رياضة

في الطريق إلى “الحلم الكبير”.. المغرب يضرب عصفورين بحجر واحد بتنظيم “كان 2025”

في الطريق إلى “الحلم الكبير”.. المغرب يضرب عصفورين بحجر واحد بتنظيم “كان 2025”

بإجماع غير مسبوق، نال المغرب شرف استضافة كأس إفريقيا للأمم سنة 2025، بعد تقديمه ملف متكامل أقنع المكتب التنفيذي للكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم باستحالة وجود منافس قادر على تنظيم نسخة تضاهي أعرق المسابقات بالقارة السمراء.

وصوت 22 عضوا من المكتب التنفيذي لـ”الكاف” على المغرب لتنظيم “كان 2025″، في وقت سحبت الجزائر ملفها قبل ساعات من اجتمع القاهرة خوفا من “هزيمة ساحقة” أمام المؤهلات التنظيمية للمغرب وبناه التحتية الرياضية.

واستجاب المغرب في ملعب ترشحه لجميع شروط دفتر تحملات تنظيم كأس إفريقيا للأمم، بما فيها تقديم عرض مفصل لأدق التفاصيل الخاصة بفنادق الإقامة وشبكة الطرقات والمواصلات، زيادة على الملاعب الرئيسية وملاعب تدريب المنتخبات والحكام.

وفي سابقة من نوعها، خصص المغرب 24 ملعبا لتداريب المنتخبات التي ستشارك في النسخة الـ35 لـ”الكان”، بواقع ملعب لكل منتخب، زيادة على 6 ملاعب رئيسية ستخضع كلها لإعادة التهيئة برفع طاقتها الاستيعابية لتتجاوز 60 ألف متفرج بنيما ستتم تغطية ملاعب مجمع محمد الخامس بالدار البيضاء وطنجة الكبير والأمير مولاي عبدالله بالرباط بشكل كامل.

وسيشكل الاستعدادات لتنظيم “كان 2025” قاعدة صلبة للمغرب من أجل مواصلة مسيرة تطوير البنى التحتية في مختلف المجالات، استعدادا لاستضافة كأس العالم عام 2030، التي يبدو فيها الملف المغربي-الإيبيري الأوفر حظا حتى الآن.

“كاف” يؤكد ثقته

ولم يأت اختيار “الكاف” بالإجماع محض مجاملة، فق أنقذ المغرب، في السنوات الأخيرة، العديد من الاتحادات الكروية الإفريقية، بسبب عدم توفرها على ملاعب تستجيب لمعايير الاتحاد الدولي لكرة القدم والكونفدرالية الإفريقية للعبة لاستضافة المباريات الدولية.

وفي فبراير الفارط، وافقت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم على طلب مجموعة من الاتحادات الكروية الإفريقية، لاستضافة مباريات منتخباتها في المغرب، شهر مارس الماضي، برسم التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس إفريقيا “كوت ديفوار 2024”.

واستضافت الملاعب المغربية، شهر مارس الماضي، مباريات منتخبات بوركينافاسو ضد التوغو، برسم الجولة الثالثة للتصفيات الإفريقية، ومباراة غينيا بيساو ضد نيجيريا، برسم الجولة الرابعة، وغامبيا أمام مالي، عن الجولة الرابعة ذاتها.

وخاضت منتخبات بوركينافاسو وغينيا بيساو ومالي وغامبيا وليبيريا والسودان مبارياتها في المغرب سنة 2021، برسم تصفيات نهائيات كأس العالم 2023، بعدما عجزت عن توفير ملاعب تستجيب لمعايير “فيفا”.

وفي 01 أكتوبر المقبل، يستقبل الهلال السوداني ضيفه بريميرو دي أغوستو الأنغولي، لحساب إياب الدور التمهيدي الثاني المؤهل إلى دور المجموعات لدوري أبطال أفريقيا بمعلب العبدي بالجديدة، بعدما وافقت “الكاف” على طلب الفريق السوداني لنقل مباراته للمغرب بسبب الظروف الأمنية غير المستقرة ببلاد “صقور الجديان”.

إقبال المنتخبات والأندية الإفريقية وموافقة “الكاف” على نقل مبارياتها للمملكة يؤكد المكانة الريادية التي أضحى المغرب يحتلها في المشهد الكروي بالقارة السمراء، سيما من خلال الملاعب المتطورة التي يتوفر عليها، والبنى التحتية الأخرى، من فنادق وطرق، التي تحول له استضافة أكبر التظاهرات العالمية.

طموح مؤجل

ويأتي تنظيم المغرب لنهائيات كأس إفريقيا للأمم ليدرك طموحا طالما طارده في السنوات الأخيرة، بعدما أجهزت الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم تحت قيادة رئيسها السابق، عيسى حياتو، على حلم تنظيم نسخة 2015.

