الفلسطيني صلاح بكري ينتزع جائزة “التشخيص” عن “أزرق القفطان” وناقد: “غير مستحقة”

تمكن الفيلم الروائي الطويل “أزرق القفطان” للمخرجة مريم التوزاني من انتزاع جائزتي “التركيب” والتشخيص” ضمن فعاليات الدورة الـ23 للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة، والتي أسدل عليها الستار مساء يوم أمس السبت.
ومنحت لجنة تحكيم المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة جائزة أول دور رجالي للممثل الفلسطيني صلاح بكري عن دوره في فيلم “أزرق القفطان”، الذي يجسد فيه شخصية “حليم”، وهو رجل مغربي يمتهن “الخياطة” ويقع في حب شاب يعمل لديه، إلى جانب جائزة “التركيب”.
وأكدت مريم التوزاني، مخرجة الفيلم، في أثناء تسلمها الجائزة نيابة عن صلاح بكري، أن هذا الاعتراف سيسعد بطل فيلمها لاسيما وأنه يمر بفترة صعبة، إثر وقوع الحرب على بلده فلسطين حيث يتواجد حاليا.
ويرى الناقد السينمائي عبد الكريم واكريم أن نيل صالح بكري جائزة “أفضل ممثل” كان خارج السياق تماما، لعدم إتقانه نطق الدارجة المغربية، مشيرا إلى أن هناك من كانوا يستحقون الجائزة أكثر منه.
وأضاف واكريم في تصريح لجريدة “مدار21” أن صلاح بكري يعد ممثلا موهوبا، لكن اللهجة شكلت عائقا كبيرا له في تشخيصه بفيلم “أزرق القفطان”، الأمر الذي انعكس على جسده وأدائه التشخيصي.
وعدّ واكريم أنه كان من الأجدر أن ينال عادل أبا تراب جائزة أول دور رجالي، أو جائزة ثاني دور رجالي عن مشاركته في فيلم “كأس المحبة”، لتفوقه في أداء دوره وتشخيصه المتميز، وفق تعبيره.
وتوزعت باقي جوائز مسابقة الأفلام الروائية الطويلة على كل من فيصل بوليفة الذي حصل على جائزتي لجنة التحكيم والسيناريو عن فيلمه “المحكور ماكيبكيش”، وجائزة العمل الأول لياسمين بنكيران عن فيلمها “ملكات”، وجائزة أول دور نسائي لعائشة التباع عن “المحكور ماكيبكيش”، وجائزة أحسن دور رجالي لصلاح بكري عن “أزرق القفطان”.
وعادت جائزة ثاني دور نسائي لنسرين بشارة عن “ملكات”، بينما ذهبت جائزة ثاني دور رجالي إلى حاتم الصديقي عن مشاركته في فيلم “في صيف بجعد”، وحصل فيلم “أزرق القفطان” على جائزة المونتاج، وحاز فيلم “تامازغا” على تنويه خاص من قبل لجنة التحكيم.
وحصل المخرج عادل الفاضيلي على النصيب الأكبر من الجوائز في الدورة الـ23 للمهرجان، عن فيلمه “أبي لم يمت”، إذ حصد ست جوائز، ضمنها الجائزة الكبرى للأفلام الروائية الطويلة، إلى جانب جائزة الإخراج، وجائزة التصوير، وجائزة الصوت، وجائزة الإنتاج، إضافة إلى جائزة الموسيقى الأصلية.
وتضمنت لجنة تحكيم مسابقة الفيلم الروائي الطويل، التي تترأسها المنتجة سعاد المريقي، كلا من سعاد حسين، مؤسسة المرصد الإفريقي للسمعي البصري والسينما (جيبوتي)، ومرية الضعيف، فاعلة ثقافية، وزاهية الزهيري، ممثلة، وحمادي كيروم، أستاذ جامعي وناقد سينمائي، ومحسن بصري، مخرج وكاتب سيناريو، ومالك أخميس، ممثل.
يذكر أن فيلم “أزرق القفطان” يحكي قصة رجل يُدعى يوسف (صلاح الدين بكري)، والذي يكبح ميولاته الجنسية المثلية لسنوات، لارتباطه وتعلقه بزوجته، قبل أن يقع في غرام شاب يعمل لديه.
ويرصد الفيلم مكافحة بطله من أجل إنجاح تجارته المتعلقة بالخياطة التقليدية، في ظل غزو ماكينات الخياطة، ويحرص على أدق التفاصيل في حياكة الأثواب والأقمشة وهو الحرص الذي يثير إعجاب “يوسف”.
وينطلق الفيلم بالتقاط نظرات مشفرة لحليم تجاه الشاب “يوسف” الذي يعمل بمحله أثناء حياكة قفطان أزرق، وتفاصيل الإغواء البطيء بينهما في نقل مباشر للتفاصيل الحسية التي ترمز للمشاهد الأكثر الموجودة في العديد من أفلام مجتمع الميم (LGBT).
ويحاول الفيلم إثارة تعاطف الجمهور مع حليم، الذي أجبر على قمع هويته الجنسية الحقيقية طوال سنوات، رغم أن زوجته قد تكون محل حصد الكثير من التعاطف.
ويظهر “حليم” في أحد المشاهد يتسلل إلى حمام محلي يمثل طريقة سرية لممارسة الجنس مع رجال آخرين خلف أبواب مغلقة.