حوارات

عطية: سنقف ضد أعداء المغرب والشعوب قادرة على مقاطعة الأوربيين

عطية: سنقف ضد أعداء المغرب والشعوب قادرة على مقاطعة الأوربيين

أثارت مداخلته “القوية” جلبة كبيرة خارج أسوار البرلمان العربي منذ يوم السبت الماضي لتضمنها دعوة مباشرة وجريئة لمقاطعة الدول الأوربية اقتصاديا بعد القرار المسيء للمغرب الذي اتخذه البرلمان الأوربي في وقت سابق، وهي الدعوة التي زعزع صداها عرش الدول المعنية، فباشرت اتصالاتها من أجل احتواء الصرخة العربية التي وضعت أيضا نصب عينيها مسألة “تسوية وضعية ملف مليلة وسبتة السليبتين”.

مدار21″، تواصلت مع النائب المهندس وعضو الوفد البرلماني الممثل للمملكة الأردنية الهاشمية خليل عطية لتستقي هذا الحوار:

 

عبرتم عن موقف منتصر للرباط في مواجهة الاتحاد الأوروبي هل في نظرك سيكون له صدى على المدى القريب والمتوسط؟

أنا متأكد من الصدى الذي سيكون لهذا القرار الصادر عن مؤسسة البرلمان العربي، وخير دليل أستحضره بهذا الخصوص هو أن السفير الإسباني في القاهرة رامون جيل كاساريس، هو من طلب عقد اجتماع مع رئيس البرلمان العربي عادل العسومي، بعد ساعات تلت صدور بيان البرلمان العربي الداعم للمغرب ورفضه القاطع للقرار الذي أصدره البرلمان الأوروبي بخصوص سياسات المملكة المغربية تجاه قضية الهجرة، والذي أكدنا ضمنه أيضا على عروبة مدينتي سبتة ومليلية المغربيتين والجزر المغربية المحتلة، وضرورة فتح هذا الملف وتسويته.

ما الذي جرى تناوله بالضبط خلال هذا الاجتماع  الذي طلب السفير الإسباني عقده باستعجال؟

رئيس البرلمان العربي، أبلغ السفير الإسباني عظيم استياء الدول العربية من قرار البرلمان الأوربي بخصوص المملكة المغربية وكما أعقب الاجتماع فإن رئيس البرلمان الأوربي أبلغ السفير بإعلام بلده بمسألة تسوية ملف سبتة ومليلية.

طيب أكثر من موقفكم هذا طالبتم بمقاطعة السلع الأوربية هل ترى أنها ورقة ضغط صالحة ليتراجع البرلمان الأوروبي عن موقفه؟

نعم، شخصيا أعتبر أنها أفضل ورقة يسع الدول العربية التلويح بها واستعمالها للضغط على الدول الأوربية، ودعوتي التي وجهتها من قلب مؤسسة البرلمان العربي انتشرت بشكل سريع وكبير في كل أنحاء العالم، وكان لها صدى إيجابي جدا وهذا أمر جيد.

في حالة اذا تم اعتماد سلاح المقاطعة الاقتصادية هل ستشهد إجماعا عربيا في نظرك إذا ما استحضرنا أن بيان البرلمان العربي نفسه لم يحظ بالإجماع المرجو بعد تحفظ الجارة الشرقية للمملكة؟

أتوقع أن يحظى بالإجماع. لكن بخصوص بيان البرلمان العربي المهم أنه بعد مسألة التحفظ في النهاية امتثل الزميل البرلماني الجزائري ولم يعترض على مخرجات البيان الذي أصدرناه وحظي بالإجماع.

عاتبت البرلماني الجزائري حول موقفه من البيان، كيف تعامل مع الأمر؟

صحيح، في البداية قال الزميل البرلماني الممثل لوفد جمهورية الجزائر أنه سيتحفظ عن التصويت لصالح مخرجات البيان، لكنه في نهاية الأمر رضى بالعتب، وكان محترما عروبيا وسحب تحفظه عن البيان.

تعتبر الجزائر الداعم الأول للجبهة الانفصالية موضوع الأزمة الأساسي مع مدريد، إلى أي حد هذه العلاقة المتردية بين الجاران العربيان تؤثر في تحقيق اللحمة العربية؟

هذا حقا مؤسف. أتمنى فعلا وانطلاقا من رأيي الشخصي إعادة ترميم العلاقة بين المملكة المغربية والجزائر تحقيقا لهذه اللحمة والوحدة التي تحدثت عنها، وإزالة كل الخلافات القائمة بين الجارين الحبيبين العربيين، وهذا تقع مسؤوليته أيضا على عاتق الدول العربية إلى جانب البرلمان العربي وجامعة الدول العربية التي وجب أن تعمل على إنهاء هذا الوضع القائم بين الإخوة.

بالمقابل، إلى أي حد إسبانيا مستفيدة من تردي هذه العلاقة ؟

شخصيا لا أعتقدها مستفيدة من العلاقة المشحونة بين الجارين.

كيف من الممكن أن يؤثر تسييس البرلمانات في مصير الشعوب؟

الدور الموكول إلى البرلمانات على اختلافها، سواء البرلمان العربي أو نظيره الأوروبي وغيرها من البرلمانات، هو السهر على متابعة الأمور المرتبطة بالمواطنين، مثلا بالنسبة للبرلمان العربي دوره حل مشاكل الشعوب العربية، والعمل سويا على الوقوف على كل ما يهمُّها والتفاعل مع كل المستجدات التي تخصها.

هل الدول العربية اليوم قادرة على الوقوف في وجه القوى الاقتصادية وإعلان المقاطعة بهذه البساطة؟

إذا لم تكن الأنظمة العربية قادرة على الوقوف في وجه القوى والتكتلات الاقتصادية وقول “لا” ومقاطعتها، فالأكيد طبعا هو أن الشعوب العربية قادرة على فعل هذا، ولنا مثال مهم في هذا الموضوع عندما قام رئيس إحدى هاته القوى بالإساءة إلى شخص الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، كان للمقاطعة الاقتصادية التي انخرطت فيها الشعوب تلقائيا تأثير كبير نتيجة لهذا القرار.

 ألا يمكن أن تتخاذل الدول العربية استحضارا لمصالحها الاقتصادية والسياسية وغيرها؟

الحقيقة، لا أملك جوابا عن هذا السؤال.

موقفكم من الأطماع المتزايدة لبعض الدول الأوروبية وأيضا الجزائر وتهديدها للوحدة الترابية للمملكة؟

موقفنا دائما وأبدا واضح، نحن مع الوحدة الترابية للمملكة المغربية، ووحدة القرار العربي وسنبذل كل جهودنا من أجل تحقيق ذلك، أي استكمال الوحدة الترابية للمغرب والدفاع عنها.

المغرب يرأس لجنة القدس باعتبارها واحدة من تمثلات الوحدة العربية. ما هو تقييمك لرئاسة الملك لهذه اللجنة وأدوارها في الدفاع عن القضية؟

جهود الملك محمد السادس في نصرة القضية الفلسطينية معروفة ومشهود لها بصفته رئيسا للجنة القدس، فعاهل المملكة المغربية والرؤساء العرب لا يدّخرون جُهدا من أجل الدفاع ودعم أشقائنا داخل التراب الفلسطيني لينالوا مطلبهم العادل ويقيموا دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News