مجتمع

خبير: توزيع مهاجري البيضاء على مدن أخرى “يعبر عن ضعف الرؤية”

خبير: توزيع مهاجري البيضاء على مدن أخرى “يعبر عن ضعف الرؤية”

شهدت مدينة الدار البيضاء، أمس الأحد، إنزالا أمنيا مكثفا لتفكيك مخيم المهاجرين الكائن بمحيط المحطة الطرقية ”أولاد زيان”، لما شكله من تهديد لسلامة الساكنة وإزعاج لمرتادي المحطة.

وأخلت السلطات المهاجرين من المخيم عبر حافلات، في ساعات مبكرة من صباح أمس الأحد 18 فبراير 2024 الجاري، رغم الصعوبات التي واجهتها، سيما مع إقدام مهاجرين على إضرام النار، قبل أن تنجح السلطات في هدم المخيم وترحيل المعنيين لوجهة غير معلومة إلى حدود اللحظة.

خالد مونة، خبير في قضايا الهجرة والمهاجرين، أوضح بهذا الخصوص، أن نقل المهاجرين من مدينة إلى مدن أخرى وتوزيعهم يعبر بالأساس عن “ضعف الرؤية في تدبير الهجرة والتخبط الذي يعيشه الفاعل السياسي بالأساس في تدبير مسألة الهجرة خصوصا في مدينة كالدار البيضاء”.

وأكد في تصريح لجريدة “مدار21” الإلكترونية، أن نشر المهاجرين في المدن البعيدة سيخلق إشكالات كبيرة لهذه المدن التي لا تعتبر مدنا للعبور أو الاستقرار، معتبرا أن ذلك يعكس مدى ضعف إلمام الرأي العام المحلي والسياسي بقضايا الهجرة في المغرب، مردفا “أن إشكاليات الهجرة التي نعيشها في بعض المدن غير مرتبطة بالهجرة بحد ذاتها، وإنما مرتبطة بانعدام السياسات المحلية بالمدينة”.

ولفت أستاذ الأنتروبولوجيا بجامعة المولى إسماعيل بمكناس، بخصوص التساؤل حول إمكانية إعادة المهاجرين إلى بلدانهم، أن عملية إرجاع السلطات المغربية المهاجرين إلى البلدان الأصل “تعتبر مكلفة للغاية”، معتبرا أن غالبية هؤلاء المهاجرين “لا يتوفرون على أوراق ثبوتية، حيث يعمدون إلى إتلافها وحرقها حتى لايتم التعرف عليهم”.

وبخصوص المشاكل المرتبطة بالنزاعات التي يفتعلها المهاجرون بالمخيم العشوائي المتواجد بالقرب من محطة “أولاد زيان” ضد سكان المنطقة، أوضح الخبير في شؤون الهجرة، أن “جل تلك النزاعات مرتبطة بالهشاشة التي يعيشونها والتي تنتج نمط حياة خاص بهم يزعج الساكنة”، مشيرا إلى أن ردود الفعل في بعض الأحيان تكون تجاههم مليئة بخطاب العنصرية والكراهية.

واعتبر الأنتروبولوجي، أن هذا الوضع تتحمل مسؤوليته السلطات المنتخبة التي من المفروض أن تعالج إشكالية الإقامة والسكن والرعاية الاجتماعية كما هو منصوص عليه في قانون حقوق المهاجرين، مشيرا إلى أن أعداد المهاجرين المتواجدين بالمغرب يصل إلى 80 ألف مهاجر، في مقابل أربعين مليون مغربي.

وخلص إلى أن المهاجرين يجب إدماجهم في القطاعات التي تشهد نموا وخصاصا في اليد العاملة، وذلك لن يتم إلا عن طريق المجال أو من خلال إدماجهم في أحياء يقطنها السكان المحليون، وذلك في إطار سياسة هجرة واضحة المعالم، مستحضرا  في ذلك فكرة الاختلاف والعيش المشترك كمبادئ حقوقية واجتماعية وثقافية.

وتجدر الإشارة إلى أن السلطات الأمنية يوم أمس الأحد، واجهت صعوبة في التصدي لحريق كان قد نشب بالمخيم، وكان الفاعل أحد المهاجرين الأفارقة غير الشرعيين، المنحدرين من أفريقيا جنوب الصحراء، الذين قاموا بإضرام النيران بعين المكان قبل تفكيك المخيم وترحيلهم صوب وجهة ثانية لم يتم الكشف عنها بعد.

فيما عثرث السلطات المحلية لعمالة مقاطعات الفداء مرس السلطان، صبيحة أول أمس الأحد، على جثة متفحمة أثناء تنفيذ القوات العمومية لعملية إخلاء الفضاء المسمى “بكار” الموجود بمحاذاة المحطة الطرقية “لأولاد زيان” من المهاجرين غير النظاميين.

وذكرت السلطات أنه جرى نقل الجثة إلى مستودع الأموات قصد إخضاعها لإجراءات التشريح الطبي، فيما تم فتح بحث قضائي من طرف المصالح الأمنية، تحت إشراف النيابة العامة المختصة، لتحديد هوية الهالك والكشف عن ظروف وحيثيات الحادث وترتيب المسؤوليات.

تعليقات الزوار ( 1 )

  1. مقال جيد بشكل عام.
    الشكر للدكتور خالد مونة لطرحه الحضاري والانساني حيث يمكن حلحلة جل الاشكاليات بالرجوع للنصوص القانونية وعدم الاعتماد دائما على الحلول الأمنية.
    لابد من تجويد القوانين المتعلقة بدخول واقامة الاجانب ومن ثم اعتمادها في التعامل مع هذه الفئة.
    يجب أيضا وضع اطار قانوني للحد من الهجرة العشوائية عبر الحدود لما يشكله من مخاطر للأمن العام.
    اعتقد ان الحلول موجودة لادماج هذه الفئة وتحويلهم لعناصر فاعلة تنفع المجتمع المضيف و التجربة الاوروبية خير مثال.
    شكرا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News