حوارات | فن

بدري: شخصيتي بـ”بنات الحديد” إيقاظ لضمير “المنافقين” والفنان يخشى النقاش

بدري: شخصيتي بـ”بنات الحديد” إيقاظ لضمير “المنافقين” والفنان يخشى النقاش

يكشف الممثل منصور بدري في هذا الحوار مع جريدة “مدار21” ملامح الشخصية الجديدة التي يرتدي ثوبها في مسلسل “بنات الحديد”، التي تعكس صور أشخاص يختارون سلك طريق غير مشروع لكسب المال، مؤكدا أنه يحاول من خلال هذا الدور إيقاظ ضمير هذه الفئة.

ويتطرق بدري في حديثه للجريدة إلى أزمة تكرار الوجوه نفسها في الأعمال التلفزيونية، كاشفا الأسباب التي تدفع الفنان إلى الابتعاد عن الانخراط في النقاش العمومي.

وأبدى بطل “بنات العساس” رأيه في تنظيم المغرب لنهائيات كأس العالم سنة 2030 في ملف مشترك مع إسبانيا والبرتغال، موقفه من إضرابات الأساتذة المستمرة لأزيد من أربعة أشهر.

وفي ما يلي نص الحوار:

كيف تمر كواليس تصوير مسلسل “بنات الحديد”؟

كواليس التصوير ممتعة جدا برفقة طاقم تقني احترافي وإلى جانب زملاء أحبهم على المستوى الشخصي، والذين تشرفت بالاجتماع معهم في هذه التجربة الجديدة بقيادة مخرج مبدع، وإنتاج مهم.

ما هي الشخصية التي تتقمصها في هذا العمل؟

المسلسل يدور في فلك سوق الخردوات، الذي يجلب الكثير من الأموال، لذلك أحاول قدر الإمكان كسب المال منه بشتى الطرق المشروعة وغير المشروعة رغبة في تحسين ظروفي المادية والوصول إلى الرفاهية ولو على حساب مبادئي، فستجدونني أحاول تحقيق هذا الهدف من خلال ارتداء قناع المنافق، والتقرب من الجهات التي تخدم مصالحي الشخصية من أجل كسب المال.

ما رأيك في الأشخاص الذين يسلكون هذا الطريق لكسب المال؟

أجد أنه من أسوأ الأمور أن تعيش بأموال لم تتعب على كسبها، والتجرد من الضمير من أجل تحقيق الأهداف دون أن تكبد أي عناء، أو القيام بأي جهد، لذلك أحاول تجسيد هذه الشخصيات التي توجد في قلب مجتمعنا، في إشارة إلى أنها ليست وسيلة صحيحة، وعليها أن تكون غير راضية عن نفسها، لكونها تضحي برجولتها وشهامتها ومبادئها في سبيل الحصول على القليل من المال.

هل تكون أحيانا مضطرا لسلك طريق المجاملة مع الآخرين؟

مع الأسف لست دبلوماسيا ولا أجيد النفاق، وعادة ما أختار إبداء رأيي بشكل صريح ومباشر، أو أجتنب الحديث وأختار الانسحاب، إذ لا يمكنني أن أجامل إرضاء للآخرين، علما أن هذا المبدأ لا يفيد كثيرا في المجتمع، فأنت تكون أمام خيارين إما ترضي الناس أو ضميرك.

تقدم العديد من الشخصيات، كيف تستطيع الفصل بينها خلال تشخيصها؟

لا يكون سهلا التخلص من أعباء شخصية ما والدخول في أخرى، إذ تبقى رواسب الشخصية السابقة في معظم الحالات وتؤثر عليك، لكن هنا يظهر دور “المخرج” المتمكن و”السكريبت” والمدرب”، الذين يوجهونك جيدا، لأنه قد تفلت منك بعض الأمور أحيانا.

ويكون الممثل محظوظا بالعمل مع مخرج متمكن واحترافي وملم بالمشروع لا يسمح لك بالخروج من دائرة الشخصية، وفي هذا الصدد أشيد بعلاء أكعبون والسكريبت والمدرب، لحرصهم الشديد على إبقائنا في قلب الشخصية، لأنه ليس سهلا تقديم العديد من الشخصيات، إذ عليك تغيير طريقة التشخيص من عمل إلى آخر، وتقمص الشخصية بالشكل الذي بنيت عليه برؤية المخرج.

هل أزمة تكرار الوجوه نفسها موهبة فوق العادة أم احتكار أدوار؟

نعلم جيدا أنه هناك طرق شتى للحضور في أعمال متعددة، منها ربط علاقات الصداقة في الميدان الفني، ومنها شراء المقاعد، وفي بعض الأحيان تكون راجعة إلى الكفاءة.

