مجتمع

تصاميم إعمار الحوز تغضب الساكنة بسبب “الطمس الثقافي والعمراني”

تصاميم إعمار الحوز تغضب الساكنة بسبب “الطمس الثقافي والعمراني”

بعد أشهر من الانتظار، عبّر عدد من ساكنة المناطق المتضررة من زلزال الحوز عن امتعاضهم من التصاميم المقدمة بغرض إعادة بناء منازلهم، بسبب مخالفتها للتوجيهات الملكية ولتوقعات مراعاتها للخصائص المعمارية والخصوصية المحلية.

وأكد عدد من متضرري الزلزال بأن التصاميم جاءت مشابهة لمنازل السكن الاقتصادي، دون أن تراعي خصوصيات المناطق المتضررة، خاصة فيما يخص المساحة وطبيعة التقسيم الذي لا يراعي حاجيات الساكنة، مما أثار انتقادات ب”الطمس الثقافي والعمراني للمنطقة”.

وكان بلاغ الديوان الملكي بتاريخ 14 شتنبر 2023 قد أكد على أن عملية إعادة الإيواء تكتسي أولوية قصوى ويجب أن تنجز في احترام للشروط الضرورية المتعلقة بالإنصاف والإنصات الدائم لحاجيات الساكنة المعنية، مشددا على ضرورة أن يتم إجراء عملية إعادة الإعمار على أساس دفتر للتحملات، وبإشراف تقني وهندسي بانسجام مع تراث المنطقة والذي يحترم الخصائص المعمارية المتفردة.

وخصصت السلطات المغربية ميزانية تصل إلى 120 مليار درهم على مدى 5 سنوات لإعادة بناء المساكن، وتأهيل البنيات التحتية المتضررة، وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمناطق المستهدفة؛ وهي 6 أقاليم: مراكش والحوز وتارودانت وشيشاوة وأزيلال وورزازات.

واعتبر خالد ايت مسعود، عضو جماعة انكال بإقليم الحوز وكاتب الشبيبة الاستقلالية بدائرة أمزميز، أن تصاميم إعادة بناء الحوز “لا تراعي التوجيهات الملكية، وطمست ما تبقى من التراث العمراني والخصوصية المحلية”.

وأفاد ايت مسعود، في تصريح توصلت جريدة “مدار21” بنسخة منه، أنه “بعد 6 أشهر على ليلة 8 شتنبر الأليمة لايزال تدبير عملية إعادة الاعمار بالمناطق المتضررة من الزلزال يسير بسرعة السلحفاة ولا يرقى لطموحات المواطنين و المواطنات”.

وأوضح أنه “بعد مشكل عدم استفادة مجموعة من المواطنين من الدعم الملكي، ظهرت الإشكالية الكبرى وهي الطمس الثقافي والعمراني للمنطقة حيث تسلم الآلاف من المستفدين تصاميم إعادة بناء منازلهم المنهارة، لكن يظهر جليا أن هذه التصاميم لا تراعي التوجيهات الملكية..”.

وأبرز ايت مسعود أن “كل الخطوات التي تم الإقدام عليها ضربت هذه التوجيهات عرض الحائط سواء تعلق الأمر بالإنصات للساكنة وأيضا احترام التراث”، مفيدا أن “جميع التصاميم المسلمة لحد الأن عبارة عن شقق السكن اقتصادي أغلب مساحتها لا تتجاوز 70 متر مربع، فهل المواطن بدواوير ومداشر إقليم الحوز كان يقطن ب70 متر مربع”.

وتسائل ايت مسعود حول غياب الخصوصية المحلية، قائلا “أين ساحة المنزل التي تسمى بتشلحيت “أسراݣ” وأين مساحة مدخل المنزل المعروفة ب”أغݣمي”، وأين مكان “تاكات” من أجل إعداد ” تونيرت “، وأين مكان الباب المؤدي إلى “إݣرار” وتعني المكان الذي تتواجد فيه الماشية من بقر وأغنام والدجاج والقن”.

وأكد كاتب الشبيبة الاستقلالية بأمزميز أن الحل لإنقاذ الحوز من طمس هويته الثقافية و العمرانية هو “منح الصلاحيات الكاملة للمواطن ليحدد مساحة بيته وطريقة تقسيمه ويتدخل المهندس المعماري ومكتب الدراسات فيما يتعلق بالأساسات ونوعية الحديد المستعمل في البناء والتتبع من أجل التنفيذ السليم للتعليمات الملكية السامية من إنصات للمواطنين واحترام الخصوصية والتراث المحلي وتبسيط المسطرة في عملية البناء”.

وأشار ايت مسعود إلى أنه “بالرغم من أن آلاف المواطنين تسلموا التصاميم ولكن لم يشرعوا بعد في البناء بسبب غياب رؤية واضحة، مشددا على أن الحل هو “التواصل وعدم الاعتماد على كثرة المتدخلين (المختبر ، المهندس ، مكتب الدراسات..)”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News