابعة أعمال قريبة منهم، مما يحقق لها “النجاح”.

“كان زمن التلفزيون، والآن حل زمن الويب”، هكذا يُفسر التامي تغير اهتمامات الجمهور وتوجهاته للأعمال الفنية والبرامج التلفزيوينة، إذ إن التطورات التكنولوجية غيرت المعايير، وفقه.

ويعتبر أن “التلفزيون فن النسيان، في الوقت الذي تعد فيه السينما فن الذاكرة، لكون التلفزيون بحسبه يتأسس على فكرة “الاستهلاك” والبحث عن التجديد، ولا يحفظ الأعمال، رغم أنها هي ما يحقق الانتشار والشهرة أكثر للفنان من أي وسيلة أخرى.

وقال التامي أيضا خلال الحلقة، إن “البعض يظن أن الأعمال الخاصة بالأطفال تكون الأقل تكلفة من حيث الدعم والإنتاج، بينما في دول أخرى تُعتبر الأعلى قيمة مادية، كما هاري بوتر وغيره، إذ تعد صناعة برامج الأطفال من أصعب البرامج”.

ولفت إلى أن هذه البرامج إلى جانب وسائل أخرى تساهم في بناء الطفل والتأثير عليه بشكل إيجابي، مردفا: “الطفل يخلق ورقة بيضاء والمجتمع هو من يلونها”.

وأفصح جناح بأنه من الصعب خلق القابلية والحب والانسجام مع الطفل والعبور إليه، وفي الوقت ذاته إخراج الطفل الذي يكون بداخل الشخص الذي يتقمص دور بهلوان.

وتطرق كذلك إلى الصعوبات التي كانت تواجه البهلوان في تلك الفترة، إذ كان بحسبه وقتها “من العيب وضع الماكياج وأحمر الشفاه في مجتمع يعتبرهما شيئان “طابو” وغير معتاد عليهما بالنسبة للرجل”، مشيرا إلى أن “البهلوان عند العرب يُعد أقل درجة في المجتمع، في مقابل دول أخرى التي تعتبره أفضل ممثل، وأصعب أداء”.

وبالعودة إلى بداية ولعه وعشقه لهذا الفن، تحدث عن ذكرياته مع “الحلقة” الشعبية التي كان وفيا لمتابعتها في الحي وهو طفل صغير، إذ تولد لديه حب المجال مع مرور السنوات، إلى جانب مساهمة “السيرك” الذي كان يحل سنويا بجوار منزل عائلته، مما جعله يقترب من هذا العالم ويعشقه أكثر ويكون خياره في المستقبل.

لم يكن “الكلون” العشق الأول لجناح التامي، إذ بدأ بالفنون التشكيلية، ثم الرقص الذي مكنه من ربط حوار مع جسده، وتطوير إمكانيات تحركه على خشبة المسرح وأمام عدسات الكاميرا.

وأكد ضمن الحلقة أيضا أنه يفتخر بعمله “بهلوانا” ويعتبر نفسه سفيرا عالميا لهذا الفن الذي مكنه من الظفر بالعديد من الجوائز، مضيفا: “عشت أفضل مرحلة في حياتي مع “كلونجا”، ولو كنت اشتغلت في المسلسلات لنسيني الجمهور سريعا”.

وقناع “كلونجا” يسعد جناح التامي إذ لا يخشى عدم معرفته بعد إزالته، قائلا: “ما أروع أن تكون صانع الابتسامة وتختفي، وتخرج إلى الواقع بشخصيتك الحقيقية”.

ولم يخف جناح التامي الذي يركز اهتمامه حاليا على المسرح الإيكولوجي، عدم توقعه تحقيق شخصية البهلوان “كلونجا” النجاح الذي شهدته، وأن تبقى راسخة في أذهان الجمهور، وأن تكون ماركة مسجلة باسمه.

ولحضور الفنان في التلفزيون، يرى التامي أن الرفع من عدد طلبات العروض سيكون الحل الأمثل، لأن قلة العروض والفرص هي التي في نظره تُغيب الكثير من الأسماء الفنية عن المسلسلات والبرامج، مشددا على أنه “هناك جيش من الفنانين لكن لا تمنح الفرصة للجميع”.

وتطرق في الحلقة أيضا إلى أزمة “الكليلكة” في الأعمال التلفزيونية، وتحكم المستشهر في حلقة الإبداع بفرضه تكرار الوجوه التي تناسبه من حيث الترويج.

ويشير جناح التامي في حديثه إلى أن الجمهور أصبح واعيا بشأن الأعمال التي تُعرض عليه، و”المتحكم” في منظومة العمل ويعد مقياس نجاحه وفشله.

ويعتمد جناح الذي عشق هذا الفن ولم يُطلقه رغم عدم تحقيقه الربح المادي منه، على الكتابة والمسرح كبابين آخر لتحقيق الدخل، ولو أنه يُفضل أن يفصل الممثل حياته الشخصية عن المهنية، والإيمان بأن “الفن موجة عابرة مع تغير الجيل”.

وقال “لسنا جميعنا أغنياء، وفي كثير من الأحيان نضطر لبيع أغراضنا من أجل توفير العلاج، لكن أؤمن بأنه وإن أصابني العجز في نهاية المطاف ملكنا لا يتخلى عنا”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News