والجمهور إذا لاحظ أن الممثل محتكرا للأعمال ويكرر نفسه هذا يعني أنه لم يقم بعمله جيدا، لأن الممثل المتمكن حينما يجسد عدة أعمال في الوقت ذاته عليه أن يبذل جهدا على مستويات التشخيص والكلام، الحضور والحركات، ويكون قادرا على الخروج من شخصية والدخول في أخرى، حتى ينسيك في أدواره الأخرى. وفي حالة ما حافظ الممثل على التشخيص ذاته في جل الأعمال، يثير انتباه المشاهد إلى ظهوره المتكرر، فالتحدي يكمن في تأدية شخصيات مختلفة دون السقوط في فخ التكرار.

وأفضل أيضا عدم حضور الممثل في أعمال كثيرة، لكن أعذر الزملاء لأن ليس بوسعنا الاختيار، فلو كنا نتقاضى أجورا عالية لاكتفينا بعمل واحد، لكننا نكون مضطرين لقبول العروض التي نتلقاها من أجل تنفيذ التزاماتنا. هذا من جهة، وقد أشارك مثلا هذه السنة في عمل، وشاركت في أعمال أخرى خلال السنوات السابقة، لكن يتم برمجتها جميعها في الوقت ذاته، فذلك لا يعني أنني اشتغلتها جميعها في الموسم ذاته.

هل تفضل عرض أعمالك داخل شهر رمضان أم خارجه؟

لا نمتلك الاختيار، وموسم رمضان نفسه لا يجذب كل المغاربة، إذ هناك من يتابع وهناك من لا يتابع على اعتبار أنه شهر العبادة والتقرب من الله، ويفضل المتابعة بعد انتهاء هذا الشهر.

بالنسبة لي ليس هناك فرق كبير بينهما، ونتمنى أن نكون حاضرين على طول السنة، لأننا ما نزال نتبع استراتيجية تخصيص كل الأعمال لشهر رمضان.

لماذا الفنان المغربي لا ينخرط في النقاش العمومي؟

الفنان مواطن بدوره ومن حقه أن يبدي رأيه في كل القضايا، شريطة أن يكون ملما بها ومتابعا لما يجري في الساحة، غير أن هناك بعض الفنانين الذين يخشون ردة فعل الجمهور، ويفضلون النفاق من أجل الحفاظ على حب الجمهور ونيل رضاه.

وفي ما يتعلق بي، فأنا أحاول أن أشارك في النقاش كلما طُلب مني ذلك.

هل يمكن أن نراك منخرطا في أحد الأحزاب السياسة؟

اقترح علي سابقا الانخراط في أحد الأحزاب السياسية، ورحبت بالفكرة رغبة مني في خدمة بلدي، كوني خدوما وصاحب حق في محيطي، وأجد أنه لدي ما أقدمه من باب الغيرة على الوطن، سيما أنني تربيت على ذلك بحكم التكوين الرياضي الذي تلقيته مع المنتخب الوطني سابقا، والذي يجعلك غيورا على وطنك وترغب في رؤية بلدك في أفضل صورة. لكنني خلصت إلى أنه لن تكون لدي الأهداف نفسها التي يتبناها الحزب وبالتالي سأصبح عائقا داخله بذل أن أسير معه في نهجه، ورفضت الانخراط في العمل السياسي، وفي السياسة كما المجالات الأخرى، حينما تكون جيدا وصاحب حق يحاربونك.

ما رأيك في احتضان المغرب لمونديال 2030؟

تعودنا على أن المغاربة هم من يزورون البلدان الأخرى في مثل هذه التظاهرات، لكن الآن العالم سيحل في بلدنا، ليتعرف على البلد بأسره، لذلك يجب أن نقدم صورة إيجابية عن المملكة، ويغير المواطن من بعض سلوكاته اليومية.

يجب أن نصنع جيلا في 2030 يُشرف بلده وسط بلده أخلاقيا، عمليا وثقافيا، منها طريقة السياقة، والالتزام بالنظافة في الشارع، وألا ينصب اهتمامنا فقط تجاه تحضير الملاعب والفنادق، بل يجب تأهيل المواطن. ونتمنى أن يتم الاشتغال على كافة الجوانب منها التعليم والصحة وغيرهما.

ما رأيك في أزمة التعليم؟

أتفهم إضرابات الأساتذة، فالأستاذ بعدما كان يتمتع بالقيمة المعنوية وليس المادية؛ لأن الماديات لم تكن موجودة، أصبح اليوم مجردا من هاته القيمة، فلم يجد أمامه سوى البحث عن قيمته ماديا، في غياب الاحترام والتقدير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News