فن

فيلم “الطابع”.. معاناة عمال المناجم ومغاربة المهجر “تحبس الأنفاس” بمهرجان طنجة

فيلم “الطابع”.. معاناة عمال المناجم ومغاربة المهجر “تحبس الأنفاس” بمهرجان طنجة

دخل فيلم “الطابع” الذي يغوص بشكل خاص في عوالم شباب يعملون في مناجم ويقررون الهجرة إلى فرنسا لتحسين وضعيتهم الاجتماعية قبل أن تفرقهم ظروف الحياة، المنافسة الرسمية للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة، وذلك بعد مشاركته في العديد من المهرجانات الدولية.

وينطلق فيلم “الطابع” بمشهد العربي (حميد الزوغي)، مغربي يستقر في فرنسا ينتظر ساعة وفاته بعد أن اكتشف أن مماته سيكون بعد ثلاثة أشهر. العربي يحاول الهروب من صخب الحياة، وصراعات الأبناء، ما يدفعه لاتخاذ قرار العودة إلى المغرب.

وسيقرر العربي العودة إلى مسقط رأسه بالمغرب، ليقود رحلة طويلة يتقاسمها معه صديقه الفرنسي اليهودي، تتخللها العديد من المواقف الدرامية والكوميدية.

ويمنح الفيلم صورة عن التعايش بين الأديان، وعلاقات الصداقة المتينة التي لا تقف اللغة والدين والجنسية حاجزا أمامها، إلى جانب رصد معاناة الجالية المغربية، بعد سنوات من العطاء والعمل لدى بلاد المهجر.

وينقل الفيلم “الموت” بصور عديدة وسط إبراز العادات المغربية في الجنائز والدفن بالمقبرة، حيث يحضر العربي طقوس جنازته قبل وفاته، استعدادا لليوم الأخير.

ويصور الفيلم معاناة الشباب المغربي الذين يعملون لدى الأجانب بالمناجم في ظروف صعبة، بحثا عن قوتهم اليومي، حيث تعود الكاميرا بالذاكرة إلى فترة ماضية عاشها شخوص الفيلم.

مشاهد اختناق ووفاة عمال المناجم بجرادة، كادت تحبس أنفاس الحاضرين لمشاهدة الفيلم بالقاعة، حيث توثق جانبا مظلما من معاناة مغاربة قادتهم الحاجة إلى المخاطرة بحياتهم، والاستسلام للموت.

وحظي الفيلم في أثناء مناقشته بإشادات النقاد والباحثين في مجال السينما، عادّين أنه شكل جسر تواصل بين التاريخ والحاضر والمستقبل عبر رسائل تُرجمت بسلاسة في مشاهد تصويرية.

وفي هذا الإطار، صرح الوالي على هامش عرضه فيلمه “الطابع” ضمن المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة بالمهرجان الوطني للفيلم بطنجة، لجريدة “مدار21” بأن مشاركته كانت ضرورية لأن كل أفلامه مرت سابقا بالمهرجان، وحصلت على جوائز تحفيزية، وكانت انطلاقته الأولى بصفته ممثلا من قلبه سنة 1994، حيث حصد جائزة أفضل ممثل.

وعن التطرق لمعاناة العاملين في المناجم ونقلهم إلى فرنسا في ظروف قاسية، قال الوالي: “لم يكن بإمكان العربي أن يعمل إلا في منجم، لأنقل عن طريقه فترة مهمة في التاريخ، لكون الممثل والمخرج والكاتب يقع على عاتقهم نقل تاريخنا للأجيال المقبلة”.

وأضاف أن “المغاربة الذين كانوا يعملون في المناجم هجروا بطريقة وحشية تتسم بالعبودية، وساهموا في بناء فرنسا، لتأتي بعض التيارات اليوم وتتبجح وتطالب بالتخلص من المهاجرين، في حين أن هؤلاء المغاربة هم من بنوا دولتهم”.

وأكد الوالي أنه حاول رصد معاناة مغاربة العالم في 95 دقيقة، خاصة بعد تقدمهم في السن وحرمانهم من “التقاعد” لدى رغبتهم في العودة إلى المغرب، مشيرا إلى أنه “كان لابد أن نفتح النقاش في هذا الموضوع للحفاظ على كرامتهم”.

ودافع الوالي عن مشهد “دفن يهودي في مقبرة مسلمة”، قائلا: “الفيلم ينقل صورة حول التعايش الديني، ويدعو للتسامح والتعايش.. كفانا من الكره”، مبرزا أن الفيلم صُور قبل ثلاث سنوات أي قبل وقوع الأحداث الجارية في غزة.

وقال بطل الفيلم حميد الزوغي في تصريح لجريدة “مدار21” إن مشاركته في الفيلم جاءت بعد وعكة صحية ألمت به، وأدخلته إلى المستشفى لإجراء عملية على مستوى القلب.

وأضاف الزوغي أن مشهد “حمله على النعش شكل وقعا خاصا عليه، إذ دفعه لتصور مشهد وفاته في الحقيقة، لكن مهنته كانت تقتضي عليه أن يرتدي قبعة المشخص، ويتجرد من كل أحاسيس الخوف من الموت حتى يكون مقنعا في أداء دوره”.

ويشارك في الفيلم السينمائي ثلة من الفنانين المغاربة من أبرزهم، حميد الزوغي، والراحل محمد عاطفي، وجليلة التلمسي، وبودير، ومحمد حافي وغيرهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News