وسحبت “الكاف” في نونبر 2014، شهران فقط قبل ضربة البداية، حق استضافة النسخة الـ30 لكأس إفريقيا للأمم من المغرب، بعدما رفض طلب التأجيل المقدم المؤولين المغاربة بسبب مخاوف من انتشار فيروس إيبولا.

ومنح تنظيم كأس إفريقيا سنة 2015 لغينيا الاستوائية، التي استضافت المسابقة في موعدها المحدد ما بين 17 يناير و8 فبراير 2015، وعوقب المغرب بالحرمان من المشاركة في النهائيات بسبب اعتذاره عن التنظيم وعدم خوضه التصفيات.

وعاقبت “الكاف” المغرب بحرمانه من المشاركة في كأس إفريقيا 2015 و2017 و2019، إضافة إلى غرامة مالية قدرها مليار سنتيم (1 مليون دولار)، إضافة إلى تسعة ملايير سنتيم لتعويض أضرار عدم تنظيم المسابقة بالمغرب، قبل أن تسقط محكمة التحكيم الرياضي عقوبة الإيقاف وخفضت الغرامة المالية إلى النصف.

ثورة الملاعب 

يراهن المغرب على خطة طموحة للرفع من جودة ملاعبه وبنياته التحتية لتنظيم نسخة استثنائية لكأس إفريقيا للأمم بمواصفات عالمية.

وباشر المغرب برنامج إعادة تأهيل ملاعبه الكبرى لملاءمتها مع معايير الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” لدعم حظوظ تنظيم كأس العالم سنة 2030 في ملف مشترك مع إسبانيا والبرتغال.

وبدأ المغرب مبكرا استعداداته لتنظيم كأس إفريقيا سنة 2025، بإغلاق ملعبي الأمير مولاي عبدالله بالرباط وطنجة الكبير لإعادة تأهيلهما ورفع طاقتهما الاستعابية وتغطيتهما بالكامل، إضافة إلى إزالة حلبتي ألعاب القوى.

وانطلاقا من أكتوبر المقبل، سيغلق ملعب مجمع محمد الخامس بالدار البيضاء للخضوع لمجموعة من الإصلاحات بتكلفة حددت في 25 مليار سنتيم، على أن تشهد ملاعب فاس وأكادير ومراكش لإصلاحات تهم بالأساس رفع الطاقة الاستيعابية في وقت لاحق.

“بروفة” في الطريق إلى “الحلم الكبير”

يصر المغرب على مطاردة “حلم” تنظيم كأس العالم الذي طال انتظاره لقرابة ثلاثة عقود، وسيشكل تنظيم نسخة استثنائية لكأس إفريقيا للأمم “بروفة” إعدادية لقدراته التنظيمية وجودة بنياته التحتية.

وأعلن الملك محمد السادس في مارس الماضي تقديم ملف مشترك مع إسبانيا والبرتغال للمنافسة على تنظيم كأس العالم سنة، وذلك خلال رسالة وجهها العاهل المغربي، لأسرة كرة القدم الإفريقية بمناسبة منحه جائزة التميز لسنة 2022 من الكونفدرالية الإفريقية بالعاصمة الرواندية كيغالي، تسلمها نيابة عنه وزير الرياضة المغربي، شكيب بنموسى.

ونافس المغرب على تنظيم المونديال في 5 مناسبات سابقة، ويعد ترشحه لتنظيم نسخة 2030، في ملف مشترك مع إسبانيا والبرتغال المحاولة السادسة في تاريخه، وتعد حظوظ الملف المغربي الإيبيري كبيرة أمام منافسة قوية من الملف المشترك بين الأوروغواي والأرجنتين والباراغواي والتشيلي.

وقدم المغرب ترشحه لتنظيم كأس العالم خمس مرات سابقا، سنوات 1994 و1998 و2006 و2010 و2026، كلها شهدت نهاية مخيبة للآمال المغاربة.

ونافست المملكة بقوة على تنظيم مونديال 1998 عندما حصل على 7 أصوات مقابل 12 لفرنسا، وفي سباق كأس العالم سنة 2010 نال 10 أصوات مقابل 14 لجنوب إفريقيا.

ونافس المغرب بشراسة على تنظيم النسخة المقبلة من المونديال المقررة سنة 2026 في مواجهة ملف مشترك قوي لأمريكا والمكسيك وكندا، إذ حصل على 65 صوتا مقابل 134 صوتا للملف المشترك.

ويأمل المغرب أن يصبح البلد الإفريقي الثاني الذي ينظم أكبر تظاهرة كروية عالمية بعد جنوب إفريقيا التي نالت شرف تنظيم نسخة 2010، وثاني دولة عربية بعد قطر التي نظمت نسخة 2022.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News