استمرار غلاء الطماطم يثير غضب مهنيين وتوقعات باستمرار الارتفاع برمضان

ما تزال أسعار الطماطم تحلق “عاليا” بأسواق مدن المملكة، إذ بلغ ثمن الكيلوغرام الواحد بمدينة الدار البيضاء 14 درهما، ما أثار غضب المواطنين الذين يطالبون بإجراءات حكومية مستعجلة لخفض الأثمان التي ألهبت جيبوبهم وتهدد بانهيار قدرتهم الشرائية.

وتعليقا على الأسعار الصاروخية للطماطم، أوضح عبد الكبير معيدن، الكاتب العام لجمعية سوق الجملة للخضر والفواكه بالدار البيضاء، أن تعاقب الجفاف في السنوات الأخيرة كان له تأثير كبير على الفرشة المائية والمساحات المزروعة التي نتج عنها ضعف الإنتاج، إضافة إلى الضعف الموجود على مستوى الخضر والفواكه، والذي يقابله ازدياد الطلب وارتفاع الأسعار.

وعزا معيدن أسباب ارتفاع هذه المادة الحيوية، في تصريح لـ”مدار21″، إلى كثرة التصدير الموجه للأسواق الخارجية، موضحا أن منطقة سوس تعتبر المزود الرئيسي لهذا المنتوج، وما تعيشه هذه المنطقة من ضغوطات كبيرة خلال الأشهر الأخيرة كان بفعل ارتفاع وتيرة التصدير.

وأشار المتحدث ذاته إلى أن إنتاج ووفرة هذه المادة في مناطق سوس ينطلق في بداية شهر أكتوبر ونونبر، لكن بسبب التصدير هذه السنة لدول إفريقيا وأوروبا والشرق الأوسط، ارتفعت أسعار الطماطم بشكل مهول وغير مسبوق.

وأوضح معيدن أن هذا التصدير لو تم توجيهه بشكل مباشر إلى السوق الداخلية لما كان هذا الارتفاع بالأسواق، لافتا في الوقت ذاته إلى أن هذه “المنافسة الشرسة” بفعل التصدير، تجعل من ثمن الطماطم مرشحا للارتفاع بحلول السنة المقبلة.

ويتراوح ثمن الطماطم حاليا بأسواق الجملة بالدار البيضاء، حسب المصدر ذاته، ما بين 9 إلى 11 درهم حسب جودة السلع، ومن المتوقع بقاء أسعار الطماطم في المستوى الحالي في الأشهر المقبلة، مشيرا إلى أن المغاربة مقبلون على شهر رمضان الذي يعرف إقبالا كبيرا لهذه المادة ويرتقب أن يستقر أن ثمنها مستقبلا في 8 دراهم بأسواق الجملة، وفي الأسواق المحلية تحدد أسعار أخرى.

وتشهد أسعار الطماطم ارتفاعا كبيرا مقارنة بالخضروات الأخرى، وذلك بسبب تزايد الاستهلاك في الأسواق المغربية مقارنة مع باقي الخضروات، وأفاد الكاتب العام لجمعية سوق الجملة للخضر والفواكه بالدار البيضاء، أن ثمن البطاطس وصل مؤخرا بأسواق الجملة بالدار البيضاء إلى درهمين فقط، وهذا ناتج عن وفرتها بسبب العرض الذي يفوق الطلب.

وسجل المتحدث ذاته وفرة البصل الأخضر بالأسواق الذي وصل ثمنه 2.50 درهم فقط، ما يجعله في متناول المستهلك المغربي، مضيفا أن الطماطم موجودة بأسواق الدار البيضاء رغم ارتفاع الأسعار، مما يؤثر في إقبال المواطنين على اقتنائها.

يشار إلى أن موقع “إيست فروت” كشف خلال الأيام الماضية أن الصادرات المغربية من الطماطم تترأس قائمة الواردات البريطانية من المغرب، نظرا لاعتماد هذه الأخيرة بشكل كبير على المنتجات المغربية، إذ شهدت عائدات صادرات الطماطم المغربية خلال التسعة أشهر الأولى من السنة الجارية ارتفاعًا ملحوظًا، حيث تجاوزت قيمتها الإجمالية 8 ملايير و149 مليون درهم، مقابل 6 ملايير و911 مليون درهم، في الفترة ذاتها من السنة الماضية.