سياسة

الطالبي: المغرب يملك أوراق تغيير مُجريات التاريخ ويجب الترافع ضد الظلم

الطالبي: المغرب يملك أوراق تغيير مُجريات التاريخ ويجب الترافع ضد الظلم

أكد راشيد الطالبي العلمي رئيس مجلس النواب، أن فكرة التعاون جنوب-جنوب ليست وليدة اليوم، إذ مرت أكثر من ستين سنة على ميلاد حركة عدم الانحياز التي رأت النور في سياق الحرب الباردة في شكل حركة عالمية تناهض الاستعمار وتسعى إلى أخذ مسافة من قُطبي العالم على مدى 45 عامًا.

وأوضح الطالبي في كلمة خلال افتتاح أشغال “المؤتمر البرلماني للتعاون جنوب-جنوب”، الذي ينظمه مجلس المستشارين تحت الرعاية السامية ل لملك محمد السادس أن ، شعوب وقادة بلدان الحركة، تطلعت  في زخم التأسيس إلى تمكين بلدان إفريقيا وأمريكا اللاتينية وآسيا وجزء من أروبا الشرقية، من التنمية المشتركة ومن القرار السياسي والدبلوماسي المستقل لبلدانها، مستدركا “لكن أدلجة الحركة وعدم التزامها بروح التأسيس والظروف الصعبة التي واجهتها بعض بلدانها في سياق بناء الدولة الوطنية أضعفت من رهاناتها النبيلة”.

وقال رئيس مجلس النواب، “لسنا بصدد تقييم أداء حركة عدم الانحياز، التي نتمنى لها النجاح، في صيغتها ورؤيتها الحالية ولكننا بصدد البحث عن السبل التي تجعل بلداننا تنهض اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا، وتأخذ المكانة التي تستحق في عالم القرن الواحد والعشرين متمتعة بثرواتها الكبيرة والمتنوعة، ومؤثرة في القرارات الدولية بما يعكس تاريخها ووزنها وحجم سكانها.”

وسجل المسؤول المغربي، أنه” في مجموع الإشكاليات والقضايا المقترحة للنقاش خلال هذا المؤتمر، تتوفر المملكة على جميع الإمكانيات والأوراق للنهوض والصعود، ولِمَ لا لتغيير العديد من مجريات التاريخ، مبرزا أن المملكة تتوفر على المعادن والثروات التي تعتبر اليوم مفتاح الصناعات التكنولوجية والميكانيكية، عدا الغاز والنفط، إلى جانب إمكانياتها الهائلة لإنتاج الطاقة من مصادر متجددة.

وأشار الطالبي العلمي، أن المغرب يتوفر أيضا على  أكبر الأراضي القابلة للزراعة في العالم، إذ تتوفر قارتنا، إفريقيا، لوحدها على 60  بالمئة من الأراضي القابلة للزراعة في العالم، لافتا إلى أن المملكة تقع بين ثلاث محيطات هي الأكبر في العالم، وثلاث بحار كبرى، لاسيما أهمية البحار والمنصات والممرات البحرية في التجارة الدولية، وفي توفير الغذاء، وفي النشاط السياحي وفي التواصل.

وتابع الطالبي قائلا: “وتملك بلداننا، أكبر من ذلك كله، ثروات بشرية هائلة عَصَبُها الشباب الطامح إلى غذ أفضل وإلى ظروف عيش أفضل على غرار ما يتمتع به شباب بلدان الشمال، مسجلا أن” الأمر يتعلق بفسيفساء لا تقبل التنميط ولا الهيمنة، وهي محركُ وعِي تاريخي، وحافز على التشبث بالأصل على النحو الذي لا ينفي الآخر، ويجعل الاختلاف معه حائلا دون التعاون والثتاقف والتبادل.”

