مجتمع

“تيك توك”.. موضة جديدة للتسول الرقمي تتغلغل بالمجتمعات العربية

“تيك توك”.. موضة جديدة للتسول الرقمي تتغلغل بالمجتمعات العربية

بعد دخول مواقع التواصل الاجتماعي بيوت الأسر، أصبحت قدسية الحياة الزوجية والعائلية تغادر من شرفات العديد من المنازل، إذ باتت تطفو على السطح ظواهر مخيفة ترخي بظلالها على المجتمع لتسلب خلايا الترابط الأسري المجتمعي.

وأضحى التسول عبر منصات التواصل الاجتماعي وسيلة آمنة للمتسول مجهول الهوية، يطرح تساؤلات عديدة حول ما بات يعرفه تسول القرن الواحد والعشرين.

زكرياء اكضيض، باحث في علم الاجتماع، أوضح أن ظاهرة التسول تتجذر في المجتمع المغربي وتتخذ أشكالا متعددة، ويرجع تجذرها إلى ثقافة الإحسان التي تنتج الاستعدادات لدى الأفراد لتقديم مساعدات مؤقتة للمتسولين، مشيرا إلى أن هذه الثقافة نفسها التي حافظت على استمرارية الظاهرة وجعلتها تنتقل إلى وضعية المهنة، رغم التحولات التي طرأت في المجتمع، حيث تحول التسول إلى مهنة وشبكات منظمة تتغذى على تجذر ثقافة الإحسان لدى الوعي الجمعي.

وأضاف أكضيض في تصريح لجريدة “مدار21” أن ثقافة الإحسان هاته تتأسس على مقولات الغفران والأجر والبركة، وهي مقولات يستثمر فيها المتسول لكي يدفع الأفراد لمساعدته حتى في شبكات التواصل الاجتماعي، مضيفا أن ثقافة الإحسان تنتج استعدادات لدى الأفراد للعطاء المؤقت وتخلق الحاجة الدائمة للدعم.

ولفت المتحدث نفسه إلى أن التسول الرقمي صنف من أصناف التسول الذي يوظف تقنيات شبكات التواصل الاجتماعي من أجل استقطاب المساعدات، فما دامت التقنية الرقمية اخترقت جميع مناحي الحياة، فإنها لم تستثن التسول، بل وفرت له مساحات رقمية تدر عليه مداخيل إضافية.

الشهرة بأي ثمن

بمجرد الغوص في عمق منصة “تيك توك”، تنغمس في المشاهد والصور والفيديوهات وكذلك البث المباشر، الذي غالبا ما يأتي على شكل مشاركة قصص وحكايات حزينة لأبطال وهميين، بل يصل بعضها إلى الرقص الماجن والتهديد من أجل الحصول على مكاسب مالية على شكل هدايا.

بمظهر خداع، وخلف قناع الفقر، يقرع هؤولاء أبواب الاستعطاف من خلال هذه المواقع لكسب مشاهدات جديدة تغني حساباتهم البنكية، وتستقطب مساهمين جدد ضحايا الخداع والاحتيال، طريقتهم الرقمية شكلت لهم ملاذا آمنا يذلل لهم العار والإحراج الذي يتعرض له ممن يمتهن تسول الواقع.

“الورم السرطاني” المتمثل في التسول الرقمي بات ينخر المجتمعات، ليصبح هم الشباب “الشهرة بأي ثمن” وخوض التحديات من أجل الأرباح.

الباحث الاجتماعي زكرياء اكضيض يعود في هذا الصدد، ليؤكد أن استمرارية ظاهرة التسول وامتدادها في الحقل الرقمي ترجع بشكل دون آخر إلى تجذر ثقافة الإحسان التي تنتج استعدادات لدى الأفراد للعطاء المؤقت وتخلق الحاجة الدائمة للدعم، مضيفا أن هذه الثقافة تشجع على الاتكالية في صفوف ممتهني التسول، كما لا تمكنهم من تأهيل أنفسهم للخروج من دائرة العنف الحقيقي أو المصطنع.

السعودية .. مزاعم بحظر التيك توك

وتعتزم السلطات السعودية مؤخرا تطبيق إجراءات عقابية صارمة، بحق صناع المحتوى الرديء في تطبيقات التواصل الاجتماعي، وفي المقدمة تطبيق “تيك توك”.

وتستهدف هذه الإجراءات مستخدمي “تيك توك”، الذين يقومون بعمل “بث مباشر”، بُغية الحصول على أموال غير قانونية، عن طريق التسول الإلكتروني، والتحريض على التفكك الأسري، والترويج للسلع غير المرخصة، والتحريض على الإرهاب، والإباحية وغيرها من أعمال القمار والتحرش عبر تلك المنصات.

أما في المغرب فإن التسول الإلكتروني أصبح بوابة جديدة للنصب والاحتيال، مما استدعى تدخل وزيرة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، عواطف حيار، على الخط، حيث صرحت في وقت سابق أن وزارتها “تعمل إلى جانب الأمن الوطني من أجل توحيد الجهود لمحاربة التسول الرقمي.

وشددت الوزيرة على أن “محاربة هذه الظاهرة يجب أن تكون جماعية مع المواطنين، عبر تجاهل طلبات التسول الرقمي وتشجيع المجتمع المدني للانخراط في هاته العملية” مشيرة إلى العمل على وضع استراتيجية مندمجة لحماية الطفولة ومنع التسول بالأطفال سواء من أسرهن أو من غير أسرهن”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News