ثقافة

عمر بوم يقدم مؤلفه الجديد “الرقاص الأخير” بثلاث لغات

عمر بوم يقدم مؤلفه الجديد “الرقاص الأخير” بثلاث لغات

قدم المؤرخ الأنثروبولوجي المغربي عمر بوم، المقيم بالولايات المتحدة وعضو أكاديمية المملكة، أمس الجمعة بالرباط ، في إطار الدورة ال 29 للمعرض الدولي للنشر والكتاب، مؤلفه الجديد الذي يحمل عنوان “الرقاص الأخير”، الذي يحكي قصة ساعي بريد في جنوب المغرب.

وتم تقديم هذا المؤلف الذي صدر بثلاث لغات العربية والفرنسية والإنجليزية، خلال لقاء نظمه مجلس الجالية المغربية بالخارج ودار النشر “لغات الجنوب”، ضمن محور “كتاب، شريك” .

وشكل اللقاء الذي حضره جمع من المثقفين والقراء والمتهمين بالتاريخ، و أداره الباحث والكاتب المتخصص في مجالات الأنثروبولوجيا الاجتماعية والتراث الثقافي، أحمد سكونتي، فرصة للكاتب لتقاسم رؤاه وأفكاره مع جمهوره حول إصداره الذي يستعرض في 24 فصلا جوانب من حياة والده الراحل فراجي بن لحسن بن بورحيم بن بوم الذي كان، على الأرجح، من آخر الرقاصين بالمغرب، وهم سعاة البريد الذين حملوا الرسائل سيرا على الأقدام قبل ظهور خدمة البريد.

قصة “انسانية”، “مؤثرة”، “مفعمة بالعواطف”، صفات تواترت في العديد من الشهادات التي تخللت هذا اللقاء الغني والمفيد الذي جمع المؤلف بجمهور المعرض الدولي للنشر والكتاب.

ويرى الكاتب أن مؤلفه هو “تمرين أدبي وفني لتوارث ليس فقط ذاكرة العائلة، بل تاريخ الوطن أيضا”، مضيفا أن استخدام الكتب المصورة أو القصص المصورة أصبح اليوم مطلبا للتمكن من إشراك جيل الشباب المرتبط على نطاق واسع بالصور وبكل ما هو بصري.

وبالنظر إلى مهنة والده الرقاص، فمن الواضح أن قصته تعود إلى “أصول البريد المغربي” منذ الحقبة الاستعمارية، حيث ظل اللجوء إلى خدمات الرقاص أساسيا في العديد من مناطق المغرب، حتى استخدام التلغراف. كان المغرب حينها لا يتوفر على الطرق والسكك الحديدية.

وعلى خطى فراجي والرحلات المتعددة التي قام بها سيرا على الأقدام أو على ظهر حمار، “رفيقه الوفي”، لإيصال رسائل مكتوبة أو شفهية إلى وجهتها، متحديا الأخطار والعقبات العديدة التي اعترضته، يعتبر هذا العمل اطلالة جديدة على التاريخ العريق للمغرب.

ويتوقف السرد عند فترات طويلة من الماضي الاستعماري وصولا إلى الاستقلال وملحمة المسيرة الخضراء، مرورا بتحول النموذج الفلاحي المغربي، على خلفية تعاقب فترات الجفاف، خاصة في مناطق واحات الجنوب، والخصوصيات الثقافية المحلية وتنوع وانفتاح المجتمع المغربي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News