كلفت 3 ملايير.. “المقبرة الذكية” تثير غضب وتساؤلات بيضاويين

أثارت اتفاقية أبرمتها مجموعة جماعات التشارك المكلفة بتسيير مقبرة الرحمة، الواقعة بالنفوذ الترابي لجماعة دار بوعزة بإقليم النواصر، تتعلق بتزويد المقبرة المذكورة بكاميرات للمراقبة، استياء العديد من سكان المنطقة.
وتأتي هذه الصفقة حسب مضمون الاتفاقية في إطار مشروع مقبرة “ذكية وآمنة”، كما تتجاوز تكلفتها المالية مبلغ 3 مليارات سنتيم، حيث خصصت من أجل تركيب كاميرات المراقبة بالمقبرة ووضع لوحات التشوير بالإنارة، ينضاف إلى ذلك اقتناء ست سيارات كهربائية لمساعدة الزوار على التحرك داخل المقبرة.
القيمة المالية للاتفاقية أثارت غضب سكان منطقة الرحمة والمناطق المجاورة لها، إذ عبر العديد من المواطنين عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن غضبهم وسخطهم من هذه الاتفاقية، معتبرين أن منطقة الرحمة تحتاج للعديد من المشاريع لإنقاذ أبنائها من شبح البطالة والمخدرات والسرقة.
مصطفى، أحد ساكنة المنطقة، قال في تعليقه على الموضوع لجريدة “مدار21” إنه “كان من المفترض أن تنفق تلك الأموال على الأحياء، فهي في أمس الحاجة إليها، منهم عاطلون عن العمل ومرضى ومنهم محتاجون، أما الأموات فرحمة الله عليهم”، مضيفا “مبلغ 3 ملايير مبالغ فيه نوعا ما، إذ يمكن أن يقتني ثلاث بقع أرضية تخصص لمقابر جديدة عوض هذا المشروع”.
وعبر نشطاء آخرون في مواقع التواصل الاجتماعي عن استيائهم من المبلغ المتفق عليه، وقال أحدهم “كانت هناك سيارات كهربائية في مقبرة الرحمة تم استبدالها بسيارة أجرة من الحجم الكبير، وكان ينقل الزوار بثمن 5 دراهم من أجل زيارة موتاهم أما لوحات التشوير فهي موجودة”، متسائلا في نفس الوقت عن الجديد في ذلك.
وأشار المتحدث ذاته إلى أن المنطقة لا تحتاج إلى إهدار المال العام، إنما هي بحاجة إلى وضع كاميرات في الشوارع والأزقة التي يستعصي على الأمن الدخول إليها، نظرا لمخاطر الجريمة والسرقة التي باتت تجتاحها في واضح النهار.
وسجل مواطنون بمدينة الرحمة في تصريحات استقتها “مدار21″، غياب الوالي الجديد لمدينة الدار البيضاء، محمد امهيدية، مشددين في الوقت ذاته على ضرورة اضطلاعه بملف هذه الصفقة وتكلفتها التي وصفوها بـ”المبالغ فيها”، مؤكدين ضرورة عرض ملف الصفقة على مكاتب الخبرات التي بإمكانها تحديد الثمن الحقيقي لتلك المعدات.
وبينما عبر ساكنة المنطقة عن سخطهم تجاه تبذير المال العام في هذا المشروع، أشاد البعض الآخر بهذه المبادرة “الجيدة” حسبهم الرامية إلى تثبيت كاميرات مراقبة والتشوير وسيارات كهربائية لتسهيل تنقل زوار المقبرة، متخوفين في الوقت ذاته من إمكانية تخريب هذه الممتلكات وعدم صيانتها، ومنددين بمعظم المشاريع التي تصرف عليها ملايير الدراهم في مقابل عدم تخصيص شركات لصيانة هاته المشاريع الشيء الذي يجعلها أكثر عرضة للإهمال والتخريب بعد مرور سنة أو أكثر.
وتجدر الإشارة إلى أن هذا المشروع يهدف حسب مضمون الاتفاقية إلى تحسين إمكانية الوصول إلى المقابر واستخدامها كأماكن عامة، من خلال اقتراح حلول فعالة وموثوقة لتحسين تجربة الزائر من حيث الأمن والإضاءة والتنقل والخدمات، لخلق بيئة آمنة ومريحة.