مجتمع

مقابل تسهيل انتشار الرواية الإسرائيلية.. إدارة “فيسبوك” تحاصر “الحسابات” الداعمة لفلسطين

مقابل تسهيل انتشار الرواية الإسرائيلية.. إدارة “فيسبوك” تحاصر “الحسابات” الداعمة لفلسطين

تعمل شركة “ميتا” المالكة لتطبيق “فيسبوك” على تقييد نشاط الداعمين للقضية الفلسطينة، من خلال حجب منشوراتهم، وحظر حساباتهم، بينما تنحاز إلى الدفاع عن الرواية الإسرائيلية عبر تسهيل وصول معطيات غربية كاذبة بشأن حرب غزة، وفق نشطاء.

وتقول الكاتبة المغربية كريمة دلياس التي سبق لها أن مرت بتجربة مع “الحصار” الذي يفرضه “فيسبوك” على المتعاطفين والمدونين مع القضية الفلسطينية، إن إدارة “فيسبوك” ما تزال تنهج سياسة عنصرية تجاه كل ما يتعلق بفلسطين.

وأضافت دلياس في تصريح لجريدة “مدار21” أن إدارة “فيسبوك” لن تتراجع عن سياستها المنحازة للرواية الإسرائيلية ومواصلتها شن الحرب الافتراضية على المحتوى الفلسطيني وكل الصفحات التي تنقل أحداث فلسطين بواقعية.

وأكدت المتحدثة ذاتها أنها عاشت “الحصار الفيسبوكي” أيضا سابقا، ما دفعها إلى تخصيص كتاب لهذا الموضوع، مشيرة إلى أن استمرار قمع الأصوات المنددة بما يجري في غزة، جعلها تستحضر المعاناة التي عانتها مع المنصة، إثر تضامنها مع فلسطين.

ولفتت إلى أن الحصار ما يزال قائما، إذ تم إقبار وحظر العديد من الصفحات التي تتناول أخبار فلسطين دون توظيف رموز من شأنها تمويه إدارة “فيسبوك”.

وأردفت دلياس أنها مهددة مجددا بفقدان صفحتها، حيث تلقت رسالة تفيد بحذف حسابها، دون موافاتها بتفاصيل المخالفة التي ارتكبتها، مستغربة السياسة التي تتبعها “ميتا”.

وكانت الكاتبة كريمة دلياس قررت تضمين تجربتها مع الحظر الذي تعرضت له داخل هذا “العالم الأزرق” بين دفتي كتابها “الحصار الفيسبوكي”، إذ دفعها تقييد نشاطها على صفحتها ومنعها من إبداء الرأي والتعبير عما يجري في القدس دفعها لتوثيق معاناتها، معتمدة شهادات لكتّاب وفنانين وصحافيين وفاعلين سياسيين الذين واجهوا المنع ذاته.

وترى الكاتبة نفسها، أن “فيسبوك” منصة “منحازة” و”مؤدلجة”، و”تخدم” أجندات معينة، وهو الأمر الذي دفعها إلى الكشف عن الوجه الحقيقي لهذه الشبكات الاجتماعية.

وقررت إدارة “فيسبوك” حظر حساب دلياس في وقت سابق، بعدما أعلنت تضامنها مع أحداث الحي المقدسي الشيخ جراح، الذي طوقته القوات الإسرائيلية وحاصرت الأهالي حصارا شاملا، مستعينة بمستوطنين إسرائيليين مدججين بالأسلحة البيضاء والزجاجات الحارقة، وفق تعبيرها.

وتشير دلياس إلى أن إدارة فيسبوك قامت بتطبيق “خوارزميات” على المحتوى الفلسطيني، وهي برمجيات “لوغاريتمية” ظالمة ترصد كل الكلمات والرموز التي لها علاقة بفلسطين وهويتها تمهيدا لتهويد القدس في عمليات سافرة ومقيتة لقوات الاحتلال على الميدان.

وقررت دلياس أن تكون صوت الآخر برصد “معالم هذه الجريمة الرقمية الشنعاء بتحليل ظاهرة “الحصار الفايسبوكي” بكل تجلياتها وتشريح كل الآليات العمياء لهذا الحصار والوقوف على أشكاله المتعددة”، من خلال الاعتماد على شهادات الكتاب والفنانين والصحافيين والفاعلين الحقوقيين والسياسيين من مختلف الجغرافيات والجنسيات، والذين طبق عليهم الحصار في أثناء الحرب السابقة على غزة.

وشددت دلياس على أن مجانية “فيسبوك” لا تعطي الحق لشركة “ميتا” مصادرة حرية التعبير للمنخرطين عندما لا تكون آراؤهم تتماشى وسياساتها الظالمة والمنحازة لطرف دون آخر. بل على العكس، يجب أن تتمتع بالاستقلالية والحيادية، وتضمن الحق في حرية التعبير لكل المنخرطين من مختلف الجنسيات والجغرافيات.

وترى أن إدارة “فيسبوك” تسمح باستعمال خطاب العنف والكراهية للجانب الإسرائيلي على صفحاتهم وتمنع عبر خوارزمياتها الظالمة إيصال صوت الفلسطينيين الذين تحصدهم آلة الحرب المتغطرسة وتحجب فضح كل الانتهاكات التي ترتكب في حق شعب أعزل، عبر ضرب الحصار على كل المتضامنين والمتعاطفين مع القضية، ما يعرّي ازدواجية المعايير التي تتعامل بها إدارة “فيسبوك” مع القضايا العالمية.

وتدل الحرب الرقمية الشرسة التي خاضتها إدارة “فيسبوك” ضد كل المتضامنين والمتعاطفين مع القضية الفلسطينية، وضد الصفحات الإخبارية الفلسطينية التي أصبحت معظمها الآن في خبر كان، عرّت الديمقراطية الزائفة التي تتشدق بها الدول المتقدمة، وفضحت الشركات الإمبريالية المنحازة للسياسات الغربية والخاضعة لإملاءات الصهيونية، وفق تعبيرها.

يذكر أن العديد من نجوم الرياضة والفن في الوطن العربي اختاروا التزام الصمت، وعدم الإعلان عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خوفا من حجب حساباتهم التي تضم ملايين المتابعين.

وتعرض العديد من المشاهير العرب لهجوم حاد من قبل جماهيرهم، بسبب تجاهلهم الدفاع عن القضية الفلسطينية، التي تتعرض للتحريف من قبل الإعلام الغربي، منتقذين عدم استغلال شهرتهم العالمية في نقل أصوات شعب فلسطين.

ونال الفنان المغربي سعد لمجرد واللاعب الدولي المصري محمد صلاح، النصيب الأكبر من الانتقادات، بسبب “صمتهما” بشأن ما يجري من انتهاكات في غزة، حيث شن نشطاء حملة واسعة لإلغاء متابعتهما في مواقع التواصل الاجتماعي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News