سياسة

الأحرار: محنة الزلزال مخاض عسير والمغرب لم يعُد مجرد لاعب هامشي بالمنتظم الدولي

الأحرار: محنة الزلزال مخاض عسير والمغرب لم يعُد مجرد لاعب هامشي بالمنتظم الدولي

أكد محمد غيات، رئيس فريق التجمع الوطني للأحرار، أن محنة زلزال الحوز شكلت لحظة “مخاض عسير أبانت فيها الدولة المغربية عن معدنها الأصيل، وعكَس فيها الشعب المغربي عمقه الوطني وحِسّهُ التضامُني الذي أبهر العالم”، مضيفا أن هذه الفاجعة رسخت ثقة المنتظم الدولي في صلابة مؤسسات الدولة المغربية وفعالية تدخلاتها خُصوصًا في اللحظات الصعبة والفارقة.

وسجل غيات، خلال المناقشة العامة لمشروع قانون المالية برسم 2024، أنه في  غمرة محنة الزلزال زف الملك محمد السادس بُشرى تنظيم المونديال، وتبين للقاصي قبل الداني وأهل الجوار، أن المغرب لم يعُد مجرد لاعب هامشي في منتظم دولي لا يؤمن إلا بالجدية، ولا يعترف إلا بصلابة النموذج المؤسساتي والاقتصادي والتدبيري.

وشدد رئيس الفريق التجمعي الذي كان يتحدث أمام لجنة المالية والتنمية الاقتصادية بمجلس النواب، بحضور وزيرة المالية نادية فتاح ووزير الميزانية فوزي لقجع، أن كل الإجراءات الإصلاحية والمؤسساتية التي باشرها العهد الجديد مند عشرين سنة، ليست لحظات سياسية انفعالية أو قرارات ارتجالية عديمة التأثير.

وتابع غيات: “نحن أمام تصور متكامل في مشروع وطني كبير وطويل المدى يرُوم إحداث تغيير جدري في معالم هذا البلد، مما يؤكد أن هناك خيطا ناظما لكل ما يقع في المملكة وأن التنمية ليست صدفة”، مسجلا أن السياق العالمي لم يكن رحيما بأحد، واتسم بصعُوبات جمّة وتقلُّبات مُربكة خلال الثلاث سنوات الأخيرة بدأت بجائحة كوفيد 19، ثم الاحتقانات الجيُّوسياسية والعسكرية غير المسبوقة، مند سنة في شرق أوروبا واليوم في الشرق الأوسط”.

واعتبر غيات أن الاختيار الاجتماعي وحتمية الدولة الاجتماعية، هو البوصلة التي يجب على السياسات العمومية أن تتركز حولها، سواء من حيث البناء والتصور أو من حيث التمويل أو من حيث التنفيذ، لافتا إلى أنه “مع كل هذا العالم المتسم بالضبابية واللايقين وجدنا الحكومة متماسكة في تدخلاتها العمومية التي تكاملت ما بين معالجة ثلاثة تحديات رئيسية غير قابلة للتجزئة”.

وأكد رئيس الفريق التجمعي أن الحكومة التي يقود “الأحرار” نجحت في  معالجة تركة الماضي، خصوصا في الأوراش الكبرى المتصلة بالحماية الاجتماعية والاجهاد المائي والإصلاح الضريبي والمدرسة المغربية، هذه الاوراش التي لم يعد هناك هامش في تأخيرها.

ولفت البرلماني إلى تمكن الحكومة من إعادة استئناف النشاط الاقتصادي ومعالجة تداعيات الجائحة خُصوصا في القطاعات الحيوية التي تضررت بقوة مثل قطاعات التصديرية والسياحة والخدمات، مبرزا أن  مؤشر تحقيق السياحة الوطنية لعائدات فاقت 71 مليار درهم لكي نفهم حجم المجهود الذي بُذل في هذا القطاع.

وأشار غيات إلى نجاح الحكومة أيضا في تنزيل البرنامج الحكومي عبر أسسه الرئيسية الثلاثة أي الصحة والتعليم والتشغيل، وفق أجندة مضبوطة في السنتين الأوليين من عمر هذه الحكومة، لافتا إلى أن الحكومة تمكنت من ضمان التعافي التدريجي من الأزمة بفعالية كبيرة تعكسها الأرقام الرسمية من خلال انخفاض مستوى التضخم ليقترب من مستواه الطبيعي عند 3.4 بالمئة بعدما تجاوز 8 بالمئة السنة الماضية.

وخلص غيات إلى أن عنوان الحقيقة الساطعة في التدبير الحكومي الحالي هو الابتكار في تحقيق توازن المالية العمومية وترشيد الهوامش المالية، أوضح أن “هذه الممارسة المبتكرة هي التي مكنت من المحافظة على التوازنات الماكرو اقتصادية، وعززت من صحة المالية العمومية للبلاد لكي تنخرط في المزيد من الإصلاحات التي تضعنا في قلب النموذج التنموي الجديد المبني على فكرة الدولة الاجتماعية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News