هل ينهي قدوم الوالي مهيدية فوضى “الجيليات الصفراء” بالبيضاء؟

لازالت فوضى “الجيليات الصفراء” تجتاح شوارع مدينة الدار البيضاء، في ظل عدم تدخل الجهات المعنية لحل هذه المشكلة، خاصة بعد استفحال أفعال السب والابتزاز من بعض الحراس تجاه أصحاب السيارات الراغبين في ركن عرباتهم بشوارع المدينة، والرافضين لتأدية المقابل المادي، نظرا لعدم قانونيته.
ففي عين الذئاب والمعاريف والحي الحسني لازالت المضايقات متواصلة، من طرف “الكارديانات” الذين يفرضون سيطرتهم على المكان حسب تعبير نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة وأن هذه الأماكن تشهد مشاكل كثيرة هذه الأيام تزامنا مع تحضيرات الاحتفال برأس السنة الميلادية الجديدة.
“أنقذوا الدار البيضاء”، هي صفحة فايسبوكية باتت تشكل منفذا لساكنة البيضاء للتعبير عن مواقفهم تجاه المشاكل التي تواجههم بالمدينة، حيث بات يطالب سكان المدينة من محمد مهيدية، الوالي الجديد لجهة الدار البيضاء-سطات، بوضع حد لما وصفوه بـ”جشع أصحاب الجيليات“ في عدد من شوارع العاصمة الاقتصادية.
محمد واحد من أعضاء الصفحة عبّر عن موقفه من حراس السيارات، قائلا “بلغ السيل الزبى، أينما وليت وجهك فهناك أصحاب “الجيليات” الصفراء والبرتقالية يتربصون تشغيل محرك مركبتك، هذه الأقمصة بالألوان المضيئة وما يترتب عن تدخل أصحابها من مشاكل بعضها أصبح مرهقا لمالكي السيارات وغيرها”.
وأضاف: “كم تكلف الجولة في مدننا لقضاء الحاجيات في أكثر من مكان، الكل يعاني ويقاسي والمعنيون عاجزون عن فك اللغز الذي يتطور ويستفحل منذرا بعواقب يصعب تداركها مستقبلا، إلى متى سنظل تحت وطأة هذه الممارسات المقلقة و المؤثرة على ما تبقى من إمكانيات للعيش”.
من جهة ثانية، قال مصطفى، وهو حارس متواجد بعين الدياب بقلب العاصمة الاقتصادية، في حديثه لجريدة “مدار21” الإلكترونية، إن تعريفة 10 دراهم هي القليلة بالشوارع الكبرى والراقية لمدينة الدار البيضاء، أما في الأحياء الشعبية فإنها تتراوح ما بين درهمين إلى 5 دراهم.
ووصف المتحدث نفسه بعض مظاهر السب والشتم التي يقوم بها بعض “الكارديانات” بغير المقبولة، قبل أن يضيف: “منذ 20 سنة وأنا أعمل حارس سيارات، لكن ما يقوم به بعض الحراس بالمدينة من مواقف استفزازية تزعج أصحاب السيارات، بل يصل بعضها إلى حد تشديد الخناق عليهم، وهذا يسيئ إلى من يمتهن هذه المهنة منذ سنوات”.
ومازالت الحملات والمطالبات تطال الحراس الموسومون بـ”أصحاب الجيليات الصفراء”، وتدعو وزير الداخلية، باتخاذ تدابير وإجراءات من أجل حماية المواطنات والمواطنين من هذه السلوكيات التي تترتب عنها أحيانا حوادث مأساوية.
وفي الأشهر الماضية، وجه النائب أحمد العبادي، عضو فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب، سؤالا كتابيا إلى وزير الداخلية، يتعلق بالخروقات والمضايقات التي يتعرض لها المواطنون والمواطنات من طرف من يسمون حراس السيارات.
وقال العبادي، إن “مختلف مدن المملكة، تعيش على وقع مضايقات واستفزازات من طرف أشخاص يرتدون سترات صفراء، ويسمون أنفسهم حراس السيارات بمختلف الشوارع والأزقة، ويفرضون إتاوات، بشكل عشوائي وقسري، على المواطنات والمواطنين الذين يضطرون إلى ركن عرباتهم بتلك الأماكن العمومية التي من المفروض أن يخضع تدبيرها لمجالس الجماعات الترابية، حيث من المعلوم أنه لا يمكن فرض أي مقابل مادي عن هذه الخدمة إلا بمقتضى القانون”.
وأكد أن هذه الظاهرة السلبية أصبحت تُثير استياء عارما لدى المواطنات والمواطنين، جراء ما يتعرضون له من سوء المعاملة والابتزاز الذي يتحول أحيانا إلى التهديد والسب والشتم، مشيرا إلى أن الأمر تطور إلى “استغلال بعض الأشخاص للظروف الاجتماعية الهشة والمزرية لحاملي السترات الصفراء، ودفعهم نحو ابتزاز وتهديد مستعملي الأماكن العمومية ومنعهم من ركن عرباتهم، إن هم رفضوا أداء الإتاوات غير المشروعة التي يحددونها بشكل مزاجي ومتعسف في غياب أيِّ مراقبة أو تدخل من الجهات المعنية”.