توجيه “صفعة” لبرلماني استقلالي كاد يفجر المجلس الوطني لحزب “الميزان”

بينما كان حزب الاستقلال يرغب في جعل الدورة العادية لمجلسه الوطني فرصة لإبراز التوافق الذي تم التوصل إليه بعد جلسات ماراطونية بين تياري ولد الرشيد ونزار بركة، كاد توجيه صفعة إلى برلماني استقلالي من طرف زميله أن يفجر هذه المحطة التنظيمية الممهدة للمؤتمر الثامن عشر للحزب الذي تأخر لأكثر من سنتين.

وبالرغم من محاولة حزب الاستقلال طي الموضوع ومنع تسريب الحدث إلا أن انتشار مقطع فيديو من محطة المجلس الوطني أكد توجيه صفعة قوية لأحد البرلمانيين الاستقلاليين عن دائرة تطوان، مما كاد أن يحول أشغال المجلس إلى “كارثة تنظيمية” أشبه بواقعة “الصحون” التي عرفها المؤتمر السابق للحزب.

ووجه يوسف أبطوي، عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، صفعة قوية إلى البرلماني منصف الطوب، بسبب مناوشات بينهما عقب انتخاب عن عبد الجبار الراشدي رئيسا للجنة التحضيرية للمؤتمر، إذ توجد بين عضوي الحزب خلافات سابقة.

ونشب خلاف ومشادات كلامية بين عضوي اللجنة التنفيذية للحزب، يوسف أبطوي ومحمد سعود، هذا الأخير الذي يشغل مهمة منسق حزب الاستقلال بجهة الشمال، والبرلماني منصف الطوب الذي طلب الكلمة للرد على “استفزازاتهما” وبأنه لا يصلح برلمانيا عن حزب الاستقلال، ما دفعه للرد عليهما باتهامات مماثلة.

وسببت الصفعة التي تعرض لها البرلماني منصف الطوب في شحن الأجواء، إذ رفض عدد من البرلمانيين الاستقلاليين السلوك الصادر عن أبطوي، ما دفع قيادة الحزب والأمين العام نزار بركة لمحاولة احتواء الخلاف وإنقاذ دورة المجلس الوطني لحزب الاستقلال.

ويذكر أن حزب الاستقلال انتخب، أمس السبت ببوزنيقة، أعضاء اللجنة التحضيرية للمؤتمر الثامن عشر لحزب الاستقلال، كما صادق على تنظيم المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب أيام 26 و27 و28 أبريل المقبل ببوزنيقة.

وتم خلال أشغال دورة المجلس الوطني للحزب انتخاب عضو اللجنة التنفيذية، عبد الجبار الرشيدي، رئيسا للجنة التحضيرية للمؤتمر الثامن عشر لحزب “الميزان”، ومنصور البركي نائبا له، ونعمية بنيحيى مقررة عامة للجنة، ومصطفى تاج نائبا للمقررة العامة.

وأقر الأمين العام لحزب الاستقلال، نزار بركة، بوجود تصدعات داخلية بالميزان، مؤكدا أن التوافقات الضرورية والذكاء الجماعي الاستقلالي ساهما في انتصار “كل الخيارات والتصورات التي من شأنها تعزيز وحدة الصف والتماسك العضوي بين الاستقلاليين وتنظيماتهم التمثيلية”.

وقال بركة في كلمة له بالجلسة الافتتاحية لدورة المجلس الوطني، أمس السبت ببوزنيقة إن “حزب الاستقلال كان له نصيبه كذلك من نقاشات وتحليلات وتدافع في وجهات النظر والتقديرات التي أخذت منا وقتا وجهدا ولكن وصلنا إلى التوافقات الضرورية من أجل أن نعمل بفضل الذكاء الجماعي الإستقلالي للحفاظ على أن يبقى البيت الإستقلالي البيت الآمن الذي يتسع للجميع”.

وسجل الأمين العام للميزان أن الهدف الرئيسي للحزب، من خلال حلقات التفكير واللقاءات الدراسية والتظاهرات الخطابية والتجمعات الترابية والقطاعية، كان هو استتثمار زخم المصالحة الداخلية التي تم إطلاقها غذاة المؤتمر السابع عشر وما تمخض عنها من نتائج ومكتسبات في الاستحقاقات الأخيرة.