طلبة بمعهد المهن التمريضية يرفضون “الترسيب الممنهج” من منسقة الصيدلة

يعيش عدد من طلبة المعهد العالي للمهن التمريضية وتقنيات الصحة بجهة الدارالبيضاء سطات، صراعا كبيرا مع منسقة شعبة محضر الصيدلة بالمعهد، التي يوجهون لها اتهامات بتعمد ترسيبهم بشكل مقصود.
ونفذ طلبة السنة الأولى، بداية الأسبوع الجاري اعتصامات أمام معهد ISPITS، مطالبين برحيل المنسقة الحالية لشعبة محضر الصيدلة، رافعين شعارات “أنقذو محضري الصيدلة من طغيان المنسقة”، و”لا للترسيب الممنهج”.
ووجه فرع التنسيقية الوطنية للطلبة وخريجي وممرضي المعاهد العليا للمهن التمريضية وتقنيات الصحة بجهة الدارالبيضاء سطات، مراسلة إلى المكتب الوطني للمنظمة المغربية للتمريض والحق في الصحة، من أجل النظر في ملف طلبة السنة الأولى من شعبة محضر الصيدلة بنفس المعهد.
وتعليقا على الموضوع، قال صلاح الدين أقشبلو ، رئيس المنظمة المغربية للتمريض والصحة، أن أسباب رسوب طلبة السنة الأولى شعبة الصيدلة لسنتين متتاليتين استنادا على مراسلة التنسيقية، تتعلق جميعها بتعمد منسقة الشعبة التدخل في الامتحانات وسحب أوراق الإمتحان قبل نهاية الوقت، إضافة إلى توعد الطلبة بالترسيب وإعادة الامتحانات في حال تمكن أغلبهم من اجتيازها بنجاح، مؤكدا أنه خلال مدة انتذابها تم ترسيب نصف الفوج.
وأضاف، في تصريح لجريدة “مدار 21” الإلكترونية، أنه حاليا تم ترسيب نصف هذا الفوج، وتمت إحالته على دورة استدراكية في العديد من المواد، مشيرا إلى أن نفس النسبة تم ترسيبها السنوات الفارطة من كل فوج.
وتساءل حول ما إن كان الخلل من المنظومة العلمية الأكاديمية، وإمكانية أن تكون اللجنة المكلفة بالانتقاء غير مؤهلة وقامت باختيار طلبة غير أكفاء، موضحا أن هذه المرحلة هي مرحلة اختيار النخبة ممن تجاوزوا المرحلة الانتقائية الأولى والامتحان الكتابي، وبالتالي فإن نصف العدد يرسب خلال السنة الأولى، يدل على أن هناك أمر غير واضح المعالم.
وذهب في السياق نفسه إلى أن الأمر متعلق بالمنسقة التي لا تعمل جاهدة على دراسة النقط التي يتحصل عليها الطالب ومردوديته العلمية وتحديد مكامن الخلل ووضع توصيات مع اقتراح استراتيجية لتحسين مردود الطلبة العلمي، مؤكدا أن هذه المنسقة ليست مختصة في مجال “محضر الصيدلة” و ليست ممرضة، الشيء الذي يتعارض مع القانون الداخلي المنظم للمعهد.
من جانبه، قال أيوب الزين، الكاتب العام للمكتب الوطني للمنظمة المغربية للتمريض والحق في الصحة، أن الطلبة يعانون من بعض السلوكات والتجاوزات التي لا تعبر عن البيداغوجية الصحيحة التي يسير عليها قطاع التعليم بالمغرب، منها ممارسة بعض المنسقين لضغوطات، خاصة منهم شعبة الصيدلة.
وأضاف في تصريح لجريدة “مدار 21” الإلكترونية، أن المنظمة بلغتها العديد من الشكاوى والخروقات التي يقوم بها هؤلاء داخل المعهد، الشيء الذي عجل بالتدخل لرفع الظلم عن الطلبة الصيادلة الذين يتربص بهم شبح الرسوب في كل سنة دون مبرر، حسب تعبيرهم.
وحمل المتحدث ذاته، رئيسة الشعبة، المسؤولية الكاملة والمباشرة عن رداءة وجودة التدريس، وأضاف أن المنظمة توصلت بمعطيات مفادها، أن المنسقة ليست متخصصة في المجال، الشيء الذي سيؤدي إلى تضارب المفاهيم لا من طرفها و لا من طرف الطلبة.
وبخصوص أعداد الطلبة الراسبين في السنة بشعبة الصيدلة، أجاب الكاتب العام، أنه بعد البحث الدقيق الذي قام به المكتب الوطني وبعد خلق لجنة جهوية على صعيد الدار البيضاء لتقصي الحقائق، تم مدنا بأرقام وصفها بـ”الكارثية”، والتي تتعلق برسوب الطلبة في كل سنة على مدار ثلاث سنوات.
وأوضح أنه بسبب ترسيب نصف الفوج، المنظمة تدخلت للتحقيق في هذا الباب الذي يمس المسار الأكاديمي للطالب، و كذلك المسار المهني للصيدلي، كما يمس حسبه جودة الخدمات الصحية المقدمة للمواطن، كل ذلك من أجل اتخاد إجراءات زجرية في حق المسؤول المباشر عن هذا الفشل الواضح حسبه.
وخلص الكاتب العام للمنظمة، أن هذه الأخيرة، وجهت مراسلة إلى وزير الصحة والحماية الاجتماعية من أجل فتح تحقيق حول الخروقات التي يقوم بها المعهد، والتدخل لمحاسبة كل مسؤول يساهم في ضرب كل المجهودات المبذولة من طرف الوزارة الوصية لتجويد المرفق الصحي.
كما طالبت المنظمة بلقاء استعجالي مع الوزير أو مع الفرقاء الآخرين للتدخل لحل هذا المشكل قبل ضياع الطلبة الذين سيحملون مشعل مهن الصحة مستقبلا حسب قوله.
وتجدر الإشارة إلى أنه بعد وقفتين احتجاجيتين الأيام القليلة الماضية أمام معهد المهن التمريضية بالدار البيضاء، كانت آخرها يوم الإثنين 12 فبراير 2024، حذرت التنسيقية المحلية بالدار البيضاء لطلبة شعبة الصيدلة من خوض معركة الأمعاء الفارغة، والدخول في اعتصام مفتوح ردا على تماطل الإدارة واستمرار الانزلاق القانوني.