مجتمع

انقطاع الأخبار واعتقالات لأسباب مجهولة تدفع عائلات مغاربة داعش للاحتجاج

انقطاع الأخبار واعتقالات لأسباب مجهولة تدفع عائلات مغاربة داعش للاحتجاج

تعيش أسر وعائلات المغاربة المحتجزين ببؤر التوتر على وقع محنة جديدة بعد اعتقال مجموعة من النساء المغربيات في مخيم الهول بتهم مجهولة، وهو ما دفعها للتعبير عن استعدادها للاحتجاج بالعاصمة الرباط لطلب “تحريك” الملف مجددا والاستجابة لمطالب إعادة “مغاربة داعش” التي عمرت طويلا.

وقال مصدر من التنسيقية الوطنية لعائلات العالقين والمعتقلين المغاربة في سوريا والعراق، إن العائلات وبسبب انقطاع أخبار أبنائها لأشهر، سواء الموجودين بسوريا أو العراق، يفاقم معاناة الأسر التي تحاول جاهدة مراسلة المسؤولين، ومن بينهم وزير العدل الحالي، عبد اللطيف وهبي، والذي كان يترأس اللجنة النيابية الاستطلاعية التي شكلها مجلس النواب بخصوص العائدين من بؤر القتال في سوريا والعراق، لكن دون جدوى.

وأكد المصدر ذاته أن عدد المعتقلات من مخيم الهول رفقة أبنائهن بلغ خمس مغربيات لحد الساعة، مسجلا أن تهمهن “مجهولة”، وأن الأكراد لم يحددوا مكان نقلهن، وهو ما يرعب عائلاتهن.

وقبيل أسابيع، كان مغاربة “مخيم الهول”؛ شمال شرق سوريا، على موعد الإثنين 29 ومنذ الساعة 12:50 مع اشتباكات عنيفة بين السلطات الخاصة للأكراد و”داعشيات” وصلت لإطلاق النار وهو ما سبب رعبا داخل المخيم، خاصة لدى الأطفال.

وبحسب مصادر الجريدة فإن الاشتباكات جاءت بعد تفتيش دام ثلاثة أيام للمخيم الذي تديره قوات سوريا الديمقراطية، ويضم نحو خمسين ألف شخص من السوريين والعراقيين، وأكثر من 10 آلاف أجنبي من حوالي ستين دولة أخرى، والذي بدأ السبت الفارط، وهو ما استفز بعض الداعشيات وجعلهن يدخلن في “صراع” مع الأكراد بالرشق بالحجارة ليأتي الرد بالرصاص.

وتؤكد المصادر من داخل المخيم لـ”مدار21″ أن السبت 27 يناير الماضي، اعتقل الأكراد مغربية رفقة أطفالها بتهمة لم تعلن لحد الساعة، وبعدها بيوم تم اعتقال 5 أطفال مغاربة آخرين يتجاوز عمرهم 13 عاما، ويتوقع أن يكون قد تم نقلهم من المخيم لسجون البالغين، رغم تأكيد الأكراد أنه تم وضعهم بمراكز مخصصة.

خديجة (اسم مستعار)، مغربية من ساكنة الهول، سجلت في تصريح خاص للجريدة أن المغاربة المقيمين بالمخيم حريصون على عدم الانخراط في مثل هذه الاشتباكات، لكن رغم ذلك يواجهون ظروفا صعبة، خاصة تزامنا وموسم الأمطار، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن هذه النزاعات تسببت في إغلاق السوق الوحيد الذي كان يقصدونه للاقتناء ما يحتاجونه مؤكدا أن “الوضع هنا مفجع، ولم يعد بإمكاننا الاستمرار”.

وتطالب المتحدثة بصوت مخنوق الحكومة المغربية بتعجيل إيجاد حل لملفها وملف عشرات المغاربة المقيمين بالمخيم قبل أن يتفاقم الوضع، لافتة إلى أن الأطفال المغاربة يعيشون وضعية لا إنسانية تدعو للتدخل.

