فن

الفاضلي يُشرف على عمل فنّي لشقيقته وينفي صلة “أبي لم يمت” بوفاة والده

الفاضلي يُشرف على عمل فنّي لشقيقته وينفي صلة “أبي لم يمت” بوفاة والده

قال عادل الفاضلي إن فيلم “أبي لم يمت” بدأ بحلم ثم فكرة تحولت إلى سيناريو، تلته مرحلة صياغة الحوارات على الأوراق قبل ترجمتها في صور لصناعة قصة شاركها مع الجمهور، أكسبته ست جوائز بالمهرجان الوطني للفيلم بطنجة ومنحته فرصة المشاركة بالمهرجان الدولي للفيلم بمراكش.

وأوضح الفاضلي أن اختياره عنوان “أبي لم يمت” لفيلمه ليس مرتبطا بوالده، مشيرا إلى أنه وضعه منذ البداية وقبل الشروع في تصويره ووفاة والده عزيز الفاضلي الذي شارك في بطولة هذا العمل، بخلاف ما ذهب إلى ذلك البعض.

وأردف الفاضلي في تصريح لجريدة “مدار21”: “لا علاقة لعنوان الفليم بوالدي الذي شارك معي في بطولته، وسبق له أن شاهده معي بعد انتهاء المرحلة الأولى من التوضيب، رغم أن البعض ربطه بوفاته وعلاقتي الأسرية به”.

وأكد المخرج عادل الفاضلي أنه كان صعبا عليه مشاهدة والده في الفيلم بعد وفاته بشكل يومي، لا سيما وأن توضيبه أخذ منه سنوات، لكنه كان مضطرا لإلغاء علاقته الأسرية خلال اشتغاله عليه، معتبرا أنها “شخصية جسدت من ممثل محترف بغض النظر عما إذا كان والده أو آخر”.

وواصل حديثه قائلا: “غيابه ترك أثرا كبيرا ومكانا فارغا لأنه لم يكن أبا فقط، بل صديقي وشريكي في عملي”.

وأشار الفاضلي إلى أنه لن يفرض على أطفاله الولوج إلى المجال الفني، لأنه بدوره لم يُفرض عليه، إذ اختاره طواعية وعن رغبة وشغف، موضحا: “لم يكن والدي وراء دخولي المجال، لذلك لن أحث أولادي على دخوله، رغم أننا نتنفس الفن في الأسرة وترعرعنا عليه”.

وتنطلق أحداث الفيلم في سيرك شعبي يصدح فيه صوت الموسيقى، ويجسد صور البهجة التي تعكس بساطة زواره من المواطنين الذين ينتمون إلى فئة اجتماعية كادحة، تخلق سعادتها بأساليب بسيطة.

ويحكي الفيلم قصة طفل يدعى مالك يعيش مع والده (مهدي) في قلب السيرك، حيث ترصد الكاميرا مشاعر الحب والتعلق بينهما، إلى جانب قصص أخرى تلامس فترة مهمة في تاريخ المغرب، والتي تتعلق بسنوات الرصاص، في قالب اجتماعي إنساني خالص بعيدا عن المعالجة السياسية للأحداث.

ويتخلل الفيلم مشاهد الحب لكسر نمط سرد حكاية اجتماعية سياسية، تُمثل فترة سوداء في حياة مغاربة عاشوا تفاصيلها الصعبة، مخلفة أزمة اجتماعية وسياسية بقيت آثارها متجذرة لسنوات.

وأراد عادل الفاضلي تسليط الضوء على التناقضات الكثيرة التي يعيشها المجتمع المغربي في صور مختلفة، حيث أبرز مشاهد الود والتضحية والحب في علاقة الأب (مهدي) وابنه (مالك)، وثنائيات تقع في غرام بعضها البعض، في مقابل أب يعمل في السيرك ويقسو على ابنه ويستغل عاهته لتحقيق الفرجة.

وحاول عادل الفاضلي الابتعاد عن معالجة فترة سنوات الرصاص في قالب سياسي تم التطرق إليها في عدة أفلام مغربية سابقة، مفضلا التركيز على معاناة أفراد المجتمع البسطاء في تلك الفترة، ورصد قسوتها وآثارها النفسي والاجتماعي في قالب فني مليئ بالمشاعر.

الفاضلي كانت له رؤية إخراجية مختلفة، إذ صوب الكاميرا تجاه الأفراد الذين ينتمون إلى المجتمع ولم يتم تسليط الضوء على حجم معاناتهم، لاسيما وأن معظم الأعمال الروائية والسينمائية ركزت على سرد وقائع مرتبطة بشخصيات عمومية في قالب سياسي خالص.

وتناولت عدة أفلام فترة سنوات الرصاص، من خلال التركيز على الشخصيات السياسة إلى جانب المناضلين والصحافيين، لكن الفاضلي سرد حكايات الأشخاص الذين ذهبوا ضحية التواجد في المكان الخطأ والتوقيت الغلط، ولم تكن لهم أي علاقة بالسياسة، وفق تصريحه.

وزاوج المخرج عادل الفاضلي بين الواقعية المعاشة لعقود زمنية والأساطير التي طغت في تلك الفترات على الحياة العامة، وانتشرت في الأوساط، منها ظهور الملك محمد الخامس في القمر، وغيرها من “الخرافات”.

وخصص الفاضلي مساحة لنقل صورة مصغرة عن قمع الحرية وحجب الآراء المعارضة التي طفت في المجتمع في تلك الفترة، من خلال مشاهد الصراع السياسي الاجتماعي، موثقا مشهد الحجر على (مهدي) الذي ذهب ضحية خطأ، في إشارة إلى أن الآلاف من المغاربة ذهبوا ضحايا في سنوات الرصاص دون أن يكون لهم توجهات سياسية.

وعلى صعيد آخر، كشف عادل أنه قد يجتمع في عمل مشترك مع شقيقته حنان الفاضلي مستقبلا، والذي سيركز فيه على شخصيتها وتركيبتها المنفردة.

وأضاف في السياق ذاته: “حنان عبارة عن مشروع فني خاص، لأنها تحمل العمل بمفردها، إذ لن يكون الاشتغال معها في فيلم كما باقي الأفلام التي تنبني على قصة وشخصيات، فالإشراف على عمل من بطولتها سيكون مختلفا، يتطلب التركيز فقط على حنان، وجعل الأحداث تدور حولها”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News