مجتمع

الأشد فتكا بالمغاربة.. “فجوة الرعاية” تفاقم معاناة مرضى السرطان بالمملكة

الأشد فتكا بالمغاربة.. “فجوة الرعاية” تفاقم معاناة مرضى السرطان بالمملكة

لازالت “فجوة الرعاية” بمرضى السرطان بالمغرب تلاحق إخفاقات الحكومة في كل يوم عالمي، خاصة وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، وذلك  بسبب المعاناة التي ينقلها المرضى نتيجة التكاليف الباهضة للشفاء، والأعراض النفسية التي يكابدها  في ظل غياب المواكبة.

سرطان الثدي وعنق الرحم  من السرطانات المسجلة لدى النساء بكثرة، والتي تحتل المرتبة الأولى؛ حيث يأتي سرطان الثدي في الرتبة الأولى بنسبة 36% من مجموع سرطانات الإناث، يليه سرطان عنق الرحم بنسبة 11.2% وفقا لبيانات سجل السرطانات، الشيئ الذي يعمق من معاناة حاملي هذا المرض الخبيث الذي ينخر أجسادهم من جهة، ويعمق معاناتهم بسبب التكاليف الباهضة من جهة ثانية.

جميلة السلومي، رئيسة جمعية الباب الكبير لمرضى السرطان بخريبكة، أكدت في هذا السياق أن تزايد عدد حالات مرضى السرطان أصبح يشكل معركة محورية تفرض تدخل العديد من الجهات الفاعلة.

وأضافت في تصريح لجريدة “مدار21” الإلكترونية، أن مرضى السرطان يعانون من مآسي كثيرة تفاقم من معاناتهم النفسية إضافة إلى المادية.

وأشارت إلى أن تكاليف العلاج الباهضة، وانقطاع الأدوية الخاصة بالسرطان أحيانا، يساعد على انتشار السرطان في أجسام المرضى، بل يؤدي في حالات عديدة إلى الوفاة.

وبخصوص المشاكل النفسية، قالت السلومي أن عدم الرضى وتقبل المرض، إضافة إلى مضاعفات الأدوية التي ينتج عنها بتر جزء من جسد المرأة خاصة استئصال الثدي أو الرحم وكذا تساقط الشعر والرموش يجعل هؤولاء يستسلمون لليأس.

من جهتها، قالت أسماء أمشمير، رئيسة جمعية محاربات ومحاربو السرطان بورزازات، أن المبالغ الهائلة التي تستدعيها العلاجات منها أثمنة الأدوية ثم السكانيرات والتحاليل، تثقل كاهل المرضى بالمدينة.

وأضافت في تصريح لجريدة “مدار 21″، أن مشكل بعد مراكز العلاج عن المرضى بالمنطقة، أصبح ينضاف لمشاكلهم الصحية، حيث يتكلف المرضى عناء وأعباء التنقل والطعام والمبيت. موضحة في السياق ذاته أن العديد من المرضى يبيتون في العراء و منهم من توقف بصفة نهائية عن العلاج لهذه الأسباب.

وأشارت المتحدثة ذاتها إلى الغموض الذي أصبح يعتري التغطية الصحية الإجبارية، وأضافت أنه رغم كونها ورش كبير وفي صالح المرضى، إلا أن تطبيقها أو عدم تطبيقها بالأحرى على شكل صحيح يجعل العديد من المصحات إلى جانب الدكاترة يرفضون التكفل بملفات مرضى.

واسترسلت رئيسة الجمعية مؤكدة على أن غياب المواكبة النفسية للمرضى بدءا من لحظة تلقي الخبر، يفاقم من معاناتهم النفسية، مشيرة إلى أن بعضهم يرفض اعتبار السرطان مرضا يمكن الحديث عنه  علانية، مردفة”هناك مرضى لا يودون أن يعرف اي أحد أنهم مرضى، لقولهم سيتشفون فيهم كما نقول”.

وخلصت المتحدثة ذاتها، إلى أن طريقة إيصال بعض الأطباء أخبار المرض للمرضى بطريقة ملائمة حسب وصفها، يرعب ويؤزم وضعيتهم أكثر، مشيرة إلى أن أغلب المرضى الذين يمرون بمرحلة التعايش مع المرض وانتهاء بمرحلة الشفاء يعيشون في خوف دائم تلك الفترة من أن يعاودهم المرض مرة أخرى، وبالتالي فهم يحتاجون بكثرة إلى الدعم النفسي.

وتجدر الإشارة إلى أن الحكومة أعلنت منذ السنوات الماضية عن موقفها من “عريضة السرطان”، العريضة الشعبية التي وقع عليها أكثر من 40 ألف مغربي للمطالبة بإحداث صندوق خاص لمكافحة السرطان، يضمن العلاج المجاني للفئات الهشة والفقيرة.

ويذكر أن الحكومة وقد رفضت هذا المطلب الرئيسي للموقعين على العريضة، لكنها التزمت باعتماد إجراءات واقعية وبديلة دعما لمرضي السرطان بحسب ما جاء في بيان لرئاسة الحكومة، في أعقاب لقاء جمع رئيس الحكومة سعد الدين العثماني بوكيل عريضة السرطان في السنوات الماضية.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News