فن

“كتاب تحت الطلب”..نُقاد يفككون أزمة السيناريو بالتلفزيون المغربي

“كتاب تحت الطلب”..نُقاد يفككون أزمة السيناريو بالتلفزيون المغربي

ما يزال السيناريو الحلقة الأضعف في منظومة العمل الدرامي بالمغرب، في ظل عدم الاعتماد على كتاب سيناريو متمرسين، وانتقاء كتابات ترقى إلى مستوى نقلها إلى التلفزيون، وفق نقاد.

وفي هذا الصدد، يقول الناقد التلفزيوني مصطفى الطالب: “لا شك أن أي عمل درامي أو سينمائي يرتكز أولا على كتابة السيناريو، وكما يقال في عالم السينما نجاح الفيلم رهين بالسيناريو أولا وأخيرا.”

وأوضح الطالب ضمن تصريح لـ”مدار21″، أنه  قد ظهر جليا أن الساحة الدارمية والسينمائية ببلادنا تعاني من ضعف في كتابة السيناريو، لكن هذا لا يعني أنه لا يوجد كتاب سيناريو جيدين وإنما هم قلة ولربما نجحوا في عمل ما وفشلوا في آخر، مضيفا  أنهم ليسوا متخصصين في كتابة السيناريو كما هو الشأن في أوروبا أو أمريكا أو مصر التي تبنت نظام الاستوديوهات مثل هوليوود حيث التخصص يفرض نفسه”.

ويشير الناقد التلفزيوني، إلى أنه في المغرب تكون كتابة السيناريو بالصدفة بحيث إذا نجح الشخص في المرة الأولى يتم الرجوع إليه في المرة الثانية.ولفت إلى أن افتقاد السيناريو للإبداع الدرامي راجع إلى أولا إلى غياب كتاب سيناريو متخصصين بمعنى تخرجوا من معاهد أكاديمية وجامعات وتدربوا في ورشات كتابة السيناريو كما هو متعارف عليه أكاديميا ودوليا”.

وضمن الأسباب المؤدية إلى ذلك، سجل الطالب “غياب التخصص أو مادة كتابة السيناريو بمعاهد السينما والسمعي البصري، وحتى وإن وجدت فالاهتمام ينصب على الإخراج والمونتاج والجانب التقني بشكل عام أكثر من عملية الكتابة”، وزاد: “حتى الطلبة عموما يستهويهم الإخراج والجانب التقني أكثر من الكتابة السيناريستية”.

واعتبر الناقد المغربي، أن احتكار المخرج الكتابة والإخراج لمدة طويلة باعتباره متمكنا من العملية التقنية كلها، وهو توجه كرسته المهرجانات الوطنية أيضا، إذ لم تكن تعطي أهمية لكاتب السيناريو إلا في الآونة الأخيرة وطبعا ليس كل المهرجانات، وفقه.

 وأشار إلى  غياب تقاليد ثقافية وأدبية ترفع من شأن الرواية والكتابة الروائية، ثم ضعف قراءة الرواية التي هي المادة الخام للسيناريو من حيث تقنيات السرد والحوار وتحديد ملامح الشخصيات وسبر أغوارها، منبها إلى أن هناك ضعفا في الحوار والحكي وإبراز سيكولوجية الشخصيات بالشكل الذي يجعل المتفرج يستمتع بالشخصيات.

 في المقابل، أكد الطالب أن هناك أعمالا استلهمت من بعض الروايات لكن بشكل حصري.ويشير إلى أن كل هذه العناصر عندنا (في مسلسلاتنا) سطحية، إذ أحيانا تكون الحوارات مضحكة ومخجلة، وعليه فإن كاتب السيناريو، في نظره لابد أن يكون دارسا للأدب سواء تعلق الأمر بأدبنا المغربي أو العالمي، وأهم الاتجاهات الخاصة بكتابة السيناريو، ثم يكون ملما بعلم النفس وعلم الاجتماع لأن ذلك سيفيده في تحديد الشخصيات وفضاءاتها ومحيطها العائلي والاجتماعي وعوالمها الباطنية.

وتابع في السياق ذاته: “ثم لابد من الاطلاع على التجارب الدرامية والسينمائية الأخرى  عربية كانت  أو غربية،  ولنا في مصر خير مثال في كتابة الدراما وخاصة تلك المستوحاه من الأعمال الأدبية المصرية بالخصوص، والتي عرفت نجاحا منقطع النظير”.

وأضاف “لا بد من التخصص والقراءة والانفتاح على الكتاب وعلى الأعمال الأجنبية سيما وأن المنافسة اليوم كبيرة وشرسة مع المنصات الرقمية التي تقدم أعمالا تغري المتفرج خاصة الشباب، كما أن لجنة الدعم الخاصة بالأعمال الدرامية التلفزية عليها ألا تتساهل مع السيناريو ومع المشاريع السطحية والضعيفة التي لا ترفع من مستوى المتفرج وذوقه الفني”.

ويرى الناقد عبد الكريم واكريم أن السيناريو لا تعطى له قيمة في الدراما التلفزية المغربية، بخلاف الدراما العاليمة والعربية، منها مصر وسوريا، التي يصل فيهما كاتب السيناريو إلى درجة بيع العمل باسمه، مثل أسامة أنور عكاشة، ومروان حامد، اللذين يكتبان قبل عنوان الفيلم وأسماء النجوم المشاركة.

ويضيف: “لكن، في المغرب يبقى السيناريو الحلقة الأضعف، إذ لا تُعطى له قيمة، وتجد كتاب سيناريو يعملون تحت طلب شركات الإنتاج التي تتعاقد معهم باستمرار ونصل إلى مرحلة ‘كور وعطي للعور”.

وتابع: “ويعد السيناريو نقطة قوة وضعف العمل، وما يزال غائبا في المغرب في ظل قبول أي شيء، وعدم الاعتماد على كتاب السيناريو متمرسين وما يفرز لنا أعمال ضعيفة جدا”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News