ويرى رئيس مجلس النواب أنه “في مقابل هذه الإمكانيات التي ينبغي تحويلها إلى ثروات ومشاريع، يُطرح سؤال التحديات التي تواجه المملكة ومن ذلك، تحدي عدم الاستقرار والنزاعات والهجرات والنزوح واللجوء، وتداعيات الاختلالات المناخية، وضعف الاستثمارات والرساميل ، وعدم قدرتنا على التوفر على التكونولوجيات الجديدة والمهارات لتحويل إمكانياتنا إلى ثروات”.

وأوضح الطالبي العلمي  أنه من أجل التغلب على ذلك، ينبغي أن نبحثَ عن التكامل في ما بيننا، ونستغل ما يوفره من فرص، ونوفر البيئة المناسبة والجاذبة للاستثمارات من خلال التشريعات المنفتحة وحكامة المرفق الإداري، وتشجيع الثقافة المقاولاتية، مبرزا أن المغرب يتوفر على إمكانيات هائلة للاستثمار في الاقتصاد الأخضر والطاقات المتجددة، مع ما يوفر ذلك من فرص شغل وما يطلقه من ديناميات اقتصادية ومن تموقع مستحق في مجتمعات الإعلام والمعرفة.

وأكد رئيس مجلس النواب، أن ” تكتلنا كمجموعات جيوسياسية حول قرارات سياسية موحدة، ونبد الخلافات في ما بين دولنا، والحرص التام على احترام سيادة بلداننا ووحدتها الترابية وقراراتها السيادية، كلها اليوم شروط تؤكدها دروس التاريخ لبلوغ أهدافنا”.

وزاد: و”لنا في النجاحات الدولية العديد من الأمثلة، فقد بلغت بلدان الاتحاد الأوروبي ما بلغته، بعد أن التزمت بأنه لا حرب بعد الحرب الكونية الثانية داخل حدود المجموعة الأوروبية ووجهت الثروات المعدنية والأموال المخصصة للأسلحة إلى الصناعات الحديثة  وبناء المنشآت الكبرى، وفتحت الحدود في ما بينها ووحدت سياساتها وعملتها.

وشدد الطالبي على  أن “بلداننا ليست عاجزة عن تحقيق مثل هذه المشاريع إذا توفرت الإرادة السياسية والتصميم لدى مؤسساتها من حكومات وبرلمانات ونخب، وإذا الشعوب آمنت بهذا الهدف، خاصة وأننا نتوفر على منظومات إقليمية ناجعة سواء في أمريكا اللاتينية أو إفريقيا أو العالم العربي – الخليج العربي بالتحديد.”

وقال رئيس مجلس النواب، “علينا كمؤسسات تشريعية بالخصوص أن نوحِّد مرافعاتنا في المحافل الدولية للدفاع عن قضايانا ونترافع ضد الظلم التي تعرضت له بلداننا في سياق نظام دولي غير عادل، وأن نلح على حقنا في الاستفادة من التكنولوجيا والمهارات التي ينبغي تيسير نقلها بأقل كلفة.”

ومن جانب آخر، أكد رئيس مجلس النواب أن المبادرة الملكية الرامية إلى تعزيز ولوج بلدان الساحل إلى المحيط الأطلسي من شأنها إطلاق ديناميات تجني ثمارها المجموعات الجيوسياسية الثلاث لإفريقيا والعالم العربي وأمريكا اللاتينية.

وأبرز الطالبي أن هذه المبادرة “المبتكرة والاستراتيجية”  تعد بإطلاق ديناميات وتطوير وفوائد كبرى، وأساسا قيمة التضامن المثمر ذي العائد الاستراتيجي المشترك.وقال إن الأمر يتعلق بمشاريع استثمارية كبرى للربط والتواصل والإنتاج والإدماج في موارد بشرية وطبيعية ضخمة، مشيرا إلى أن هذه المبادرة هي واحدة فقط من المبادرات والمشاريع المتأصلة “التي لا تتردد المملكة في اقتراحها في إطار عقيدة التعاون جنوب-جنوب، التي هي اليوم جزء ومكون من عقيدة الدبلوماسية المغربية كما أرساها ويقودها  الملك”.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News