فن

بوقاسم: كتاب السيناريو يكتبون تحت الطلب وعلى مقاس صناع القرار

بوقاسم: كتاب السيناريو يكتبون تحت الطلب وعلى مقاس صناع القرار

أكد المؤلف والمخرج المسرحي، إسماعيل بوقاسم، أنه ليست هناك أزمة سيناريو في المغرب بل إشارات منعٍ وعلامات قف، وأيادي خفية تقطع الوصل بين كتاب السيناريو والإبداع بتقييد حرية بعضهم وإبعاد البعض الآخر عن سوق العمل.

وأضاف بوقاسم في تصريح لجريدة “مدار21” أن صناع القرار السياسي في المغرب يعملون جاهدين على إبراز من يطبع مع أفكارهم، مقابل تغييب الأشخاص الذين يعملون من أجل تطوير السينما والتلفزيون والمسرح.

وشدد المتحدث ذاته على أن هناك كفاءات عالية في كتابة السيناريو بالمغرب لا تتاح لهم فرصة الإبداع والاشتغال سواء في التلفزيون أو السينما، في الوقت الذي تجد فيه المخرج يرتدي قبعة السيناريست ويشارك في بطولة العمل الذي أشرف على إخراجه وكتابته.

وأشار إلى أنه “هناك هامش من الحرية في المسرح من حيث تناول المواضيع، نظرا لعدم تأثيره في شريحة عريضة من الجمهور، ولكونه لا يستقطب إلا أعداد محدودة من المتفرجين، فالحضور عادة لا يتجاوز مئات الأشخاص، بخلاف التلفزيون والسينما الموجهين لفئة عريضة قد تصل إلى ملايين”.

وواصل حديثه قائلا: “إذا أردت اليوم أن تتحدث في سلسلة تلفزيونية عن شرطي، يجب أن يراجع السيناريو عشرات المرات وتَطلع عليه الشرطة، للتأشير عليه”، في إشارة منه إلى تكبيل أيادي كتاب السيناريو، حيث تُجهض الرقابة الإبداع وتحد من جماليته وتناسقه، وفقه.

وأصر المؤلف والمخرج إسماعيل بوقاسم على ضرورة تمتيع السيناريت بمساحة شاسعة من الحرية حتى يكتب عملا فنيا متكاملا يحمل قيمة فنية وجمالية دون تدخلات، مبرزا أن “كتاب السيناريو أصبحوا يكتبون على مقاس صناع القرار”.

واسترسل بوقاسم قائلا: “يجب أن تتاح لكتاب السيناريو الفرصة للحديث بجهر من أجل خدمة السينما والتلفزيون لا خدمة جهات معينة”.

وعن توجيه الخطابات السياسية عبر الفن، أوضح بوقاسم في حديثه إلى الجريدة “الخطاب السياسي موقعه في الأحزاب لا فوق خشبة المسرح، لكون الخشبة تعد فنا ومجالا للإبداع والابتكار وإيصال رسائل فنية”.

بدوره، الباحث في المجال الفني محمد مجاهد، أكد أن “الأزمة لا تكمن في عدم توفرنا على كتاب حقيقيين بإمكانهم سرد أحداث إنسانية تعجب الجمهور برسائلها الهادفة، إنما كتابات هؤلاء الكتاب غير مرغوب فيها ومن هنا نستشف أن أصل الإشكال هو مفتعل”.

وأوضح الباحث الفني ذاته في تصريح سابق للجريدة أن التلفزة المغربية تطرح عروضا مفتوحة تطلب من خلالها التقدم بعرض مواد متعددة، وشركات تنفيذ الإنتاج التي يهمها الأمر تبحث عن كتاب يشتغلون لديها ضمن خليات أو على انفراد تطرح لهم نص الموضوع ليشتغلوا على صياغته، وغالبا ما تكون الكتابة داخل فضاء التصوير.

وأضاف مجاهد في السياق ذاته: “هذا النوع من الكتابة هو الذي يخلق ضعف السيناريو لأسباب واضحة أولها أن هؤلاء الكتاب ليسوا أدباء فنانين هم في الغالب خريجو برامج كوميدية لهم القدرة فقط على الفضفضة في الكلام والتعامل مع النكتة أو الحدث المستنبط عن الحالات الاجتماعية البسيطة وأحيانا يكون التكرار سيد الموقف والسقوط في أخطاء تهم مفاهيم بعض من المنطوق به أو تضمين موسيقى غير مناسبة ورأينا أمثلة في ذلك”.

وتابع المتحدث ذاته: “ثانيا هي كتابة آنية تعتمد على نص الموضوع وهي بذلك قريبة من الإنشاء المدرسي، ثم هي كتابة خالية من الحس الإنساني الشامل الذي يمكن توزيعه خارج الوطن بل حتى الحوار يكون رهين انتماء الكاتب أو المنتج، إذ إن الكاتب يتكلم بشخصه وليس بشخصية العمل”، مشددا على أن كل هاته الأمور سببها الأول والوحيد لهفة شركة الإنتاج أو تنفيذه حول الربح، إذ تضفي على برنامج العمل القيمة المادية أكثر من أي قيمة فنية إبداعية أخرى”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News