وتشير إحصائيات جديدة، حصلت عليها “مدار21″، إلى أن عدد المغاربة المقيمين في المخيم في الوقت الحالي هو 557 شخصا، منهم 102 امرأة، و292 طفلا يرافقون أمهاتهم و31 يتيما.

وفي شتنبر الفارط، حمل المكتب التنفيذي للتنسيقية الوطنية لعائلات العالقين والمعتقلين المغاربة في سوريا والعراق السلطات المغربية، كامل المسؤولية على ما يمكن أن يتعرض له أبناؤهم، تزامنا والحرب الدامية التي دارت بين ما يعرف بقوات سوريا الديمقراطية “قسد” والعشائر العربية شرق سوريا.

وقالت التنسيقية إن العائلات لديها تخوف كبير على أبنائهم سواء المعتقلين داخل السجون أو المحتجزين في المخيمات، لأنهم لا يعلمون مصيرهم ولا أوضاعهم هناك، منتقدة “غياب أي معلومات من لدن مؤسسات الدولة المفروض فيها تتبع حالات أبنائنا وبناتنا، ونحمل السلطات المغربية كامل المسؤولية على كل ما يقع لأبنائنا هناك”.

كما حملت التنسيقية الوطنية لعائلات العالقين والمعتقلين المغاربة في سوريا والعراق، في بلاغ توصلت جريدة “مدار21″ الإلكترونية بنسخة منه، السلطات مسؤولية التماطل في حل هذا الملف والتباطؤ في اتخاذ قرار الترحيل إلى أرض الوطن، مسجلة أنه سبق لها أن حذرت السلطات المغربية من الأحداث المتوالية التي شهدتها هذه المنطقة عندما تم الهجوم على سجن غويران وخلف عدة قتلى وجرحى لا نعلم عنهم شيئا.

وأبرز المصدر ذاته، أن التنسيقية حذرت كذلك من انتشار الأمراض المزمنة والأوبئة داخل السجون، مشيرة إلى أن عدد من المغاربة كانوا ضحية الاختفاء القسري، و”لحد اليوم لا نعرف مصيرهم”.

وشددت التنسيقية على “ضرورة استعجال إرجاع ما تبقى من المغاربة المعتقلين والمحتجزين بسوريا والعراق إلى أرض وطنهم خصوصا بعد ارتفاع حالة الفوضى داخل المخيمات وغياب أبسط الشروط الإنسانية”، مطالبة كل المنظمات الحقوقية والفاعلين والمجتمع المدني للتدخل من أجل وضع حد لمأساة مغاربة سوريا والعراق.

ومارس الفارط، قال حبوب الشرقاوي، مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية “البسيج”، إن عودة المقاتلين المتواجدين بمناطق التوتر (سوريا والعراق)، أو ما يطلق عليهم إعلاميا “مغاربة داعش”، تشكل تحديا أمنيا كبيرا للمغرب.

وأوضح المسؤول الأمني في ندوة صحفية، وجوابا عن سؤال تدور رحاه حول مستجدات عودة مغاربة داعش، بمن فيهم النساء والأطفال، أن هناك لجنة برلمانية تتبع الملف، كما أنه يدخل في اختصاصات “جهات رسمية أخرى”.

وقال الشرقاوي إن عودة الأطفال الذين ولدوا بمناطق التوتر ويحملون الفكر المتطرف، يتطلب مواكبة نفسية، “كما يجب أن يتوفروا على سجل خاص قصد المتابعة الدائمة من الجهات الأمنية”.

وأشار مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية، إلى أنه وبعد بزوغ ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية، التحق عدد من الشباب المغاربة بعد التأثير عليهم من الآلة الدعائية لداعش، بالساحة السورية العراقية، ومنهم من انخرط في داعش، ومنهم من التحق بشباب النصرة وحركة الشام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News