المنتخب المغربي

محلل تونسي: الركراكي لم يتعلم من الأخطاء والكبرياء مشكلة المنتخبات العربية

محلل تونسي: الركراكي لم يتعلم من الأخطاء والكبرياء مشكلة المنتخبات العربية

توقفت رحلة المنتخب المغربي بكأس أمم إفريقيا “كوت ديفوار2023″، عند دور ثمن النهائي عقب خسارته ضد جنوب إفريقيا بهدفين لصفر (2-0)، في مباراة شهدت إضاعة “أسود الأطلس” ضربة جزاء في الأنفاس الأخيرة من المباراة، لينضم بذلك لقائمة المنتخبات العربية التي لم تتمكن من مواصلة مغامراتها بالبطولة القارية.

ويرى المحلل الرياضي التونسي فتحي المولدي، في حديثه لجريدة “مدار21″، أن “أسود الأطلس” وقبيل مواجهتهم للـ”بافانا بافانا” كانوا أمام فرصة ذهبية للتعلم من دروس لقنتها منتخبات جنوب القارة لنظيرتها من شمال إفريقيا على غرار تونس والجزائر ومصر، بعدما غادرت الأخيرة المسابقة رغم ترشحيها على الورق للذهاب لأبعد نقطة في البطولة.

وأرجع المحلل الرياضي سبب فشل المنتخب المغربي في تجاوز عقبة جنوب إفريقيا لإخفاقه في استثمار فرصة التعلم من أخطاء المنتخبات الممثلة للعرب في هذه النسخة من البطولة، مشيرا بهذا الصدد إلى أن “التحضير الذهني كان العامل الغائب بمباراة أمس، لكون أجواء كأس العالم تختلف كثيرا عن أمم إفريقيا، خاصة وأن مشاركة المنتخب المغربي في المونديال الأخير كانت بثوب المتحدي وليس المرشح، لذلك حضر ذهنيا بشكل جيد للبطولة العالمية، عكس ما حدث خلال مشاركته في هذه النسخة من ‘الكان’ والتي دخلها رجال الركراكي مرشحين أقوياء للتتويج باللقب القاري، مما أثر سلبا على نفسية اللاعبين في لقائهم بدور الثمن”.

ورفض المولدي تعليق الخسارة في مباراة أمس أمام جنوب إفريقيا على مشجب غياب الثنائي حكيم زياش وسفيان بوفال بداعي الإصابة، لكون “المنتخب المغربي منظومة كروية لا تقف على لاعب أو اثنين”.

وانتقد المحلل الرياضي غياب الانضباط التكتيكي للكتيبة المغربية، ووصف ظهور المنتخب المغربي في اللقاء بـ”الفوضوي” خاصة بعد تقدم جنوب إفريقيا في النتيجة بالهدف الأول، مؤكدا أن كرة القدم التي اعتاد “الأسود” تقديمها غابت يوم أمس إضافة إلى انعدام التركيز وضبط النفس.

وحول اللائحة النهائية للاعبين التي اختارها وليد الركراكي للدخول بها في هذه البطولة الإفريقية، أكد المولدي أنه كان يمني النفس في إشراك الناخب الوطني لأكبر عدد من اللاعبين صغار السن لاستئناسهم بأجواء البطولة القارية وتحضيرهم لحمل قميص المنتخب الأول مستقبلا وكسب الخبرة من ركائز “الأسود”.

وللمرة الأولى منذ نسخة كان جنوب إفريقيا 2013، شهدت النسخة الـ34 المنظمة بساحل العاج إخفاقا بيّنا للمنتخبات العربية التي فشلت في الوصول إلى ربع النهائي.

وربط المحلل التونسي فشل المنتخب التونسي في تجاوز دور المجموعات بمشاكل داخلية بالاتحاد التونسي لكرة القدم مما أدى إلى تواطؤ في اختيار مدرب لقيادة “نسور قرطاج” بالبطولة القارية، والذي لاقى انتقادات قوية بالوسط الرياضي التونسي لكونه ليس بمستواه وحجمه.

أما بخصوص المنتخب الجزائري، فيرى المولدي أنه نتاج مشاكل بين اتحاد الكرة الجزائري والمدرب السابق للمنتخب جمال بلماضي، مشيدا في السياق ذاته بقوة شخصية بلماضي وما حققه من إنجازات رفقة “محاربي الصحراء” منذ تعيينه على رأس الإدارة الفنية.

أما إقصاء منتخب “الفراعنة” من دور الـ16 للبطولة الإفريقية، فقد أرجعه المحلل التونسي إلى غياب النجم محمد صلاح الذي عدّه “أحد ركائز منظومة المنتخب”، إلى جانب “التغييرات التي أجراها الاتحاد المصري لكرة القدم بمدربي المنتخب والتي توقفت في هذه البطولة عند البرتغالي روي فيتوريا، والذي لم ينجح في التأقلم مع العقلية المصرية”.

ولخص المتحدث نفسه القاسم المشترك في فشل المنتخبات العربية بهذه البطولة في “عامل الكبرياء”، مبرزا أن “لكونهم اطمأنوا لقدرتهم على التفوق على المنتخبات الإفريقية قبل أن تصفعهم بالإقصاء المبكر منا المسابقة اعتمادا على عدة أسلحة أهمها الاعتماد على التكوين المحلي للاعبين”.

واعترض فتحي المولدي على دعوات استقالة أو إقالة وليد الركراكي من تدريب المنتخب المغربي “لكونه حقق إنجازا عالميا وتاريخيا للكرة العربية والإفريقية، ولا يمكن لمقابلة وحيدة شهدت غيابا ذهنيا وفكريا للفريق وواجه فيها الحظ السيء طيلة دقائقها أن تحسم في قرار بهذه المكانة”، مؤكدا أنها فرصة للجلوس إلى طاولة النقاش مع الجامعة الملكية لكرة القدم وإعادة ترتيب الأفكار ومعالجة الاختلالات الداخلية”.

ووجه المحلل الرياضي التونسي رسالة إلى المنتخبات العربية لـ”ضبط النفس والوقوف وقفة تأمل والتحلي بالتواضع في وقت تتطور فيه المنتخبات والفرق الإفريقية في صمت وثبات، إلى جانب وضع اتحادات الكرة العربية استراتيجية على المدى البعيد، كل حسب وضعيته”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News