جمال السويسي: جودة الأفلام التاريخية مرتبطة بالإنتاج ويجب دعم الفن لأنه خالد

قال المخرج جمال السويسي إن المواضيع والتيمات التي تجذبه في السينما وتحركه للاشتغال، دائما ما تكون مرتبطة بالحضارة والثقافة وأبرزها ما يتعلق بالمرأة.

وأضاف السويسي في تصريح لجريدة “مدار21” أن الجمهور عليه أن يشجع الفن والثقافة ويدعمهما لأنهما يظلان خالدان في الحضارة والتاريخ، مردفا: “حينما نتحدث عن الفراعنة، فما نشاهده اليوم وما تركوه عبارة عن فن وثقافة وحضارة، وأبرز ما يبقى خالدا في التاريخ، يكون عبارة عن الكتب واللوحات، والهندسة، والأفلام، أما الأمور الأخرى فهي قابلة للزوال”.

وعن أزمة صناعة الأفلام التاريخية بالمغرب، قال السويسي إن الإشكالية تكمن في مسألة الإنتاج في السينما بصفة عامة، لكونه يتطلب موارد مادية وبشرية كبرى خصوصا المادية منها.

وأضاف: “الفيلم التاريخي دائما ما يتطلب دعما أكبر، ويكون الأغلى من ناحية الإنتاج، فإذا لم يكن هناك تمويل كاف للفيلم التاريخي بالمستوى الذي يجب أن يكون عليه، من الأفضل أن لا نصنعه بالأساس، لأن هذا الصنف من الأفلام له ضوابط وإذا لم يكن تمويله في المستوى لا يمكن أن ننتج عملا لائقا”.

وأشاد السويسي بتألق الأوفلام السينمائية الوطنية دوليا قائلا: “شيء جميل أن نتابع تألق الأفلام الوطنية دوليا، خاصة وأننا أصبحنا اليوم من الدول العربية والإفريقية الأكثر تمثيلا في المهرجانات الدولية، فقد حصلنا أخيرا على 38 جائزة عن 45 فيلما شارك في مهرجانات عالمية، وهذا يعد أمرا رائعا”.

ودافع جمال السويسي الذي جلس على كرسي التحكيم في مهرجانات عن لجانها، مؤكدا أنه “لا يمكن الحكم على لجان تحكيم المهرجانات، لأن الأمر يتعلق بنظرة كل لجنة، ولا يمكن تقييمها من حيث الأفضل و الأسوأ”.

وتابع المتحدث ذاته: “حينما أشاهد الأفلام، فبعضها يعجبني وبعضها لا يروقني، هذه أمور شخصية لا يمكن الخوض فيها، وما يهم هو ضرورة أن يكون أعضاء اللجنة مكونين في الميدان، ويعرفون ما معنى السينما، أما الباقي فيظل مرتبطا برؤية كل شخص بشأن الأفلام المعروضة”.

وأردف المخرج السينمائي في حديثه للجريدة أنه اليوم “لا نعاني قلة في عدد المخرجين كما السابق، إذ لدينا وفرة في الشباب الذين يمارسون الإخراج، بفضل المدارس التي تكونهم وتؤطرهم”.

وبخصوص جديد أعماله في السينما، أفصح المخرج جمال السويسي بأنه بصدد التحضير لفيلم جديد، لكنه ما يزال في مرحلة تطويره، قبل الشروع في تنفيذه وإخراجه إلى القاعات السينمائية.

يذكر أن “مرجانة” كان آخر أفلام المخرج السينمائي جمال السويسي الذي عرض في عدد من التظاهرات الفنية، ويتناول قصة امرأة تحمل اسم (مرجانة) التي تعشق فن الأوبرا إلى حد الهوس به، وتقرر العودة إلى مسقط رأسها طنجة، بعد سنوات من العيش في باريس، من أجل تحقيق حلم نقل هذا الفن إلى موطنها الأصل، لكن الظروف ستجرفها عكس التيار بسبب واقعة حريق ستنهي حياة حبيبها وتقلب حياتها رأسا على عقب.