تربية وتعليم

بنعدي يُقّيم تدبير الحكومة لأزمة التعليم وتأثرها بحسابات الأغلبية

بنعدي يُقّيم تدبير الحكومة لأزمة التعليم وتأثرها بحسابات الأغلبية

قدم حسن بنعدي، أول أمين عام لحزب الأصالة والمعاصرة، وجهة نظره بخصوص تدبير الحكومة لأزمة التعليم، متحدثا عن تأثير الحسابات السياسية داخل الأغلبية على إطالتها، إضافة إلى عدم الجلوس مع التنسيقيات التعليمية التي قادت الاحتجاجات.

وحول أزمة التعليم، أشار بنعدي، في حوار “مع يوسف بلهيسي” المنشور عبر قناة جريدة “مدار21بيوتيوب ومختلف منصاتها على مواقع التواصل الاجتماعي، حول الوقت الذي استغرقته أزمة التعليم إلى أنه “من الأمور التي رددتها الحكومة هي الاشتغال مع المؤسسات عوض التنسيقيات، لكن هذه الأخيرة هي التي تؤطر الشارع رغم أنه يوجد كثير ما يقال عنها لأن الشارع عبارة عن غابة وكل من هو مقنع لا تعلم إلى أين يريد أن يقود الناس”.

وتابع أن “التنسيقيات التعليمية خرجت إلى الشارع مكرهة لأنه مع الأسف كان قطاع التعليم مختبرا لسياسة ماكرة وخبيثة، لأن الصراعات التي كانت بين قوى وأفراد بداية الاستقلال استعملت خلالها الورقة النقابية في الصراعات السياسوية بين الأفراد ومقاومة توجهات القصر في ذلك الوقت”.

ولفت بنعدي إلى أنه “منذ هذا الوقت تم استعمال ورقة المدرسة وإضراب الأساتذة منذ الانطلاق، ومنذ مناظرة المعمورة التي وضعت السقف بالمغرب عاليا جدا وجعلته تحديا للحكام بالمطالبة بالتعميم والدمقرطة وغيرها من الكلام الصحيح الذي يراد به باطل”.

وأبرز أن الشغيلة التعليمية “باتت رهانا لسيطرة الأحزاب وبها اشتغلت الأحزاب التي كان لديها أهداف أخرى، وكانت تعتبر الشغيلة خزانات انتخابية وعناصر للتجييش وشبيحة وميليشيات”.

وأضاف بأن “الحكومة حتى تتعامل مع أزمة التعليم يجب أن تكون لديها ذاكرة القطاع، لكن لدي اليقين أنهم لا يعرفونها ولا يريدون الاستماع للناس الذين يعرفون هذه الأمور وهم موجودون بكثرة”.

وأردف بأن “هذا الأمر كان واضحا منذ البداية عندما وضعت أول لجنة لإصلاح التعليم وتم إقصاء بعض الشخصيات المعترف بها عالميا في مجال التربية والتكوين ولم يتم استدعاؤهم أبدا في المغرب”، مضيفا أن الأمر “لا يتعلق بعدم ثقة السلطان بهم لكن المحيط هو من يقوم بإقصاء الكفاءات خوفا منها”، مستحضرا شخصيات مثل المعتصم مدير مدرسة أزرو ومهدي المنجرة وغيرهم.

وشدّد المسؤول السابق بحزب “البام” على أن ما يقع اليوم بالتعليم “لو تم خلاله الجلوس مع التنسيقيات دون تلفزيون أو إعلام وبدون شكليات، وعندما تنضج الشروط وننظم يوما وطنيا مفتوحا يأتي إليه الجميع ويتم خلاله توضيح عرض الحكومة والتزاماتها والضغوط التي لديها ومحدودية إمكانياتها وما ينبغي فعله، حينها من يركب على قضية التعليم ومختبئ في الظلام سيتم إظهاره في ضوء النهار”.

واسترسل أن “هذه الأمور لم يتم القيام بها وأضعنا الوقت، وتم إدخال الحسابات الداخلية للأغلبية الحكومية، وهناك من يريد أزمة فقط لأنه يوجد وزير معين حتى يتم إفشاله وتحميل مسؤولية كبيرة لوزراء بعينهم حتى يتحملوا مسؤولية الفشل لوحدهم لأنهم يرون فيهم منافسين، وهذا له علاقة بالتدبير الصبياني”.

وأكد أنه كلما مرّ الوقت “نؤدي الثمن ونعالجه بتبني خطاب نفي الواقع”، مثل ما قاله وزير الداخلية المصري إبان الربيع العربي عن نقاشات مواقع التواصل بأنها “لعب عيال”، ومثلما قال وهبي بأنه لا يمكن الاستماع لشعب “فايسبوك”، مضيفا أنه ينبغي الإنصات للواقع.

واستغرب بنعدي من أن “حكومة يقودها حزب التجمع الوطني للأحرار الذي هو في الأصل كان تنسيقية سياسية وليس حزبا، ذلك أنهم ترشحوا بشكل منفرذ وجمعهم بالبرلمان أحمد عصمان، وهذا الأمر كان يستدعي فهم ما يقع اليوم من احتجاجات التنسيقيات بدل التعامل مع النقابات التي لدى أعضائها وسائل التعاضديات وغيرها ولا يريدون التزحزح من مكانهم”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News